ليت شعري أهكذا نحن نمضي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليت شعري أهكذا نحن نمضي لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة ليت شعري أهكذا نحن نمضي لـ علي محمود طه

ليتَ شعري أهكذا نحنُ نمضي

في عُبابٍ إلى شواطئَ غُمْضِ

ونخوضُ الزمانَ في جُنْحِ ليلٍ

أبديٍّ يُضني النفوسَ ويُنضي

وضفافُ الحياةِ ترمقها العي

نُ فبعضٌ يمرُّ في إثر بعضِ

دون أنْ نملك الرجوعَ إلى ما

فات منها ولا الرسوَّ بأرضِ

حدثي القلبَ يا بحيرةُ ما لي

لا أرى أولفيرَ فوق ضفافكْ

أوشك العامُ أن يمرّ وهذا

موعدٌ للقاء في مصطافكْ

صخرةَ العهد ويكِ هأنذا عد

تُ فماذا لديكِ عن أضيافكْ

عدتُ وحدي أرعَى الضفاف بعينٍ

سفكتْ دمعَها الليالي السوافكْ

كنتِ بالأمسِ تهدرين كما أنْ

تِ هديراً يهزُّ قلبَ السكونِ

وضفافٍ أمواجها يتداعين

على هذه الصخور الجونِ

والنسيمُ العليل يدفع وهْناً

زَبَدَ الموج للرُّبى والحزونِ

ملقياً رغوَها على قدميها

ليّنَ المسِّ مستحبَّ الأنينِ

أتُرى تذكرينَ ليلةَ كنا

منكِ فوق الأمواج بين الضفافِ

وسرى زورقٌ بنا يتهادى

تحت جنح الدجى وسترِ العفافِ

في سكونٍ فليس نسمعُ فوق الْ

مَوج إلا أغانيَ المجدافِ

تتلاقى على الرُّبى والحوافي

بأناشيدِ موجكِ العزَّافِ

وعلى حين غرةٍ رنَّ صوتٌ

لم يُعَوَّدْ سماعَه إنسيُّ

هبط الشاطئَ الطروبَ فما

يُسمعُ فيه للهاتفات دويُّ

وإذا الليلُ ساهمٌ سكنَ النو

ء إليه وأنصتَ اللجيُّ

يتلقى عن نبأةِ الصوت نجوى

كلماتٍ ألقى بهنَّ نجيُّ

يا زماناً يمرُّ كالطير مهلاً

طائر أنتَ ويك قِفْ طيرانكْ

أهناءَ الساعات تجري وتعدو

نا عطاشاً فقفْ بنا جريانكْ

ويكَ دَعْنا نمرحْ بأجملِ أيا

مٍ ونلقى من بعد خوفٍ أمانكْ

وإذا نحن لَذَّةَ العيش ذقنا

ها ومرَّت بنا فَدُرْ دورانكْ

بيد أنَّ الشقاءَ قد غمر الأر

ضَ وفاضَ الوجودُ بالتاعسينا

كلهم ضارعٌ إليك يرجِّيك

فأسرع أسرعْ إلى الضارعينا

وافترس مُشقيات أيامهم وامْ

ضِ رحىً تطحن الشقاء طحونا

رحمةً فاذكر النفوسَ الحزانى

وانسَ يا دهرُ أنفس الناعمينا

عبثاً أنشدُ البقاءَ لعهدٍ

يَفْلِتُ اليومَ من يدي ويفرُّ

وسويعاتِ غبطةٍ ما أراها

ووشيكاً ما تنقضي وتمرُّ

وأنادي يا ليلة الوصل قرّى

إن بعد السُّرى يطيب المقرُّ

أسفاً للصِّبا وغرِّ ليالٍ

ليس يُبقي على صباهنَّ فجرُ

فلنحبَّ الغداة ولنحي حُبَّا

ولنكنْ في الحياةِ بعضاً لبعضِ

ولنسارعْ فنقتفي إثرَ ساعا

تٍ فقد تؤذنُ النوى بالتقضِّي

إننا في الحياةِ في عُرْضِ بحرٍ

ليس نُلقي المرساةَ فيه بأرضِ

ما به مرفأ يَبينُ ولكنْ

نحن نمضي في لجِّه وهو يمضي

أكذا أنتَ أيها الزمن الحا

قدُ تغتال نشوة اللحظاتِ

حيث يُزجي لنا السعادَةَ أموا

جاً من الحبِّ زاخرُ اللجاتِ

أكذا أنت ذاهبٌ بليالي الص

صَفوِ عنا سريعةَ الخطواتِ

أكذا تنقضي حلاوةُ نعما

ها كما ينقضي شقاءُ الحياةِ

كيف حدِّثْ أغالها منك صرفٌ

في أبيدِ الزَّمانِ حيث طواها

ويك قل لي أليسَ نملك يوماً

أن نراها أما تبينُ خطاها

أتراها ولَّتْ جميعاً ولما

تبقَ حتى آثارُها أتراها

أو ذاك الدهر الذي افتنَّ في صو

غِ صباها هو الذي قد محاها

أيْ أبيدَ الزمانَ والعدمَ العا

تي غريقين في سكونٍ وصمتِ

أيْ عميقَ اللجات ماذا بأيا

م صبانا ماذا بهن صنعتِ

حدثيني أما تعيدين ما من

سكراتِ الغرامِ منا اختطفتِ

أو ما تُطلقينها من دياجي

كِ أما تبعثينها بعد موتِ

أنتِ يا هذه البحيرةُ ماذا

يكتمُ الموجُ فيك والشطآنُ

أيها الغابةُ الظليلةُ رُدِّي

أنت يا من أبقى عليها الزمانُ

وهو يستطيعُ أن يُجدَّكِ حسنا

إحفظي لا أصابك النسيانُ

قلَّ حفظاً أن تذكري ليلةً

مرَّتْ وأنتِ الطبيعةُ الحسَّانُ

ليكُنْ منك يا بحيرةُ ما لجَّ

بك الصمتُ أو جنون اصطخابكْ

في مغانيكِ حالياتٍ تراءى

ضاحكاتٍ على سفوح هضابكْ

في مروج الصنوبر الحوِّ تهفو

سابغاتِ الألياف حول شعابكْ

في نتوءِ الصخور مشرفة الأعنا

قِ بيضاً تطلُّ فوق عبابكْ

وليكن في العباب يهدر أموا

جاً على شاطئيك مثل الرعودِ

في انتحابِ الرياح تعول في ال

وِديان إعوال قلبيَ المفؤودِ

في صدى الجدولِ الموقّع أنّا

تِ حشاهُ بالجندلِ الجلمودِ

في شذاكِ السريِّ ينشقُ منه ال

قلب ريَّا فردوسه المفقودِ

وليكنْ في النسيم ما هبَّ سار

يهِ يجوبُ الشطآن نحوكِ جوبا

في جبين النجمِ اللجينيِّ يُلقي

فِضَّةَ الضوءِ في مياهك ذوبا

وليكنْ في شتيتِ ما تسمع الأذ

نُ وفيما نراهُ عيناً وقلبا

ليكنْ هاتفٌ من الصوتِ يتلو

قد أحبَّا وأخلصا ما أحبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليت شعري أهكذا نحن نمضي

قصيدة ليت شعري أهكذا نحن نمضي لـ علي محمود طه وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي