ليت شعري سوداننا كيف أمسى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليت شعري سوداننا كيف أمسى لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة ليت شعري سوداننا كيف أمسى لـ محمد توفيق علي

لَيتَ شِعري سودانُنا كَيفَ أَمسى

ساخِنُ العَينِ بَعدنا أَم قَريرُ

ناعِمُ البالِ عِندَهُم أَم شَقِيٌّ

شاكِرٌ فَضلَ عَهدِنا أَم كَفورُ

جَرَّدونا لِفَتحِهِ ثُمَّ قالوا

بَعدَما تَمَّ حَجُّنا المَبرورُ

أَيُّها الجَيشُ عُد بِخُفي حُنَينٍ

وَهوَ جَيشٌ مُظَفَّرٌ مَنصورُ

وَاِنقَضى طَوكَرٌ وتُشكي وَحَلفا

وَكُرَيري وفَركَةٌ والحَفيرُ

وَبِحارٌ مِنَ الدِماءِ أُريقَت

بأسُنا في كِتابِها مَسطورُ

وَعذارى مِنَ المَنايا وَعونٌ

فَخرُنا في جُيوبِهِنَّ عَبيرُ

إِن أَرادوكَ بِالمَهانَةِ يا جَي

شَ بِلادي وَأَنتَ لَيثٌ هَصورُ

أَقسَمَت تِلكُمُ المَواقِعُ أَنَّ الهو

نَ أَولى بِهِ اللَئيمُ الغَدورُ

كَم لَقينا في فَتحِهِ مِن عَناءٍ

يَعلَمُ الغابُ يشهَدُ العَطمورُ

كَم سَرَينا فَلَم تَعُقنا الأَفاعي

عَن سُرانا إِناثُها وَالذُكورُ

وَاِقتَحَمنا فَلَم تَرُعنا الأَعادي

وَالضَواري لُيوثُها وَالنُمورُ

أَحَلالٌ لَهُم حَرامٌ عَلَينا

مِثلَما حُرِّمَت عَلَينا الخُمورُ

لا فَإِنَّ الدُنيا نَعيمٌ وَبُؤسٌ

وَصُروفُ الزَمانِ كَأسٌ تَدورُ

كَم ضِياءٍ يَجيءُ بَعدَ ظَلامٍ

وَنُجومٍ تَعلو وَأُخرى تَغورُ

قَبلَ أَن يَعرِفوا الجُلودَ ثِيابا

عَرَفَتنا سُهولُه وَالوُعورُ

كَيفَ نَنساكَ يا مَجَرَّ عَوا

لينا وَفيكَ الأَحلامُ وَالتَفكيرُ

وَدِماءُ الفُرسانِ تَكسوكَ وَرداً

في حَنينٍ لِطاقَةٍ مِنهُ جورُ

وَعِظامُ الشُجعانِ فيكَ تُنا

دينا وَأَرواحُهُم حَوالَيكَ سورُ

هَل لِهَذا في الأَوَّلينَ مَثيلٌ

أَم لِهَذا في الآخِرينَ نَظيرُ

أَنَّ جَيشَ السودانِ تَغذوهُ مِصرٌ

وَلَهُ غَيرُ رَبِّ مِصرٍ أَميرُ

أَنَّ جَيشَ السودانِ تَكسوهُ مِصرٌ

وَهيَ عُريانَةٌ شَواها الهَجيرُ

وَلِماذا لِأَن بَنداً لِمِصرٍ

فَوقَ قَصرِ الخُرطومِ باكٍ أَسيرُ

أَنزِلوهُ فَقَد يُديلُ لَهُ اللَه

وَيدوي لِرَفعِهِ التَكبيرُ

ذَلِكَ القَصرُ قَصرُنا قَد رَفَع

ناهُ بِأَسيافِنا وَأَنتُم حُضورُ

وَلَنا وَجهُهُ المُطِلُّ عَلى الأَز

رَقِ وَالبَهوُ وَالجَناحُ الكَسيرُ

وَالمَقاصيرُ وَالقَواريرُ وَالأَس

تارُ وَالخَزُّ وَالوطاءُ الوَثيرُ

وَالسواءُ الَّذي يُقَدّمُ فيهِ

وَالعَناقيدُ حَبُّها وَالعَصيرُ

وَالنَسيمُ الَّذي يَهُبُّ عَلَيهِ

مِلكُ آبائِنا صَباً أَم دَبورُ

وَالغَمامُ الَّذي يَسِحُّ عَلَيهِ

وَالضِياءُ الَّذي بِهِ يَستَنيرُ

يا طَريدَ السودانِ قَبلِيَ يا حا

فِظُ عُذراً إِذا بَدا التَقصيرُ

وَالتَمِس لي عَفوَ الأَميرِ وَمط

رانَ فَضَعفي بِكُلِّ عَفوٍ جَديرُ

رُبَّ غَمٍّ عَنِ القَريضِ لَواني

وَهُمومٍ رَبّي بِهِنَّ البَصيرُ

قَد رَضينا بِصُلحِهِم وَاِقتَسَمنا

وَرِضانا الأَقَلُّ وَالمَيسورُ

لِفُؤادٍ سوادنُ مِصرَ وَمِصرٌ

وَلجورجَ الخَرابُ وَالمَعمورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليت شعري سوداننا كيف أمسى

قصيدة ليت شعري سوداننا كيف أمسى لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي