لو حفظت يوم النوى عهودها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لو حفظت يوم النوى عهودها لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة لو حفظت يوم النوى عهودها لـ عماد الدين الأصبهاني

لو حفظتْ يومَ النّوىَ عهودَها

ما مَطَلَتْ بوصلكم وعودها

ماذا جنتْ قلوبنا حتى غدا

في النار من شوقكم خلودها

لم أَنسها إذ نثرت دموعها

في خدِّها ما نظمت عقودها

إذا قربتني للوداعِ نحوَها

فبان في وصالها صدودُها

كأسهم الرَّامي متى قرَّبها

يكونُ تقريبها تبعيدها

محمد يحمدُ عيشَ بلدةٍ

مالكُها بعدلهِ محمودُها

مؤيد أُمورَه بعزمةٍ

من السمواتِ العُلى تأييدها

آثارُهُ حميدة وإنّما

للمرءِ من آثارهِ حميدها

إنَّ الورى بحبّه وبغضه

يعرفُ منِ شقيها سعيدها

قد جاءَكم نورمن اللّهِ فمن

به اهتدى فإنّه رشيدها

جلا ظلامَ الظُّلم نورُ الدِّينِ عن

أَرضِ الشآم فله تحميدُها

إنَّ الرَّعايا منه في رعايةٍ

ونعمةٍ مستوجب مزيدها

لنومها يسهرُ بل لأمنها

يخافُ بل يخصبها بجودها

بالدِّين والملكِ له قيامهُ

وللملوكِ عنها قعودُها

ودأبه ثلمُ ثغورِ الكُفرِ لا

لثم ثغورٍ ناقع بَرُودُها

قد أَسبغَ اللّهُ لنا بعدله

ظلالَ أَمنٍ وارف مديدها

غدا ملوكُ الرُّوم في دولتهِ

وهم على رغمهم عبيدُها

لما أَبت هاماتهم سجودَها

للّهِ أَضحى للظُّبى سجودها

إن فارقت سيوفُه غمودَها

فإنَّ هاماتهمُ غمودها

كم مغلقات من حصونِ عزمهِ

مفتاحها وسيفه إقليدها

قد ودَّت الفرنج لو فرَّت نَجَتْ

منكَ ولكن روعها يبيدها

قهرتَها حتى لودَّ حبُّها

من ذلةٍ لو أنّه فقيدُها

أَماتها رعبُكَ في حصونِها

كأنّما حصونُها لحودُها

وإن مصراً لكَ تعنو بعدما

لسيفكِ العضبِ عن صعيدها

والملة الغراء خالٍ بالها

عال سناها بكَ حالٍ جيدُها

مفترةٌ ثغورُها ممنوعةٌ

ثغورُها محفوظةٌ حدودُها

وإن بغي جالوتُها ضلالةً

فأَنتَ في إهلاكه داودُها

يا ابنَ قيم الدَّولة الملك الذي

خرَّت له من الملوك صيدها

دع العدا بغيظها فإنّما

يذيب أكباد العدا حقودها

يا دولة نوريةً أمن الورى

وخصبها وجودها وجودها

ما مَثَلُ الدُّنيا لمن يجمعُها

بالحرصِ إلاَّ قَزَّةٌ ودودُها

أَنتَ الذي يرفضُها عن قدره

فلا يثوب زهدَه زهيدُها

فابقَ لنا يا ملكاً بقاؤه

في كلِّ عامٍ للرَّعايا عيدُها

في نعمةٍ جديدةٍ سعودُها

ودولةٍ سعيدةٍ جدودُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة لو حفظت يوم النوى عهودها

قصيدة لو حفظت يوم النوى عهودها لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي