لي الله كم قلبي يذوب من الذكرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي الله كم قلبي يذوب من الذكرى لـ ابن زاكور

اقتباس من قصيدة لي الله كم قلبي يذوب من الذكرى لـ ابن زاكور

لِيَ اللَهُ كَم قَلبي يَذوبُ مِنَ الذِكرى

وَكَم كَبِدي تُفري وَكَم عَبرَتي تُذرى

حَنيني لِمَن قَد شَطَّ عَنّي مَزارُهُم

أَتاحَ لِيَ الأَحزانَ مِن حَيثُ لا يُدرى

فَيا دارَنا الغَرّا عَلى الرَبوَةِ الخَضرا

لَدى الصَدَفَينِ المُشرِفَينِ عَلى الحَمرا

سَقاكِ رَذاذُ الغَيثِ مِن بَعدِ وَبلِهِ

وَزادَكِ إِلمامُ الصَبا بَهجَةً أُخرى

وَحَيَّتكِ أَنفاسُ الأَزاهِرِ مَوهِناً

وَنَشَّت لَكِ الأَرواحُ مِن طَيِّها نَشرا

ذَكَرتُ بِمَغناكِ الكَريمِ مَعاهِداً

مُنَضَّرَةً أَذكَت لَظى كَبِدي الحَرّى

لَيالِيَ خِدني كُلُّ يَمثودَ أَغيَدٍ

تَجَلّى عَلى أَطواقِهِ وَجهُهُ بَدرا

يَبيتُ يُعاطيني سُلالَ رَحيقِهِ

فَأَكرِم بِهِ بَدراً وَأَعظِم بِهِ خَمرا

إِذِ الدَهرُ دَهرٌ وَالزَمانُ مُساعِدٌ

وَنورُ الصِبا غَضٌّ سَقاهُ الحَيا نَورا

وَلِلَهِ لَيلٌ في رُباكِ سَهرَتُهُ

عَلى ضِفَّتي نَهرُ بِشِنّيلَ قَد أَزرى

كَساهُ ضِياءُ البَدرِ لامَةَ فِضَّةٍ

وَفُتَّ ذُبالُ الشَمعِ في مَتنِهِ تِبرا

فَشَبِّه بِهِ نَهرَ المَجَرَّةِ حَلَّهُ

عُطارِدُ وَالجَوزاءُ وَالقُطبُ وَالِشعرى

أَدَرنا عَلَيهِ الراحَ راحَ مَسَرَّةٍ

وَقَد مَدَّ جَيشُ اللَيلِ أَلوِيَةً سَمرا

وَأَرخى عَلى ضوءِ النَهارِ سُتورَهُ

وَباتَت نُجومُ الأُفقِ تَزَجرُهُ زَجرا

كَأَنَّ الدَراري الشُهبَ في كَبِدِ السَما

قَواريرُ بَلّورٍ عَلى لُجَّةٍ خَضرا

كَأَنَّ سُهَيلاً إِذا تَأَلَّقَ مُفرَداً

صَريعُ هَوى قَد نالَ مِن حِبِّهِ هَجرا

يُريدُ الثُرَيّا وَالبِعادُ يَعوقُهُ

وَهَيهات أَمّا الصَبرُ عَنها فَلا صَبرا

وَقَد رَقَّت الشِعرى العَبورُ لِحالِهِ

وَحَنَّت لَهُ كَيما تَشَدَّ لَهُ أَزرا

وَقَد عَبَرَت نَهرَ المَجَرَّةِ نَحوَهُ

وَلَم تَستَطِع عَبراً شَقيقَتُها الأُخرى

لِذَلِكَ ما تولي أَنيناً وَزَفرَةً

وَتُرسِلُ مِن أَجفانِها عَبرَةَ عَبرى

تُريدُ أَخاها إِذ أَضَرَّ بِهِ النَوى

وَقَد عاقَها العَيّوقُ عَن قَصدِها قَسرا

كَأَنَّ ضِياءَ البَدرِ وَالشُهبُ حَولَهُ

سَنا شَيخَنا اِبنُ الحاجِ في حَلقَةِ الإِقرا

يَكادُ يُريبُ الجاهِلينَ شُعاعَهُ

إِذا لَمَحو أَنوارَهُ في الدُجا تَترا

يَقولونَ جَهلاً إِذ أَضاءَ مَعالِماً

أَبَدرٌ بَدا أَم بارِقٌ قَد سَرى مَسرى

بَلى إِنَّهُ نورُ الهُدى لاحَ في الدُجى

دُجى الوَهمِ فَاِنزاحَت دَياجيرُهُ تُفرى

فَيا وَهمُ ما أَدجاكَ في أَعيُنِ الوَرى

وَيا نورُ ما أَجلى سُطوعَكَ إِذا أَورى

تَجَلَّت بِهِ حورُ العُلومِ عَرائِساً

فَشاهَدَها مَن كانَ لا يُبصِرُ البَدرا

إِمامٌ حَباهُ اللَهُ حِلماً وَسُؤدَداً

وَخَوَّلَهُ عِلماً وَأَعظِم بِهِ فَخرا

إِذا اِستَصعَبَت غُرُّ المَعاني لِمَعشَرٍ

وَقَد وَجَموا قالَت طَلاقَتُهُ بُشرى

وَرَوَّضَها حَتّى تَذَلَّلَ صَعبُها

وَخاطَبَها سِرّاً فَدانَت لَهُ جَهرا

بِعَيشِكَ أَنصِت لي فَقَد بَرَّحَ الجَوى

بِقَلبي وَأَذكى الوَجدُ في كَبِدي جَمرا

أَعِنَكَ أَنّي قَد بُليتُ بِمَعشَرَ

يَوُدّونَني جَهراً وَيُؤذُونَني سِرّا

عَلى أَنَّني لا دَرَّ لِلَهِ دَرُّهُم

أَبَحتُهُم مِنّي الأَضالِعَ وَالصَدرا

يُوَدّونَ إِخفائي وَهَيهاتَ إِنَّما

أَنا الكَوكَبُ الوَهّاجُ في اللَيلَةِ الغَرّا

فَلّولا سَماءُ العِلمِ تَهوى نُجومُها

لِأَلَتُهُم مِن مِقوَلي البَطشَةَ الكُبرى

وَجَنَّدتُ مِن فِكري إِلَيهِم كَتائِباً

تَؤُزُّهُم أَزّاً وَتَنظُرُهُم شَزرا

وَتُصميهِمُ حَيثُ اِستَقَلّوا سِهامُها

فَلا يَجِدونَ الدَهرَ في حَربِها نَصرا

وَلَكِن أَبَت لي هِمَّةٌ أَدَبِيَّةٌ

سَمَت لِلعُلا لا تَرتَضي أَبَداً غَدرا

وَهاكَ عَروساً مِن بُنَيّاتِ خاطِري

تَطولُ خَوداً أُلبِسَت حُلَلاً حَمرا

شَريفَةَ قَدرٍ لَم أَجِد كُفُؤاً لَها

سِواكَ أَبا العَبّاسِ فَاِهَنِّأ بِها بَكرا

رَشوفاً أَنوفاً عَذبَةَ القَولِ غادَةً

مُعَطَّرَةَ أَرجو القَبولَ لَها مَهرا

فَلا تَنتَقِدها بِالمَلامِ فَإِنَّني

أُحَمَّلُها بَيتاً يَكونُ لَها عُذرا

فَإِنَّ الَّذي يُهدي إِلى مِصقَعٍ شِعراً

نَظيرَ الَّذي يُهدي إِلى طيبَةٍ تَمرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي الله كم قلبي يذوب من الذكرى

قصيدة لي الله كم قلبي يذوب من الذكرى لـ ابن زاكور وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن زاكور

محمد بن قاسم بن محمد بن الواحد بن زاكور الفاسي أبو عبد الله. أديب فاس في عصره، مولده ووفاته فيها. وله ديوان شعر أسماه الروض الأريض، اختار منه عبد الله كنون الحسني مجموعة منها أسماه (المنتخب من شعر ابن زاكور - ط) له: (المعرب المبين بما تضمنه الأنيس المطرب وروضة النسرين - ط) ، (أيضاح المبهم من لامية العجم - خ) (عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام - خ) ، (الروض الأريض - ط) ديوان شعره.[١]

تعريف ابن زاكور في ويكيبيديا

محمد بن قاسم بن محمد بن الواحد بن زاكور الفاسي أبو عبد الله، (1075 هـ - 1120 هـ / 1664 - 1708م).أديب فاس في عصره، مولده ووفاته فيها. له ديوان شعر أسماه الروض الأريض، اختار منه عبد الله كنون الحسني مجموعة منها أسماه (المنتخب من شعر ابن زاكور - ط). له: «المعرب المبين بما تضمنه الأنيس المطرب وروضة النسرين - ط»، «أيضاح المبهم من لامية العجم - خ» «عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام - خ»، «الروض الأريض - ط» ديوان شعره.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زاكور - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي