لو أن عذالي لوجهك أسلموا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو أن عذالي لوجهك أسلموا لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة لو أن عذالي لوجهك أسلموا لـ ابن حجر العسقلاني

لَو أَنَّ عُذّالي لِوَجهِكَ أَسلَموا

لَرَجَوتُ أَنّي في المَحَبَّةِ أَسلَمُ

كَيفَ السَبيلُ لِكَتمِ أَسرارِ الهَوى

وَلِسانُ دَمعي بِالغَرامِ يُتَرجمُ

لامَ العَواذِلُ كُلَّ صادٍ لِلّقا

وَمَلامُهُم عَينُ الخَطا إِن يَعلَموا

لَم يَعلَموا بِمَن الهَوى لَكِنَّهُم

لاموا لعلمهمُ بِأَنّي مُغرَمُ

لاموا وَلَمّا يأتِهِم تأويلُ ما

لاموا عَلَيهِ لأَنّهم لَم يَفهَموا

إِن أَبرَموني بِالمَلامِ فَإِنَّ لي

صَبراً سَيَنقُضُ كُلَّ ما قَد أَبرَموا

ما شاهَدوا ذاكَ الجَمالَ وَقَد بَدا

فَأنا الأَصَمُّ عَن المَلامِ وَهُم عَموا

وَلَئِن دَروا أَنّي عَشِقتُ فَإِنَّهُ

لهَوى القُلوبِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ

وَالصَمتُ أَسلَمُ إِن لَحَوني في الهَوى

لَكِنَّ قَلبي بِالجَوى يَتَكَلَّمُ

وَلَقَد كَتَمتُ هَواكَ لَكِن مُقلَتي

شَوقاً إِلى مَغناكَ لَيسَت تكتمُ

أَبكي عَقيقاً وَهوَ دَمعي وَالغَضا

وَهوَ الَّذي بَينَ الجَوانِحِ يُضرَمُ

وَالدَمعُ في ربعِ الأَحِبَّةِ سائِلٌ

يا وَيحَهُ مِن سائِلٍ لا يرحَمُ

وَحَديثُ وَجديَ في هَواكَ مُسَلسَلٌ

بِالأَوّليَّةِ مِن دُموعٍ تسجمُ

يا عاذِلي إِنّي جُننتُ بحبّهم

وَإِلى سوى أَوطانِهِم لا أَعزِمُ

وَلَئن عَزَمتُ عَلى السُلوّ فَلَيسَ لي

يَوماً عَلى ذاكَ الجُنونِ معزمُ

وَهُمُ الأَحِبَّةُ إِن جَفوا أَو واصلوا

وَالقَصدُ إِن أَشقَوا وَإِن هُم أَنعَموا

إِن واصلوا فاللَيلُ أَبيَضُ مُشرِقٌ

أَو قاطَعوا فالصُبحُ أَسوَدُ مُظلِمُ

فاللَيلُ يَظلمني فيُظلِمُ بَعدَهُم

لَكِن عَذولي في هَواهُم أَظلَمُ

وَالصُبحُ يُشرِقني بِغربِ مَدامِعٍ

لَم تَحك نوءَ الفَيضِ مِنها الأَنجُمُ

أَحبابَنا كَم لي عَلَيكُم وَقفَةً

وَعَليَّ وَصلُكُم الحَلالُ مُحَرَّمُ

يا هاجِري وَحَياةِ حبّك مُتُّ مِن

شَوقي إِلَيك تَعيشُ أَنتَ وَتَسلَمُ

جِسمي أَخَفُّ مِن النَسيم نَحافَةً

وَثَقُلتُ بِالسُقمِ المُبَرِّحِ مِنكُمُ

إِن كانَ ذَنبي الإِنقطاع فَحُبَّكُم

باقٍ وَأَنتُم في الحَقيقَةِ أَنتُمُ

لَم يُنسِ أَفكاري قَديمَ عُهودِكُم

إِلّا حَديثُ المُصطَفى المستَغنمُ

آثارُ خَيرِ المُرسَلينَ بِها شِفا

داء الذُنوبِ لِخائِفٍ يَتَوَهَّمُ

هوَ رَحمَةٌ لِلناسِ مُهداةٌ فَيا

وَيحَ المعانِدِ إِنَّهُ لا يرحَمُ

نالَ الأَمانَ المؤمِنونَ بِهِ إِذا

شُبَّت وُقوداً بِالطُغاةِ جهَنَّمُ

اللَهُ أَيَّدَهُ فَلَيسَ عَن الهَوى

في أَمرِهِ أَو نَهيهِ يَتَكَلَّمُ

فَليَحذَرِ المَرءُ المُخالِفُ أَمرَهُ

مِن فِتنَةٍ أَو مِن عَذابٍ يؤلِمُ

ذو المعجِزاتِ الباهِراتِ فَسَل بِها

نُطقَ الحَصى وَبهائِماً قَد كلّموا

حُفِظَت لِمَولِدِهِ السَماءُ وَحُصِّنَت

فالمارِدونَ بِشُهبِها قَد رُجّموا

وَبِهِ الشَياطينُ اِرتَمَت واِستأيسَت

كُهّانُها مِن عِلمِ غَيبٍ يَقدُمُ

إِيوانُ كسرى اِنشقّ ثُمَّ تَساقَطَت

شُرُفاتُهُ بَل قادَ رُعباً يُهدَمُ

وَالماءُ غاضَ وَنارُ فارِسَ أُخمِدَت

مِن بَعدِ ما كانَت تُشَبُّ وَتُضرَمُ

هَذا وآمنةٌ رأت ناراً لَها

بُصرى أَضاءَت وَالدياجي تُظلَمُ

وَبليلَةِ الإِسراءِ سارَ بِجِسمِهِ

وَالروحُ جِبريلُ المطهَّرُ يَخدِمُ

صَلّى بِأَملاكِ السَما وَالأَنبِيا

وَلَهُ عَليهم رِفعَةٌ وَتقدُّمُ

وَعَلا إِلى أَن جازَ أَقصى غايَةٍ

لِلغَيرِ لا تُرجى وَلا تتوهَّمُ

وَلقابِ قَوسَينِ اِعتَلى لَمّا دَنا

أَو كانَ أَدنى وَالمهَيمنُ أَعلَمُ

يا سَيّدَ الرُسلِ الَّذي آياتُهُ

لا تَنقَضي أَبَداً وَلا تَتَصَرَّمُ

ماذا يَقولُ المادِحونَ وَمَدحُكُم

فَضلاً بِهِ نطقَ الكِتابُ المُحكَمُ

المُعجِزُ الباقي وَإِن طالَ المَدى

وَلأبلغِ البلغاءِ فَهوَ المُفحِمُ

الأَمرُ أَعظَمُ مِن مَقالَةِ قائِلٍ

إِن رَقَّقَ الفُصَحاءُ أَو إِن فَخَّموا

مِن بَعضِ ما أُوتيتَ خَمسُ خَصائِصٍ

لَم يُعطَها الرُسُلُ الَّذينَ تَقَدَّموا

جُعِلَت لَكَ الأَرضُ البَسيطَةُ مَسجِداً

طُهراً فَصَلّى الناسُ أَو فَتَيَمَّموا

وَنُصِرتَ بِالرُعبِ المروعِ قَلبَ مَن

عاداكَ مِن شَهرٍ فَأَصبَحَ يُهزَمُ

وَأُعيدَتِ الأَنفالُ حلّاً بَعدَ أَن

كانَت مُحَرَّمَةً فَطابَ المَغنَمُ

وَبُعِثتَ للثقلينِ تُرشِدُهُم إِلى الد

دينِ القَويمِ وَسَيفُ دينِكَ قَيِّمُ

وَخصصتَ فَضلاً بِالشَفاعَةِ في غَدٍ

فَالمُسلِمونَ بِفَضلِها قَد عمّموا

وَمَقامك المَحمودُ في يَومِ القضا

حَيثُ السَعيدُ رَجاهُ نَفسٌ تسلمُ

يَحبوكَ رَبُّكَ مِن مَحامِدِهِ الَّتي

تُعطى بِها ما تَرتَجيهِ وَتغنمُ

وَيَقول قُل تُسمَع وَسَل تعطَ المُنى

وَاِشفع تُشَفَّع في العصاة ليَرحَموا

فَهُناكَ يغبطك الوَرى وَيُساءُ مَن

جَحَدَ النُبوّة إِذ يُسَرُّ المُسلِمُ

يا مَن سُنَنٌ وَآثارٌ إِذا

تُلِيَت يَرى الأَعمى وَيَغنى المعدِمُ

صَلّى عَلَيكَ وَسَلَّمَ اللَهُ الَّذي

أَعلاكَ ما لَبّى الحَجيجُ وَأَحرَموا

وَعَلى قَرابتِكَ المقرّرِ فَضلُهُم

وَعلى صَحابَتكَ الَّذينَ همُ همُ

جادوا علَوا ضاؤُوا حَموا زانوا هَدَوا

فَهُمُ عَلى الستّ الجِهاتِ الأَنجُمُ

نَصَروا الرَسولَ وَجاهَدوا مَعهُ وَفي

سُبُلِ الهُدى بَذَلوا النفوسَ وأسلَموا

وَالتابِعينَ لَهمُ بِإحسانٍ فَهُم

نَقَلوا لما حَفظوه مِنهُم عنهمُ

وَأَتى عَلى آثارِهِم أَتباعهُم

فَتَفَقَّهوا فيما رَووا وَتَعَلَّموا

هُم دَوَّنوا السُنَنَ الكِرامَ فَنَوَّعوا

أَبوابها لِلطالِبينَ وَقَسَمّوا

وَأَصَحُّ كُتبهم عَلى المَشهورِ ما

جَمَعَ البُخاري قالَ ذاكَ المُعظَمُ

وَتَلاهُ مُسلِمٌ الَّذي خَضَعَت لَهُ

في الحِفظِ أَعناقُ الرِجالِ وَسَلَّموا

فهما أَصَحُّ الكُتبِ فيما يُجتَلى

إِلّا كِتابَ اللَهِ فَهوَ مُقَدَّمُ

قُل لِلمُخالِف لا تُعانِد إِنَّهُ

ما شَكَّ في فَضلِ البُخاري مُسلِمُ

رسم المصنفَ بِالصَحيحِ فَكُلُّ ذي

عَقلٍ غَدا طوعاً لما هوَ يَرسُمُ

هَذا يَفوق بِنَقدِهِ وَبفقهِهِ

لا سيّما التَبويبُ حينَ يُتَرجِمُ

وَأَبو الحسين بِجَمعِهِ وبسَردِهِ

فالجمع بَينَهُما الطَريق الأَقوَمُ

فَجَزاهُما اللَهُ الكَريمُ بِفَضلِهِ

أَجراً بناءُ عَلاهُ لا يَتَهَدَّمُ

ثُمَّ الصَلاةُ عَلى النَبيِّ فَإِنَّهُ

يُبدا بِهِ الذِكرُ الجَميلُ وَيختَمُ

يا أَيُها الراجونَ خَيرَ شَفاعَةٍ

مِن أَحمَدٍ صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو أن عذالي لوجهك أسلموا

قصيدة لو أن عذالي لوجهك أسلموا لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي