ليهن بني الإسلام فجر من الهدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ليهن بني الإسلام فجر من الهدى لـ عبد العزيز العلجي

اقتباس من قصيدة ليهن بني الإسلام فجر من الهدى لـ عبد العزيز العلجي

لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى

مَحا نُورُهُ لَيلَ المَكارِهِ مُذ بَدا

وَيَهنِيهُمُ حِفظُ الثُغورِ وَطيبَةٍ

وَأُمِّ القُرى لا عانَقَتها يَدُ الرَّدى

بعَزمِ إِمامٍ ثَبَّتَ اللَّه أمرَهُ

وَأَورَثَهُ حِلماً وَرَأياً مُسَدَّدا

وَقَلَّدَهُ المَولى رِعايَةَ خَلقِهِ

فَأَعطاهُ عِلماً كافِياً ما تَقَلَّدا

فَكانَت مُلُوكُ الأَرضِ شاهِدَةً لهُ

بأَن كانَ في فَنِّ السِّياسَةِ أَوحَدا

إِذا رَاعَتِ الأَعداءَ هَيبَةُ جُندِهِ

عَلاهُم بِرَأيٍ كانَ أَمضَى وَأَجوَدا

يكادُ لِحُسنِ الرَّأيِ يُدرِكُ يَومَهُ

بِظَنٍّ صدُوقٍ مُنتَهى أَمرِهِ غَدا

حكيمٌ بِأطرافِ الأمورِ إِذا التَوَت

يَفُكُّ بِحلمٍ ما التَوَى وَتَعَقَّدا

فأَعداهُمُ طاشَت وَحارَت عُقُولُهُم

فكُلُّ جِهاتٍ مِنهُ تُهدِي لَها الرَّدى

عَلَى أَنَّهُ أَحلَى المُلُوكِ لَطافَةً

وَأَحسَنُهُم بِشراً وَأَجزَلُهُم نَدى

وَأَوصَلُهُم رَحماً وَأَشرَفُهُم سَناً

وَأَوسَعُهُم عَفواً وَأَقدَرُهُم يَدا

وَأَعظَمُهُم عِندَ الحِفاظِ حَفِيظَةً

وَأَكثَرُهُم عِندَ الإِلهِ تَعَبُّدا

وَأَنصَرُهُم لِلشَّرعِ مِن غَيرِ مِريَةٍ

وَأَقوَمُهُم سَيراً عَلَى سُنَنِ الهُدى

وَأَعلاهُمُ هَمّاً وَقَدراً وَهَيبةً

وَأَقوَاهُمُ دَفعاً لِقارِعَةِ العِدا

مآثِرُ عن آبائِهِ الصيِّدِ نالَها

وقَد زادَهُ الرَّحمنُ فَضلاً وَسُؤدَدا

بهِ حَرَسَ اللَّه الجَزِيرَةَ فاغتَدَت

أَعَزَّ عَلَى الأَعداءِ نَيلاً وَأَبعدا

وَكانَت يَدُ الإِفرنجِ مَدَّت لأَهلِها

مِنَ البَغيِ كَيداً يُشبِهُ اللَّيلَ أَسوَدا

فأَشرَقَ كالبَدرِ المُنيرِ بأُفقِهِ

فأَصبَحَ ليلُ البَغيِ عنها مُشَرَّدا

فقُل لبَنِي الإِسلامِ يَهنِيكُمُ بِهِ

مَساعِي إِمامٍ أَثبَتَت فوقكُم يَدا

فأَدُّوا لَهُ شُكراً وَقُومُوا بِنَصرِهِ

بكُلِّ سَبيلٍ وَارتَضُوه المُقَلَّدا

وَقُولُوا لَهُ أَنتَ المُسَوَّدُ وَالَّذي

يكُونُ لَهُ التَّقديمُ وَصفاً مُخَلَّدا

وَقولُوا لِعُبّادِ الصَّليبِ تَقَهقَرُوا

وَكُفُّوا عَنِ الإِسلامِ كَفّاً مُؤَبَّدا

فَذِي أُمَّةٌ رَبُّ البَرِيَّةِ لَم يَزَل

يُقيمُ لها مِنها إِماماً مُجَدِّدا

وَلَيسَت خُرافاتُ التَّمَدُّنِ بينَكُم

خَدَعتُم بِهَا الحَمقى غَبِيّاً وَأَنكَدا

وَلَكِنَّها آياتُ حَقٍّ بِأَمرِها

نُعِيدُ عَلَيكُم بأسَ قَتلٍ مُجَدَّدا

بأَيدي كِرامٍ مُخلِصينَ لِرَبِّهم

يَبيعُونَ دُنياهُم بأَعلَى وَأَبعَدا

وَأَنتُم عَلِمتُم ما لكُم في مِثالِنا

مُصابَرَةٌ إِذ يُجعَلُ الشَّرعُ مَقصِدا

وَأُنهِي سَلاماً للأمامِ مُبَتَّلا

أَلَذَّ مِنَ الشّهدِ الصَّريحِ وَأَجوَدا

نُهَنِّيكَ شُكراً بَل نُهَنِّي نُفُوسَنا

بِحِفظِ بِلادِ اللَّهِ مُستَنزِلِ الهُدى

وَعَالَجتَها عَن حِكمَةٍ وَسِياسَةٍ

فَنَحَّيتَ عَنَها داءَها المُتَجَسِّدا

فلا زِلتَ تُهدِي كُلَّ يَومٍ مُؤَثِّراً

وَدَولَتُكَ العُظمى تَزِيدُ عَلَى المَدى

فيَا أَيُّها الشَّهمُ الكَريمُ تَعَطُّفاً

عَلَى أَهلِ بَيتِ اللَّهِ شُكراً لِمَن هَدى

كَذَلِكَ سُكَّانُ المَدِينَةِ إِنَّهُم

لَهُم حَرَمٌ يَرعَاهُ كلُّ مَن اهتَدى

تَعَهَّد بإِحسانٍ فَقِيراً وَعالِماً

فأَكرَمُ جَذبِ الناسِ ما كانَ عَن نَدى

وَإِنَّا لَكُم دَاعُونَ بالغَيبِ خِفيَةً

مَحَبَّةَ دِينٍ لا لِنَحظَى وَنُحسَدا

وَنَهوى بأَنَّ الأَرضَ تُعطِيكَ حُكمَها

وَيُجمَعُ شَملُ المُسلِمين كَما بَدا

وَإِنَّكَ ذُو عَطفٍ عَلَيهِم وَرَأفَةٍ

تُرَبِّيهِمُ بالبَأسِ وَالعَطفِ والنَّدى

وَتَهجُرُ غَمضَ النَّومِ والناسُ نُوَّمٌ

لِتَدفَعَ عَنهُم وارِدَ الخَوفِ وَالرَّدى

وَتَأبى لَذيذاً مِن طَعامٍ وَمَشرَبٍ

لِتَضرِبَ بالغاراتِ في أَوجُهِ العِدا

حَبيبيَ هَل أَبقَيتَ لِلنَّاسِ مَشغَلاً

سِوى دَعَواتٍ قائِمينَ وَسُجَّدا

وَإِنَّكَ قَد وُلِّيتَ فِينا مُوَفَّقاً

مُهاباً جَليلاً ذا وَقارٍ مُسَدَّدا

فتىً عَمَّ كلَّ النَّاسِ إِنصافُهُ بِهِم

فَما أَحَدٌ إِلا عَنِ البَغيِ أَخلَدا

فَأَدناهُمُ أَعلاهُمُ عِندَ حَقِّهِ

وَأَعلاهُمُ أَدناهُمُ إِن تَمَرَّدَا

جَرى جَريُكَ العَالِي بوافِي سِياسَةٍ

وَحِكمَةِ ذِي عِلمٍ وَهَيبَةِ أَمجَدا

وَلَم نَكُ نَدرِي قبلَهُ أَنَّ وَقتَنا

حَوَى مِثلَ هَذا السَّيدِ الشَّهمِ سَيِّدا

وَثَمَّ لَنا شَكوى مِنَ الوَقتِ فارعَهَا

تكُن بِدُعاءِ المُسلمينَ مُؤَيَّدا

خَدائِعُ أَعداءٍ تُسَمّى تَمَدُّنا

تَبُثُّ عَلَى الإِسلامِ شَرّاً مُفَنَّدا

مَدارِسُ قامَت فِتنَةً وَخَديعَةً

فَتَعلِيمُها زُورٌ وَتَهذيبُها رَدى

فَغَرُّوا بها الحَمقَى إِلى أَن تَجاذَبَت

وَعَمَّت عُمُوماً لا يُقاسُ لَهُ مَدى

فَنأملُ بَسطَ السَّيفِ حَتّى تُزِيلَها

وَتَقطَعَ مِنها أَصلَها المُتمَدِّدا

وَتَحرقَ تَأليفاتها فَهيَ قَد سَرَت

وَتَزجُرَ عَن تَقويمِها وَتُهَدِّدا

أَنالَكُمُ النَّصرَ المُبينَ إِلهُكُم

وَأَلزَمَكُم ما دُمتُمُ سُبُلَ الهُدى

شرح ومعاني كلمات قصيدة ليهن بني الإسلام فجر من الهدى

قصيدة ليهن بني الإسلام فجر من الهدى لـ عبد العزيز العلجي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن عبد العزيز العلجي

الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، وأصل نسبه من قريش. حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء. توفي في الصالحية. مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة. له: نظم كبير في الفقه (فقه الإمام مالك) ، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني) .[١]

تعريف عبد العزيز العلجي في ويكيبيديا

عبد العزيز بن صالح العلجي (1872 - 8 أغسطس 1943) (1289 - 7 شعبان 1362) فقيه مالكي وشاعر وتاجر سعودي. ولد ونشأ بالهفوف في الأحساء. بدأ دراسته بعد الخامسة عشرة من عمره فحفظ القرآن ودرس علوم الدينية على الفقه المالكي على عدد من شيوخ الأحساء وعلمائها، ودرس علوم الشريعة والمنطق والفلسفة على بعض القضاة العثمانيين. عمل تاجرًا، واشتغل بالتدريس الفقه المالكي والنحو في مسجد الحبيش، وترأس وفد الأحساء إلى والي البصرة العثماني مطالبًا بتخفيف الضرائب عن أهالي الأحساء. توفي في مسقط رأسه. له عدة منظومات فقهية وديوان شعر مخطوط. حفيده هو عبد الله محمد الرومي.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي