ماالذنب ذنبك بالذي وصموك
أبيات قصيدة ماالذنب ذنبك بالذي وصموك لـ طانيوس عبده

ماالذنب ذنبك بالذي وصموكِ
فلقد نشأتِ كما أراد ذووكِ
تركوك لا أدباً يصون عن الخطل
ومضوا بلا أمل فعشت بلا أمل
وشقيت حتى هوَّن الذل الزلل
لم يظلموك بأنهم ذلوك بل
ظلموا العفاف وكلَّ طهرٍ فيكِ
فغدوت مثل الغصن مال مع الهوى
والنجم من أوج الطهارة قد هوى
لا عطف فيك ولا خنان ولا جوى
يدعوك أرباب الهوى بنت الهوى
لو انصفوا بنت الرصيف دعوكِ
فلأنت عار الحب وهو مقدسُ
والحب أرقى في النفوس وانفس
من أن تحنَّ إليه هذي الأنفس
فدعي الغرام باهلهِ يتقدسُ
وهواك فاستغوي به شاريكِ
قد قيدوا إسمك في السجل وسهلوا
هذا البغاءَ عليك فيما سجلوا
والنار في هذي الدفاتر أجملُ
لكنهم لو يعقلوا لم يفعلوا
فكأنهم بأكفهم قادوك
بئست حرائر كنتِ أنتِ سياجها
وبطون إثم قد غدوت نتاجها
افتنزعين عن الطهارة تاجها
ويقال إنك قد غدوت علاجها
وإذا شفين فمن عسى يشفيكِ
تتصيدين برغم أنف الشارع
مهج الرجال على رصيف الشارع
من كلِّ مغترٍ بوجهٍ لامع
يتقربون إليكِ قرب
حتى إِذا قربتهم نبذوك
وجدوا الدواءَ لكل داء مسقم
إِلاَّ وباءَك فهو يخلد بالدمِ
ماالسُّم بين نيوبِ ارقطَ ارقم
أدهى وأفتك من لمى ذاك الفمِ
فالموت ثاوٍ في مراشف فيكِ
بنت الرصيف إِذا رُحمت فإنما
رحموا شبابً بالمذلة قد نما
رحموا شقاءً فيك بات مجسما
رحموا هواناً فوق نفسك خيما
لولا الشقا والذل ما رحموكِ
والله لو كنت الجمالَ ممثلا
ما نلتِ من نفس الأبيِّ مؤملا
إن الجمالَ يَجل حتى يبذلا
فإذا تبذَّل بات محتقراً فلا
حسنٌ بلا طهرٍ وحسن سلوكِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ماالذنب ذنبك بالذي وصموك
قصيدة ماالذنب ذنبك بالذي وصموك لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا