لولا محبة أهل الدار والدار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لولا محبة أهل الدار والدار لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة لولا محبة أهل الدار والدار لـ ابن هتيمل

لولا مَحَبَّةُ أهل الدّارِ والدّار

ما غيضَ صَبري وجَفني ماؤُه جاري

ولا عَكَفتُ وأصحابي تُعنِّفُني

عَلَى العُكُوفِ علَى نُؤيٍ وأحجارِ

وإنما ليَ أوطارٌ رزِئتُ بها

رَعياً لها مِن لُباناتٍ وأوطارِ

عيادَةٌ وزياراتٌ تَبينُ بها

عَنّا النّياتُ بِعُوّاد للجار

ولي بنَجدٍ هوىً والغَورِ مأربَةٌ

يا بُعدَ ما بينَ أنجادٍ وأغوار

فكيفَ أصنعُ في جَفني وفي كَبِدي

قد أتلَفا رَمَقي بالماء والنّار

ومَن مُعيريَّ عيناً دمعُها دَرِرٌ

تَجري بِمُنسَجَم العِرنَينِ مِدرار

أستَودِعُ الله أرواحاً رَحلنَ بِها

عَنّا المَها بَينَ أحداجٍ وأكوار

تحتَ المآزِر مِن أكفالِها كُثُبٌ

تَرتَجُّ مِن تَحتِ قُضبانٍ وأقمارِ

وفي البَراقِع مِن ألحاظِها فِتَنٌ

يَطلَعنَ ما بَينَ أطواقٍ وأزرارِ

كَم قلتُ للمُدلِجِ الغادي لِطَيَّتِه

صِل الغُدوَّ بِنَصِّ الرّائحِ السّاري

لا ترهَبِ اللَّيلَ واركب ظَهرَه جَمَلا

فَخَيرُ مَركَبةٍ ما كانَ كالقارِ

وانزل بِطيبَةَ تنزِل بَينَ مِنبَرِها

وقَبرِها بَينَ جنّاتٍ وأنهار

حَيثُ النُّبُوةُ والنورُ الذي نُسخَت

بِهديِهِ ظُلَمُ الدُّنيا بِأنوارِ

وحيثُ تَلثَمُ مِن أرضِ النَّبيّ ثَرىً

أذكَى مِنَ العَنبَر الشِّحريِّ والدّاريّ

بِواحدٍ ما لَه ثانٍ يُماثِلُه

فَضلاً وإن كانَ ثاني اثنينِ في الغار

مُحمَّد المصطفَى المَقرُون تَسميةً

قَبلَ البَرية باسم الخالِق الباري

المنقِذِ الخلقَ إذ ضَلُّوا وإذ وَقَفُوا

عَلَى شَفا جُرفٍ مِن هَلكِهِم هارِ

أغَرُّ صُوّرَ مِن فَخرٍ ومِن شَرَفٍ

وصُوِّرَ الخَلقُ مِن ماءٍ وفَخّار

وآيةٌ مَجَّها صُلبُ الخَليلِ وإس

ماعيلُ أعقَبَها في صُلبِ قيدارِ

بَدرٌ مُنتَجَبُ العِرقَينِ مَنصِبُه

كاسٍِ مِن الكَيس بل عارٍ مِنَ العار

لولاه ما كانتِ الدُّنيا ولا اِشتَمَلَت

عَلى الأجنَّةِ حَملاً ذاتُ اطهارِ

أسرى بِه اللهُ إسراءً وكَلَّمه

مِن قابِ قَوسَين أو أدنَى بإسرارِ

وأمَّ مَن أمَّ من صَفِّ الملائِكَةِ ال

أبرارِ فاعجَب عَلَى بَرِّ وأبرار

عَزَّت بِه العَربُ العَرباءُ إذا نُصِرَت

عَلَى جُنودِ لكسرى يوم ذي قار

ويوم بدرٍ أمدّته مَلائكةٌ

بَجحفَلٍ كَبياضِ الصُّبحِ جَرّار

والجِذعُ حَنَّ إليهِ وابنُ جابرَ قد

أحياهُ لمّا فرَى أوداجَه الفاري

والشاةُ أنشرَها مِن بَعدِ ما أُكِلَت

كأنَّها لَم تَمُت مِن ذَبحِ جَزّار

والعضوُ كلَّمَه إذ صارَ في يَدِه

بِسَمَّةٍ مِن بَغيٍّ ذاتِ زُنّار

والنُّوقنُ ظلَّت تُناجيهِ فيَأمُرُها

بَعدَ الوقُوفِ بإقبالٍ وإدبار

وفي البُراقِ وفي ظِلِّ الغَمامَةِ وال

مِعراجِ نَصٌّ أحاديثِ وأخبار

وحَسبُه بانشِقاقِ البَدرِ مُعجِزَةٌ

في مُسلِمينَ وفُسّاقٍ وكُفّار

وأنتَ يا راكِباً تَهوي بِه قُلُصٌ

كالطَّيرِ مُنقَضَّةً تهوي لأوكارِ

أقرِ التَّحيَّة مِن بَعدِ النَّبي عَلى

مُهاجِرينَ وأشياخٍ وأنصار

وقل لأحمدَ عَنّي قولَ مُعتَرِفٍ

مِن الحُقوقِ بتَقصيرٍ وإقصار

واللهِ ما طَلَعت شمسٌ ولا غَرَبَت

إلاَّ وحُبُّك إظهاري وإقصار

ولا شَرى البَرقُ مِن تِلقاءِ أرضِكُم

إلاَّ وبَلبَلَ بالي بَرقُها الشّاري

فاقبل معاذيريَ اللاَّتي أمُتُّ بِها

فاللهُ يَعلَمُ أعذاري وإعذاري

يا عِصمَتي يا ابنَ عبدِ اللهِ يا ابنَ خلي

لِ اللهِ يا غيثُ يا ليث الوغى الضّاري

إنّي دَعوتُكَ والأيامُ قد نَحَتَت

عُودي وأثقَلَ ظَهري حَملُ أوزاري

بُدّلتُ مِن قُوتي ضَعفاً ومَسكَنةً

والمرءُ يُخلَقُ طوراً بعدَ أطوار

مَن لي ومن لِبني الذّاهبينَ على

رَغمي بقتلَةِ مِقدادٍ وعمّار

لي أسوةٌ في عليِّ والحسين وفي

زيدٍ وفي مُسلمٍ منهم و طَيّار

إذا نظرتُ لثأري في الوَصي وفي

ثأري لحمزة لم أحصُل على ثاري

فوضتُ أمري إلى اللهِ المهيمن في

حَلٍّ وعقدٍ وإيرادٍ وغصدارِ

فقد رجُوتُك لي دنيا وآخرَةً

للعفوِ والنَّصرِ في حِلِّت وإمرار

فما استَجرتُ بغيرِ الله منه ولا اس

تَغفَرتُ للذَّنبِ مِنه غَيرَ غَفّار

وما مَدحتُكَ إلا للشَّفاعةِ في

قَومي غَداً لا لِدينارٍ وقِنطارِ

فأنت مِلءُ السَّمواتِ الطِّباقِ ومِل

ءُ الأرضِ يا ملءَ أسماعٍ وأبصار

فلو شَفَعتَ لأهل النّار ما خَلُدَت

بَعد الشَّفاعةِ أهلُ النّار في النّار

ما يُنشدُ المنشِدُ المُثني عليكَ وقَد

أثنَى الإلهُ بما يقرأ بِه القاري

إذا مُدِحتَ بآياتِ الكتابِ وبال

تَّوراةِ ماذا عسى سَجعي وأشعاري

شرح ومعاني كلمات قصيدة لولا محبة أهل الدار والدار

قصيدة لولا محبة أهل الدار والدار لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي