لي عند ذكرك يا صفا إطراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لي عند ذكرك يا صفا إطراق لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لي عند ذكرك يا صفا إطراق لـ جميل صدقي الزهاوي

لي عند ذكرك يا صفا إِطراقُ

وَدموع حزن في التراب تراقُ

وتلهف وتأسف تبديهما

بحرارة من صدري الأعماق

فيك اللَيالي أَخلفت ميثاقها

إن اللَيالي مالها ميثاق

روَّى ضريحك عارض مترجز

يرغو فيهمى ودقه الغيداق

كانَت بك الآداب راقيةً فَما

فيها مجازَفةٌ ولا إِغراق

للشعر في الآفاق حين تَقوله

نفَسٌ كَما هبَّ الصَّبا خفاق

قبلته أذواق الرواة وإنما

في الشعر قد تتفاوت الأذواق

وَمنحت بالأدب الفَضائِلَ زينةً

فكأَنَّه في جيدها أَطواق

يا مشترى الآداب لا تسعوا فقد

نفد المتاع وسدَّت الأسواق

ما كلُّ ميتٍ يا عيوني فاذرفي

من أَجله تتحلَّب الآماق

يا كوكباً من عرش رفعته هوى

من بعد ما ضاءَت به الآفاق

أين ارتفاعك في مقامات العلى

بل اين ذلك الضوء والإشراق

اخترت من جوف الثرى متبوأً

علّ الثرى لك منزل تشتاق

إن الحَياة نعم عليك ثَقيلة

والنفي بعد العز لَيسَ يطاق

لا تلجأنَّ إلى المنية يا صفا

فالموت فيه تشتت وفراق

ملكت قوافيك القلوب بحسنها

وكذلك الآداب والأخلاق

الشعر يبكي في مصابك آسفاً

والنفس والأقلام والأوراق

فقدت بك الاتراك أَكبر حجة

للفضل كانَ على اسمه إطباق

حزنت عليك أماثل وأفاضل

وبكاك صحب منهم ورفاق

تجري عَلَى وجناتهم عبراتهم

فكأنما بين الدموع سباق

يا بدرَ فضلً تم حيناً نوره

فأصابه عند التمام محاق

هل صح أنك راقدٌ في حفرةٍ

فيها عليك من الثرى أطباق

في نوعه الإنسان يشبه دوحةً

للريح بين غصونها إخفاق

والناس تسقط عند كل مهبةٍ

منها كما تتساقط الأوراق

لَم يُبقِ مني الدهرُ بعدك ياصفا

إِلّا عيوناً دمعها رقراق

دافعت مِثلي عَن حقيقة أُمَّة

ما إِن لها لدفاعك اِستحقاق

فأردت إنهاضاً به لجماعة

كسلى لها في جهلها استغراق

قَد عشت غير مطأطئٍ في دولة

خضعت لجائر حكمها الأعناق

حاربت جيش عدائها ببسالة

في موقف شخصت به الأحداق

متيقناً أن الحكومة كلها

أسرٌ يغلّ الناس واسترقاق

تنفي الرجال لغير ما ذنب جنت

وعلى الأرامل مالها إشفاق

عبثاً تحامي يا صفا عنهم فما

للقوم فاغضض مقلتيك خلاق

والسم إن أبدى صرامة فعله

يوماً فماذا ينفع الدرياق

ما خاضَت الأحرار غمر كَريهة

إِلّا وأَنت الأوّل السباق

فثبتّ حين تذبذبوا وَتنكبوا

وَرحبت لما بالنوائب ضاقوا

ما كنت إِلّا لِلعَدالة عاشقاً

وَالعَدل مَحبوب له عشاق

لعبت بلبك من سلافة حبه

كأس كَما شاء الغَرام دهاق

وقد اضطهدت فزدت ثمة شهرة

كالعود يُكثر عَرفه الإحراق

أبديت فيه من التجمّل ما به

يبني عليك من الفخار رواق

ما كنت عن نصر البريءُ بقاعدٍ

أيام عمَّ الظلم والإرهاق

وألم خطب منه تزهق أنفس

ويمور في الأرض الدمُ المهراق

شرح ومعاني كلمات قصيدة لي عند ذكرك يا صفا إطراق

قصيدة لي عند ذكرك يا صفا إطراق لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي