ليس الوقوف بدارس مستعجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليس الوقوف بدارس مستعجم لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ليس الوقوف بدارس مستعجم لـ شرف الدين الحلي

ليس الوقوف بدارس مستعجِم

مما يهيّج لي صبابةَ مغرَم

مالي وللأطلال أسأل هل غدا

نوء الغمام بنؤيها المتهدم

هو ما علمت غرام صب بالعلا

خلع الرقاد على العيون النوم

يهفو به شوق تغلغل في الحشا

وجوى ولكن لا بربَّة مِعْصَم

ويَرى العلا في صدر كل مهند

ماضي الغرار وظهر كل مطهم

إن الإباء شعار كل مغامر

لسوى هضاب العزِّ لم يتسنم

من لي بيوم لا أرى فيه سوى

لمعان برق مهند أو لهذم

وأبل ما بي من أوار مطالب

نيرانها في الصبر ذات تضرم

فلقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم

إن الفتى كل الفتى من لا يرى

يوم الهياج عن الكماة بمحجم

أو ما دريد لم يمت عن ثأره

وقد استمرت فيه طعنة زَهْدَم

لكن سقى عبساً وأشجع بعدها

بالرمث والأرطى مجاج الأرقم

والحارثُ بن عُبادٍ اقتحم الوغى

لما استُضِيم فكان غيرَ مذمم

قتلوا بجيراً فاستثار ولم يكن

متعرضاً للحرب لو لم يُظْلم

وأبى الطلابُ لحاجب بن زرارة

يوم اليمامة غير مقتل أشأم

ولخيفة العار الملمِّ تلفتت

نحو التنصر همة ابن الأيهم

بعدت به نفس الملوك وقد رأى

أن المضام بغيرها لم يلطم

والحزم أنفع من تسربل جُنَّة

ماذية وغرار أبيض مَخْذَم

ما رد مصرع مالك بخديعة

من خالد ترصيع شعر مُتَمِّم

لله در فتى يرد حسامه

يوم الوغى نشوان من خمر الدم

فنجاة عمرو بالمذلة سُبَّةٌ

والفخر قَيلُ ربيعة بن مكدَّم

منع الظعائن أن تباح كما غدت

غر الممالك يا ابن يوسف تخدم

بالطاهر الغازي الذي استولى على

غرِّ المناقب والمحل الأعظم

بمؤيد العزمات ليس بشوقه

إلا تطلب مغنم من مغرم

يقظان كم عصفت رياح عداته

فتعرضت منه لركن يلملم

وأغرّ ليس تراه إلا مفقراً

أو مغنياً لمموَّل أو معدم

من صيته أبداً يمثل شخصه

فكأنه يلقى العدا بعرمرم

ملأت مهابته القلوب كأنها

شوق تمكن من فؤاد متيم

وإذا المليك الظاهر اقتحم الوغى

مَتَغَشْمِراً وأجال عزم مصمم

ردت له الشمس السيوف وأسدلت

أيدي الجياد رداء ليل مظلم

ضدان ضمهما محل واحد

فالأفق بين تبلج وتجهم

يَقْرِي الأوابد مولماً بعداته

حسماً لأدواء الملم المؤلم

والنقع من خلل السيوف كأنه

طُرَرُ الحراقة حول نار المضرم

يا حجة الله التي برهانها

بادٍ لعين الناظر المتوسم

هذي الجياد الصافنات قد اشتكت

إجمامها فأذن لها بتقحم

لا سوم للأرواح حين تحثها

جرداً مسوّمة بكل مسوّم

خيلاً يسربلها مثار عجاجها

بملاءة فالورد مثل الأدهم

ما أنشأت قطع الدجى هبواتها

إلا لتقصيد القنا المتحطم

عزماً غياث الدين تجن بصدقه

ثمر المنى فالظنّ غير مرجم

هو موقف يرضيك فيه طلائع

للنصر متصل القضاء المبرم

فهناك أروي حد سيفي جائدا

بالنفس إن سلمت وإن لم تسلم

يا من أقمت ببابه فكأنني

أصبحت جاراً للحطيم وزمزم

أعتقت آمالي ففز بولائها

وملكت رق أوانسي فَتَحَكَّم

من كل أحسن من غدير لابس

زَرَد الحَبَاب وبالنسيم منمنم

فيض من الإحسان فهي جواهر

شفافة لطفت فلم تتجسم

تشقى بنعمتها العدا فمذاقها

شهد وفي فم حاسد كالعلقم

تمضي مَضَاء السيف سل بساعد

عبلٍ فلم يُكْهَمْ ولم يُتَثَلَّم

هذا الثناء وليس يقضي جاهداً

ما أوجبته فروض هذي الأنعم

لا زلت منصور الكتائب حائزاً

غرَّ المناقب فائزاً بالمغنم

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليس الوقوف بدارس مستعجم

قصيدة ليس الوقوف بدارس مستعجم لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي