لي بستان أنيق زاهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي بستان أنيق زاهر لـ ابن يسير الرياشي

اقتباس من قصيدة لي بستان أنيق زاهر لـ ابن يسير الرياشي

لِيَ بُستانٌ أَنيقٌ زاهِرٌ

ناضِرُ الخُضرَةِ رَبّانٌ تَرِف

راسِخُ الأَعراقِ رَيّانُ الثَرى

غَدِقٌ تُربَتُهُ لَيسَت تَجِف

لِمَجاري الماءِ فيهِ سَنَنٌ

كَيفَما صَرَّفتَهُ فيهِ اِنصَرَف

مُشرِقُ الأَنوارِ مَيّادُ النَدى

مُنثَنٍ في كُلِّ ريحٍ مُنعَطِف

تَملك الريحُ عَلَيهِ أَمرَهُ

فَإِذا لَم يُؤنِسِ الريحَ وَقَف

يَكتَسي في الشَرقِ ثَوبَي يُمنَةٍ

وَمَع اللَيلِ عَلَيها يَلتَحِف

يَنطَوي اللَيلُ عَلَيهِ فَإِذا

واجَهَ الشَرقَ تَجَلّى وَاِنكَشَف

صابِرٌ لَيسَ يُبالي كَثرَةً

جُزَّ بِالمِنجَلِ أَو مِنهُ نُتِف

كُلَّما أُلحِفَ مِنهُ جانِبٌ

لَم يُلَبَّث مِنهُ تَعجيلُ الخَلَف

لا تَرى لِلكَفِّ فيهِ أَثَراً

فيهِ بَل يَنمي عَلى مَسِّ الأَكُف

فَتَرى الأَطباقَ لا تُمهِلُهُ

صادِراتٍ وارِداتٍ تَختَلِف

فيهِ لِلخارِفِ مِن جيرانِهِ

كُلَّما اِحتاجَ إِلَيهِ مُختَرَف

أُقحُوانٌ وَبَهارٌ مونِقٌ

وَسِوى ذلِكَ مِن كُلِّ الطُرَف

وَهوَ زَهرٌ لِلنَّدامى أُصُلاً

بِرِضا قاطِفِهِم مِمّا قَطَف

وَهوَ في الأَيدي يُحَيّونَ بِهِ

وَعَلى الآنافِ طوراً يُستَشَف

أَعفِهِ يا رَبِّ مِن واحِدَةٍ

ثُمَّ لا أَحفَلُ أَنواعَ التَلَف

اِكفِهِ شاةَ مَنيعٍ وَحدَها

يَومَ لا يُصبِحُ في البَيتِ عَلَف

اِكفِهِ ذاتَ سُعالٍ شَهلَةً

مُتِّعَت في شَرِّ عَيشٍ بِالخَرَف

اِكفِهِ يا رَبِّ وَقصاءَ الطُلى

أَلحِمِ الكِتفَينِ مِنها بِالكَتِف

وَكَلوحٍ أَبَداً مُفتَرَّةٍ

لَكَ عَن هُتمٍ كَليلاتٍ رُجُف

وَنَؤوسِ الأَنفِ لا يَرقا وَلا

أَبَداً تُبصِرُهُ أَهلُها مِنها ظِلَف

لَم تَزَل أَظلافُها عافِيَةً

لَم يُظَلِّف أَهلُها مِنها ظِلَف

فَتَرى في كُلِّ رِجلٍ وَيَدٍ

مِن بَقاياهُنَّ فَوقَ الأَرضِ خُف

تَنسِفُ الأَرضَ إِذا مَرَّت بِهِ

فَلَها إِعصارُ تُربٍ مُنتَسِف

تُرهِجُ الطُرقَ عَلى مُجتازِها

بِيَدٍ في المَشيِ وَالخَطوِ القَطِف

في يَدَيها طَرَقٌ مِشيَتُها

حَلقَةُ القَوسِ وَفي الرِجلِ حَنَف

فَإِذا ما سَعَلَت وَاِحدَودَبَت

جاوَبَ البَعرُ عَلَيها فَخُصِف

وَأُحِصَّ الشّعرُ مِنها جِلدُها

شَنَّةٌ في جَوفِ غارٍ مُنخَسِف

ذاتُ قَرنٍ وَهيَ جَمّاءُ أَلا

إِنَّ ذا الوَصفَ كَوَصفٍ مُختَلِف

وَإِذا تَدنو إِلى مُستَعسِبٍ

عافَها نَتناً إِذا ما هُوَ كَرَف

لا تَرى تَيساً عَلَيها مُقدِماً

رُمِيَت مِن كِلِّ تَيسٍ بِالصَلَف

شَوهَةُ الخِلقَةِ ما أَبصَرَها

مِن جَميعِ الناسِ إِلّا وَحَلَف

ما رَأى شاةً وَلا يَعلَمُها

خُلِقَت خِلقَتَها فيما سَلَف

عَجَباً مِنها وَمِن تَأليفِها

عَجَباً مِن خَلقِها كَيفَ اِئتَلَف

لَو يُنادونَ عَلَيها عَجَباً

كَسبوا مِنها فُلوساً وَرُغُف

لَيتَها قَد أَفلَتَت في جَفنَةٍ

مِن عَجينٍ أَو دَقيقٍ مُجتَرَف

فَتَلَقَّت شَفرَةً مِن أَهلِهِ

قَدَرَ الإِصبِعِ شَيئاً أَو أَشَف

أَحكَمَت كَفّا حَكيمٍ صُنعَها

فَأَتَت مَجدولَةً فيها رَهَف

أُدمِجَت مِن كُلِّ وَجهٍ غَيرَ ما

أَلَّلَ الأَقيانُ مِن حَدِّ الطرَف

قابِضُ الرَونَقِ فيها ماتِحٌ

يَخطِفُ الأَبصارَ مِنها يُستَشَف

لَمَحَتها فَاِستَخَفَّت نَحوَها

عَجَلاً ثُمَّ أَحالَت تَنتَسِف

فَتَناهَت بَينَ أَضعافِ المِعَى

وَتَبَوَّت بَينَ أَثناءِ الشَغَف

أَورَمَتها قُرحَةٌ زادَت لَها

ذَوَباناً كُلَّ يَومٍ وَنَحَف

كُلَّ يَومٍ فيهِ يَدنو يَومُها

أَو تُرى وارِدَةً حَوضَ الدَنَف

بَينَما ذاكَ بِها إِذ أَصبَحَت

كَحَميتٍ مُفعَمٍ أَو مِثلَ جُف

شاغِراً عُرقوبُها قَد أَعقَبَت

بِطنَةً مِن بَعدِ إِدمانِ الهَيَف

وَغَدا الصِبيَةُ مِن جيرانِها

لِيَجُرّوها إِلى مَأوى الجِيَف

فَتَراها بَينَهُم مَسحوبَةً

تَجرُفُ التُربَ بِجَنبٍ مُنحَرِف

فَإِذا صاروا إِلى المَأوى بِها

أَعمَلوا الآجُرَّ فيها وَالخَزَف

ثُمَّ قالوا ذا جَزاءٌ لِلَّتي

تَأكُلُ البُستانَ مِنّا وَالصُحُف

لا تلوموني فَلَو أَبصَرتُ ذا

كُلَّهُ فيها إِذَن لَم أَنتَصِف

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي بستان أنيق زاهر

قصيدة لي بستان أنيق زاهر لـ ابن يسير الرياشي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن يسير الرياشي

محمد بن يسير الرياشي. من شعراء البصرة وأدبائها، وهو من خثعم وقد اشتهر بالبخل. وهو شاعر ظريف من الشعراء المحدثين متقلل لم يفارق البصرة ولا وفد إلى خليفة ولا شريف منتجعاً ولا تجاوز بلده وصحبته وطبقته وكان ماجناً هجاء خبيثاً. وأطول قصائده شاة جاره مينع التي أكلت له زرعه ودخلت بيته وأكلت قراطيس شعره وكتاباته وخرجت.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي