ليالينا بأحياء الغميم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليالينا بأحياء الغميم لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ليالينا بأحياء الغميم لـ السري الرفاء

ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ

سُقيتِ ذِهابَ مُذهَبةِ الغُيومِ

مضتْ بكِ رأفةُ الأيامِ فينا

وغفلةُ ذلك الزمنِ الحَليمِ

وغُرَّةُ مُخطَفِ الكَشحينِ يرمي

فؤادَ مُحبِّه عن طَرْفِ رِيمِ

وكنَّا منكِ في جَنَّاتِ عيشٍ

وَفَت حُسناً بجناتِ النَّعيمِ

رياضُ محَاسنٍ وسنا شموسٍ

وظِلُّ دساكرٍ وجَنى كُرومِ

وأجفانٌ إذا لحظَت جُسوماً

خَلعنَ سَقامَهن على الجُسومِ

وبينَ ملاعبِ الدَّيْرَيْنِ مَغنىً

غَنِيتُ به ودارُ أخٍ حَميمِ

يبيتُ البرقُ يُذكِرُني خِياماً

ضُرِبنَ بها على كَرَمٍ وخِيمِ

ساجيةَ الظِّلالِ مُقرِّطاتٍ

ظُروفَ الراحِ من زَنجٍ ورُومِ

وهل يشتاقُ ظِلَّ الكَرْمِ عافٍ

ثَنى عِطْفَيه في ظلِّ الكريمِ

مَحَت رسمَ الكَرى عن مُقْلتَيه

رَواسمُ لا تَمَلُّ من الرَّسيمِ

ترومُ وقَد فَرَعنَ بنا فُروعاً

من الفَيَّاضِ طَيَّبةَ الأُرومِ

إذا طافَت بعبدِ الله لاقَت

سِماتِ الحمدِ في الوَجهِ الوَسيمِ

أَغرُّ تَشُقُّ غُرَّتُه الدَّياجي

وُضوحَ الصبحِ في الليلِ البَهيمِ

تَقيَّلَ أوَّلَيهِ فجاءَ يجري

على نَهجِ السماحِ المُستقيمِ

عَطاءٌ قُدَّ من تلك العَطايا

وحِلمٌ عُدَّ من تلكَ الحُلومِ

لك القلمُ الذي يُضحي ويُمسي

به الإقليمُ مَحمِيَّ الحريمِ

هو الصِّلُّ الذي لو عَضَّ صِلاًّ

لأسلَمه إلى ليلِ السَّليمِ

دَعا الأطرافَ فاجتمعَت إليه

كما اجتمَع السُّوامُ إلى المُسيمِ

أخو حِكَمٍ إذا بدأتْ وعادَت

حكَمنَ بعَجز لُقمانِ الحكيمِ

ملَكتَ خِطامَها فعلوتَ قَسّاً

برَونقِها وقيسَ بنَ الخطيمِ

نُجومٌ لا تَغورُ فَمِنْ دَرارٍ

يُسارُ بضَوئِهنَّ ومن رُجُومِ

كحَلْي الخَودِ مُؤتَلفِ النَّواحي

ووَشْيِ الرَّوض مُختلِفِ الرُّقُومِ

أراك اللهُ ما تهوَى وشِيبَت

لك النَّعماءُ بالحظِّ الجسيمِ

غَمامٌ مثلُ جُودِك في انسكابٍ

وعيدٌ مثلُ وجهِك في قُدومِ

ودارٌ شُيِّدت بعظيمِ قَدرٍ

يُهينُ كرائمَ النَّشَبِ العَظيمِ

يَطوفُ المادحون بعَقْوَتَيها

طَوَافَهُمُ بزَمزمَ والحَطيمِ

تقاصَرتِ القصورُ لها فأضحَت

وقد طُلنَ الكواكبَ كالرُّسومِ

فَمِنْ شَرَفٍ على الجوزاءِ تُنبي

فَوارعُه عن الشرفِ القَديمِ

وَمِنْ غُرَفٍ تُضيءُ الليلَ حُسناً

فتَحسِبُها النُّجومُ من النُّجومِ

جَزَيتُك بالذي تُولي ثناءً

يَسرُّك بين سارٍ أو مُقيمِ

وما ذمِّي لمحمودِ السَّجايا

وما حَمدي لذي الخُلقِ الذَّميمِ

وما زالت رياحُ الشِّعر شَتَّى

فمن ريَّا الهُبوبِ ومن سَمومِ

تُحيِّي الصاحبَ الطَّلْقَ المُحيَّا

وتُعلِنُ شَتْمَ ذي الوَجهِ الشَّتِيمِ

منحتُك من مَحاسِنها ربيعاً

مُقِيمَ الزَّهرِ سيَّارَ النَّسيمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليالينا بأحياء الغميم

قصيدة ليالينا بأحياء الغميم لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي