لو أنني أضمرت سلوانا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو أنني أضمرت سلوانا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة لو أنني أضمرت سلوانا لـ شرف الدين الحلي

لو أنني أضمرت سلوانا

عنكم لما استغربت هجرانا

ففيم قد خنتم وضيعتم

من لم يضع عهداً ولا خانا

صبا حجبتم عنه طيب الكرى

فهو بكم يحلم يقظانا

لو أنصف الحب على زعمكم

ما رقدت أجفان أجفانا

يا بئس ما جازيتموني وقد

جاوز حادي الأَيْنُقِ البانا

لواكمُ عن سقط رمل اللوى

معتسفاً بالركب عسفانا

جزعتمُ الجزع وغادرتمُ

لي بعدكم بالحَزْن أحزانا

ولست أستغرب منكم قِلَى

أقله يحدث نسيانا

فجوركم أجرى دموعي وقد

كنتم على جيرون جيرانا

شككت مذ بِنْتُمْ ولي مقلة

يبيت فيها الدمع حيرانا

هل سجف الظعن تُكِنُّ الظِّبَا

أم كُنَّسٌ تحجب غزلانا

فليتكم سرتم ولم تتركوا

عندي تباريحاً وأشجانا

يا صاح كرر نظراً صادقاً

ما بين يَبْرِينَ ونَعمانا

فهي قدود فوق أردافها

تُخَالُ أغصاناً وكُثبانا

وموسر من حسنه لم يزل

يوسعني مَطْلاً ولَيَّانا

أثمر غصن القدّ من خده

وصُدغه ورداً وريحانا

والنرجس الغض بألحاظه

والصدر قد أنبت رمانا

فيالها من معجزات بها

أقام للعشاق برهانا

عهدت في البستان غصناً فما

بالي أرى في الغصن بستانا

وريقه المعسول مالي أرى

في عذبه درّاً ومرجانا

يا مالك القلب أجره فقد

أصليته بالهجر نيرانا

وعده بالوصل فطوبى له

إن كان يلقى منك رضوانا

مالك لا تنقع ذا غلة

يُمْسِي إلى ريقك ظمآنا

يود عطفاً منك ما عنده

عطف وطرفاً منك وسنانا

فحبذا الخصر النشيط الذي

صَاحَبَ رِدفاً منك كسلانا

لا والعيون الفاترات التي

لم أر لي منهنَّ أعوانا

لم تر عيني لك شِبْهاً ولا

كالملك الظاهر سلطانا

الفارج الكرب إذا أذعنت

له ملوك الأرض إذعانا

والشامخ المجد الذي شاده

حتى سما في الأفق كيوانا

والمرتدي برد الفخار الذي

سواه يمسي منه عريانا

والمصقع الخطب إذا ضعضعت

صدمته رضوى وثهلانا

والمرسل الخيل غداة الوغى

تُحْسَبُ تحت الأسد عقبانا

جرداً تمطى بكماة إذا

ما هبلوا بالطعن أيمانا

لم تر إلا خُلُجاً من ظُبَا

تشقّ في الماذيّ غدرانا

حيث ترى الليث وقد هزَّ من

خطيه للطعن ثعبانا

لم يلق إن هم سالموا وجرة

حتى ترى في الحرب خفانا

يقدمها الغازي الغياث الذي

شاد لدين الله أركانا

ملك يبيت الليل من رأفة

فيما ينيم الخلق سهرانا

سيف أمير المؤمنين الذي

يرى له الطاعة إيمانا

متوج بالنصر يغشى الوغى

أبلج طلق الوجه جذلانا

موحد يرفع فوق القنا

من العدا بالطعن صلبانا

أصيد في يومي نَدىً وردىً

تلقاه مِطْعاماً ومِطْعانا

يعطي زرافات الأيادي إذا

ما أمَّهُ العافون وِحْدَانا

تزدحم الأملاك في بابه

فتصدم التيجان تيجانا

ما هِيجَ إِلاَّ مَلأَ الأفق في

هيجائها بيضاً وخرصانا

فإن سرى في الأسد غلب الطُّلَى

معتاضةً بالغاب مُرَّانا

قالت مقال النمل أعداؤه

لما رأت جند سليمانا

يُشام برق البشر من وجهه

فيستهل الكف عقيانا

رِدْ صادياً صَدَّاءَ أنعامه

وارع رياض السعد سعدانا

كالغيث يمم جوده راضياً

والليث نكب عنه غضبانا

غصن وطود إن تَغَنَّيْتَه

بالمدح أو بارز أقرانا

صفه ودع كسرى وإيوانه

وعدِّ عن سيف وغمدانا

وخلني من سير خرصت

رواتها زوراً وبهتانا

وصف علا أبلج مداحُه

كأنما يتلون قرآنا

أَغَرَّكُمْ من دون شهبائه

أعاد قلب الخطب وجلانا

ولا يغرنَّك ما قاله

حسان في أملاك غسانا

فلست أرضى صِيدَ أملاكه

لباب هذا الملك غلمانا

يا منقذي من صَرْف دهر يرى

نصره أهل الفضل خذلانا

دونك وفد الحمد يحتثه

إليك حادي النُّجح عجلانا

واستجلها آنسة حرّة

ما شابها عيب ولا شانا

جاءتك بالمعنى الغريب الذي

تخاله في البيت سلمانا

فلست أستسقي لها بعدها

أوردها جودك طوفانا

فكم أيادٍ لك عندي بها

منحت ذنب الدهر غفرانا

حميتني بالغرِّ من شهبها

لما رأيت الفقر شيطانا

فاهنأ بشعبان وأولى بنا

أنا نهني بك شعبانا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو أنني أضمرت سلوانا

قصيدة لو أنني أضمرت سلوانا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي