لي الله من عاني الفؤاد متيم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي الله من عاني الفؤاد متيم لـ عبد الله فكري

اقتباس من قصيدة لي الله من عاني الفؤاد متيم لـ عبد الله فكري

ليَ اللَه من عاني الفؤاد متيم

ولوع بمغرى بالدلال مُنَعَّم

وفيّ كما شاء الغرام ولو رمى

بي البين غدراً بين أنياب ضيغم

صبور على جور الغرام وعدله

شكور على زور الخيال المسلم

وقد عشت عمري أتقى عادي الهوى

وأسحب أذيال الحلىّ المسلم

ألوم على دين الصبابة أهله

وأسخر من حال العميد المتيم

إلى أن رمى قلبي هواك بأسهم

تلتها يد البين المشت بأسهم

فأصبحت ألحى بالذي كنت لاحيا

عليه وأرمي بالذي كنت أرتمي

أعُد عذاب الحب عذباً وبؤسه

نعيماً ومن يبل الصبابة يعلم

بلوت الهوى حتى عرفت صروفه

جميعاً على الحالين بؤس وأنعم

فلا النأي بي ينأى عن الوجد والهوى

ولا القرب بي يدنو لبعض التبرم

نأيت بقلب في حماك مشيع

وعدت بقلب في ذراك مخيم

فلا يطمع اللاحي بموضع سلوة

عن الحب في أنحاء قلب مقسم

ولا يدع الواشي النموم بأنني

عصيت الهوى أو رمت طاعة لوّم

جمالك أغرى بالغرام جوانحي

وأذكى على الأحشاء نيران مُضرَم

وألقى إلى أيدي التصابي أزمتي

فعاودت بعد الشيب صبوة مغرم

ولذت بأعطاف القريض وطالما

رميت ذُراه بالقلى والتجهم

ولكنني أزويه عن غير أهله

وأهديه مدحاً للخديو المعظم

مليك يردّ الطرف من دون شأوه

حسيراً لدى نهج من الحق أقوم

بعيد مجال الشوط في كل غاية

من الفخر دان للندى والتكرم

قريب منال الصفح عن كل زلة

إذا لاذ ذو جُرم بأهداب مندم

إذا اغتنم الغضبان للفتك فرصة

رأى هو أن العفو من خير مغنم

وليس كفضل العفو فضل ومفخر

ولا سيما من قادر متحكم

رعى اللَه في أمر الرعايا يسوسهم

مسهَّد عين الفكر غير مهوّم

فأمن لذي روع وروع لمعتد

وصون لذي يسر ويسر لمعدم

مناقب يستعصي على الوصف حصرها

وأنّي لباغي العد إحصاء أنجم

تدارك أمر الملك بعد صعائب

من الخطب شتى بين فذ وتوأم

فأحكمه بالعزم والحزم وانتضى

له نصل مضاء من الرأي مخذم

على حين أمسى الناس في جنح داجر

من الشر مسدول الرفارف مظلم

فأطلع من آرائه كل كوكب

يكشف أستار الظلام المخيم

وسدّ فضاء البحر طَمُّ عُبابه

بسود خفاف في حفافيه جثم

بوارج أمثال البروج تفاذفت

بحمر كأمثال الصواعق رُجَّم

بواخر ترمي الشاهقات بمثلها

سِراعاً كأسراب الحمام المحوّم

دوارع يلقين المخاوف آمنا

بها سربها من ل هو ومرغم

من اللاء لا يتركن حصناً محصنا

ولا أنف برج شامخ غير مرغم

يطارحن أسراب المدافع في الوغى

بكل رجيح وزنه غير أخرم

وسالت شعاب الأرض بالجنر زاحفا

بكل سبوح من كميت وأدهم

يموج به الماذيّ في كل مأزق

كما زخرت أمواج يم ميمم

وغشى ضياء الشمس أسود حالك

من النقع معقود بأقتم أسحم

تَغيَّم منه الأفق والصحو سافر

لثاماً ووجه الجوّ غير مغيم

وأرعدت الأرض السماء وأبرقت

بصيّب ودق للمنية ينهمي

وجاوب أصداء البنادق مثلها

نداءً فما يبقين غير مكلم

ونازع فيها ابن الكروب نديده

رسائل ليست للتودد تنتمي

ولولاك لم ترفع من النصر راية

لجند ولم تفتح مغالق معصم

بعزمك صال السيف واشتجر القنا

وعبّ عُباب الجيش والحرب تحتمي

فلما تداعى الشر واضطربت به

قوائم قوم من جبان ومقدم

وأصبح ما بين المهند والطُّلى

من القرب أدنى من بنان لمعصم

عفوت وكان العفو شيمة قادر

ولو شئت أشرقت الصوارم بالدم

وشالت بأطراف الرماح جماجم

تميد بأعطاف الوشيج المقوّم

وطلت دماء ما تزال مصونة

وطاح برئ تحت أثواب مجرم

أبت ذاك نفس برة دينها التقي

وقلب يخاف الدهر غشيان مأثم

سجية مطبوع على الخير راحم

ومن برج رحمن السموات يرحم

إليك أبا العباس أزجى نجائباً

من الشكر لم تعلق بها نار ميسم

كرائم تقفو إثر غُرّ كريمة

سوالف قدما حزن فضل التقدم

ضممن إلى شرق البسيطة غربها

فلم تبق فيها مجهلاً غير معلم

فأنت الذي أوليتني الخير منعما

ولست الذي يرضى بكفران منعم

وطوّقتني الآلاء قد ما وحادثاً

وذو الطوق مشغوف بفضل الترنم

وأنت وربي اللَه مولاي لم أزل

إلى خير شعب من ولائك أنتمي

فلا تستمع في العبد غيّ مفند

ركيك أواخي النطق أعجم مفحم

حسود يرى النعماء في عينه قذى

فناظره من طول ما قد رأى عمى

رماني بهجر القول لا درّدره

ولو رمت قول الهجر لم يستطع في

أأنطق لغواً بعد كل منضد

من المدح في جيد الزمان منظم

تسير به الركبان ما بين منجد

وآخر يبغى الغور منهم ومتهم

يزيد على كرّ الجديدين جدّة

ويصرم عمر العصر غير مصرّم

حلفت بما ضم الكتاب وما وعت

صحائفه من صادق القول محكم

لقد كذب الواشون فيما سعواً به

من الغيّ في طيّ الحديث المرجم

وقد وسموني بالذي اتسموا به

وما القول الا لبسة المتكلم

وقد غرّهم اصغاء سمع وراءه

فؤاد له عين عل كل مبهم

يطالع مكنون الغيوب مسطرا

على صفحات الوجه عن التوسم

فيستطلع السر الخفيّ مؤيدا

بنور اليقين المحض لا بالتوهم

ويدرك غب الغيب عفواً بحكمة

ورأي صواب لا برؤيا مهوّم

فلا يحسب الباني على الزور ما بنى

سيلبث إلا قيد وشك التهدم

سيطفئ نار الأفك سيل عرمرم

من الصدق مشفوع بسيل عرمرم

ويصدع نور الحق أبلج واضحا

فيلوى بليل من دجى المين مظلم

ولو شئت حكمت القوافي بيننا

بماضي شباة القول فيهم مصمم

ثقيل على قلب الحسود حديثه

خفيف على سمع المسامر والفم

يثير دخان النقع فوق رؤوسهم

بنار على الأعداء ذات تضرم

زعيم بذي ليل من الهجو أليل

يشدّ عُرى يوم من الذم أيوم

ولكنني أنهى اللسان عن الخنا

وألوي عنان الأعوجي المقوّم

سأضرب صفح القول عنهم نزاهة

وأطويه طيّ الا تحميّ المسهم

وأفزع بالشكوى إلى حكم عادل

بصير ببادي أمرهم والمكتم

محيط بما فوق السموات علمه

وما تحت أطباق الثرى لا معلم

أليس بكاف عبده وهو قائم

على كل نفس بالقضاء المحتم

ودون الذي يلقونه من عقابه

عدالة طبع الدواريّ المفخم

أيستا مني ريب الزمان ظلامة

وما زلت بالباب الخديويّ أحتمي

أردّبه كيد العدا في نحورهم

وألوي به زند الألد المصمم

وقد وضحت شمس النهار لمبصر

وأسفر وجه الأفق غير ملثم

ودمّر ما قد شيدوا كل محكم

من الحق مبنيّ على الصدق مدعم

وأصبح توفيق من اللَه مسعدي

وحسبي بالتوفيق حصناً لمحتمي

وما زال حصني في الخطوب ومعصمي

وكفى إذا بارزت خصمي ومعصمي

سأشكره النعماء ما عانقت يدي

يراعي وما استولى على منطق فمي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي الله من عاني الفؤاد متيم

قصيدة لي الله من عاني الفؤاد متيم لـ عبد الله فكري وعدد أبياتها تسعون.

عن عبد الله فكري

عبد الله فكري باشا بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد. وزير مصري، من المتأدبين. له نظم، ولد بمكّة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر) ، ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، ثم كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299هـ، واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ، واختير سنة 1306هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر أستوكهلم، وتوفي في القاهرة. له: (الفوائد الفكرية-ط) ، و (المملكة الباطنية-ط) ، و (شرح بديعية صفوت-ط) ، ورسائل ومقالات.[١]

تعريف عبد الله فكري في ويكيبيديا

عَبْد الله فكري «باشا» بن محمد بليغ ابن عَبْد الله بن محمد (1250 هـ - 1306 هـ‍ / 1834 - 1889م): وزير مصري، من المتأدبين. له نظم. ولد بمكة وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر. كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299 هـ واستقال بعد أربعة أشهر. اتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ. اختير سنة 1306 هـ، رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر استوكلهم. توفي في القاهرة. له كتب، منها «الفوائد الفكرية» و«المملكة الباطينة» و«شرح بديعية صفوت» ورسائل ومقالات. ولمحمد عبد الغني حسن، كتاب «عَبْد الله فكري: عصره، حياته، أدبه» قلت: اقتنيت إضبارة من أوراقه الخاصة، تشتمل على مسودة «رحلته» إلى استوكهلم، بخطه، غير تامة، و«ديوان شعره» بخطه أيضاً، صغير، كتب عليه: «من نظم الفقير عَبْد الله فكري بن محمد بليغ بن عَبْد الله بن محمد بن عَبْد الله» وفيه مساجلات شعرية كانت بينه وبين بعض معاصريه كالأمير شكيب أرسلان والشيخ الليثي وأحمد فارس الشدياق صاحب الجوائب، ومسودة «أنموذج كتاب لتعليم صغار الأطفال» من تأليفه، وجزأين من «دفاتره» بخطه، كتب على أحدهما: «الجزء الثالث من الدفتر، لجامعه عَبْد الله فكري» وفيها فوائد، في الأدب والاجتماع والجغرافية وغيرها، وكتابات من إنشائه، تدل على أنه كان يجيد مع العربية التركية والفرنسية، ومسودة «نبذة في عقائد الايمان وقواعد الإسلام على مذهب أبي حنيفة النعمان» من تأليفه، بخطه أيضاً.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الله فكري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي