ليس لك زمان حقيقي خارج لهفتي
أبيات قصيدة ليس لك زمان حقيقي خارج لهفتي لـ نزار قباني
أنا زمانكِ
ليس لكِ أبعادٌ واضحة
خارج امتداد ذراعيّ
أنا أبعادك كلها
زواياك ودوائرك ..
خطوطكِ المستقيمة .
يومَ دخلت إلى غابات صدري
دخلتِ إلى الحرية
يومَ خرجت منها
صرت جارية .
واشتراك شيخ القبيلة .
*
أنا علمتك أسماء الشجرْ
وحوارَ الصراصير الليلية
أعطيتك عناوينَ النجوم البعيدة
أنا أدخلتك مدرسة الربيع
وعلمتك لغة َ الطير
وأبجدية الينابيع .
أنا كتبتك على دفاتر المطرْ
وشراشف الثلج , وأكواز الصنوبر
وعلمتكِ كيف تكلمين الأرانبَ والثعالب ..
وكيف تمشطين صُوفَ الخراف الربيعية .
أنا أطلعتكِ ..
على مكاتيب العصافير التي لم تنشرْ
وأعطيتكِ .. خرائطَ الصيف والشتاء ..
لتتعلمي .. كيف ترتفع السنابلْ
وتزقزقُ الصيصانُ البيضاءْ ..
وتتزوج الأسماكُ بعضها ..
ويتدفق الحليبُ من ثدي القمرْ ..
لكنكِ ..
تعبتِ من حصان الحرية
فرماك حصانُ الحرية
تعبت من غابات صدري
ومن سمفونية الصراصير الليلية
تعبت من النوم عارية ً ..
فوق شراشف القمر ..
فتركتِ الغابة ..
ليأكلك الذئب ..
ويفترسك - على سنة الله ورسوله -
شيخُ القبيلة ..
عن نزار قباني
نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.
تعريفه من ويكيبيديا
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).
على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.