لي ذنوب لو عد منها القليل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي ذنوب لو عد منها القليل لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة لي ذنوب لو عد منها القليل لـ الحبسي

لي ذنوبٌ لو عُدَّ منها القليل

في حديث لَما حَوَتْهُ العقولُ

وعيوبٌ من دونها كلُّ عيْب

وَمعاصٍ ليستْ لهنَّ شُكولُ

فوق رأسي من هو لهنَّ غيومٌ

مُمْطِراتٌ وتحت رجلي سيولُ

وأنا المذنبُ المقرُّ بذنبي

حيث أني أنا الظلومُ الجهولُ

لي ذنوبٌ تصيح منها السموا

تُ وكادتْ منها الجبالُ تزول

جمَّةٌ خمل الكواذن منهنُّ

وتكبو من عُظْمِهِنَّ الخيول

لو يَرى الفيلُ حاملاً عشرَ مع

شارَ ذُنوبي عنِّي لأعْيا الفيلُ

أو تراها حُطتْ على الأرض من ظهْ

ري لضجَّتْ حَرُونُها والسهول

كيف أرجو النجاة منها ولي نف

سٌ عن الحقِّ والصوابِ تميل

كيف أرجو الخلاصَ منها وما بي

ني وبين الرشادِ ميلٌ فميل

ولنفسي منها مطيةُ آما

لٍ لها في طرْق الغرور ذَميل

لو عذولي أضحى يفنِّدني فيها

لأعيا مُفَنِّدي والعذول

طرَشٌ في الأُذْنَيْن مني عن الوعْ

ظِ فقولُ الوعاظ قولٌ ثقيل

وإذا ما أُسْمعتُ نصحاً غدا قطعة

نمل في مسمعي تجول

وإذا ما أُذقتُ من شهد وعظٍ

ذُقْتُه فهو مالحٌ مُسْتحيل

لكنِ الله غافر قابل التوْ

بةِ والعفو عنده مأمول

إنَّ دنياكمُ الدَّوَى والدواهي

والدَّواهِي وهْيَ المنى والسُّول

غير أن المقامَ فيها قليلُ

ويليها التغييرُ والتبديلُ

وترى كلَّ ما يسرك فيها

غيرَ باقٍ وكلُّ حال تحول

أيها العاقلُ البصيرُ بما يرْ

جَى ويُخشَى والسائل المسئول

لك فيهما أكل وشُرب ومنكو

حٌ ولبسٌ وما يزيد فضول

أنت والمال فالمردُّ إلى

الله فبالحق تستبينُ السبيلُ

ودواء الذنوب سهلٌ وموجو

دٌ ولكننا عن الرشدِ مِيلُ

تَنقُصُ الأرضُ ما تزيد ونمضى

في ثراها جيلٌ وجيلٌ وجيلُ

وَبحُبِّ الدنيا يزين وقد يحلو

لدينا مبيتُنا والمقيل

وترى الحادثات تخوم ال

خلق وتبتزُّ منهمُ ما تُنيل

ولِدُنا للممات والبعث والبنْ

يانُ للهدم والخطوبُ تغول

ولعمري إنا لفي سكرة الجه

ل بطرْقاتنا تُجرَ الذيول

أيها المذنبُ الذي لا يبالي

تبْ سريعا قبْيل قطع الحبالِ

بلغ الشيبُ عارضْيك ولم تب

لغ مراماً من غاية الآمالِ

تمَّ ما قدْ ضَّيعتَه مِنْ شبابٍ

بارْتكابِ الفحشا وسوءِ الفِعالِ

ثاويا في نهْل المعاصي فما تك

فيك عنْ وعظنا صروفُ الليالي

جاور الصالحين واتبعهمُ تُرْ

شدْ وتُضحِى فتىً خيارَ الرجال

حدِّثِ النفس بالمماتِ ووعِّظ

ها وحذِّرْ وتُبْ قبيْلَ الزوال

خَفْ عذابا يصيح من حرِّه العا

صي ومنه تذوبُ صُمُّ الجبال

دعْ أناساً غرتهمُ هذه الدنيا

بكسب الحرام فوق الحلال

ذللّوها قسراً فذَلَّتْ وقد لبْ

بتهمُ وهْيَ جنة الجهال

رَمحتْهم بحافر الغدر لما

حسِبوها أسيرة الإذلال

زاد ربي من خيره كلَّ عبد

جعل الزادَ صالحَ الأعمال

سلْ إله الورى النجاة من النا

ر وقل في السؤال يا ذا الجلال

شَيْبُ رأسِ الفتى المخبِّرُ بالبيْ

ن فبِنْ من هواك بالترحال

صُدَّ عن منهج المعاصي وكنْ مستْغ

فراً غافر الذنوبِ الثِّقال

ضِعتَ إنْ لم تكنْ قويا كمنْ لم

يخشَ في اللهِ لومةَ العُذّالِ

طاعةُ الله فهْي خيرُ لباسٍ

فالبْسَنْها ولو على أسمالِ

ظلم النفس من تظلم دهراً

وجبانٌ مَنْ صاح قلة مالِ

عاثَ دينُ امرئٍ يرائي الورى

فحراً بقلب المنهج الرشد قال

غلبت رأيَه الجِرشَّاء فانقا

دَ إليها فباء بالبلبال

فأصخْ نِعمَ من أصاخ إلى الوع

ظ وعِ الوعظ يا أخي من مقالي

قمْ لمولاك واذكرنه وقل سبح

انه بالغُدوِّ والآصال

كيف يخشى فَعال أهل الدَّها والد

دهر أدهَى مِنْ قائلٍ فعَّال

لم تزل تألفَ المعاصي اللواتي

هنَّ أودَى مِنْ فاتكٍ قتال

ملكتْنا نفوسُنا فأطعنا

أمرها طاعة المَوالى المَوالى

تقطع العيش والحجياة بآما

لٍ بها تقصر الحياةُ طوالِ

ويلَ عبد عليه قد غلبَتْ شقو

تُه فامْتَطى قباحَ الخصال

هالكٌ من ألهاه عن دينه أو

لادُه معْ تكاثر الأموالِ

لا يغرَّنك كلُّ ما طاب واحلوْ

لَي فإن السِّمام في السلسال

يا أخا الميلِ والتظنِّى تيقَّظ

وتيقَّنْ وكنْ حليفَ اعتدال

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي ذنوب لو عد منها القليل

قصيدة لي ذنوب لو عد منها القليل لـ الحبسي وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي