مات الحبيب كأنه لم يولد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مات الحبيب كأنه لم يولد لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة مات الحبيب كأنه لم يولد لـ ناصيف اليازجي

ماتَ الحبيبُ كأنَّهُ لم يُولَدِ

وسلا المُحِبُّ كأنهُ لم يُفقَدِ

والُحزنُ يُنشِئُهُ الحبيبُ كما نَشا

فإذا بَلِي كبَلآئهِ لم يَعْتَدِ

يا مَن نَراهُ اليومَ يَغلبُهُ البُكا

سَنَراكَ يَعصِيك التَباكي في غَدِ

هَبْ في فُؤَادِكَ من شُجُونِكَ جمرةً

أَرأَيتَ وَيَحْكَ جَمرةً لم تَخمَدِ

كم يجَهدُ الباكي المعَدِّدُ نَوحَهُ

والمَيْتُ لا يَدرِي بنَوْحِ مُعَدِّدِ

المَيْتُ لا يَدري بحالةِ قائمٍ

والحَيُّ لا يَدرِي بحالِ مُوَسَّدِ

لو دام هذا الحُزنُ ألقى رَبَّهُ

في اللحد قبلَ بِلَى الحبيبِ المُلحَدِ

من غابَ عن عينٍ فسَوفَ يغيِبُ عن

قَلبٍ فتِلكَ وِثاقُهُ في المَشهَدِ

لو أنصَفَ الباكُونَ أنفُسَهم بكَوْا

حُزناً عليها في انتِظار المَوعِدِ

هل يأمنُ الباكي هُجومَ حِمامِهِ

ما بينَ مسحِ دُمُوعِهِ المُتَرَدِّدِ

ما لي تَكلَّفتُ النَّصيحةَ مُرِشداً

في ما أعوزُ بهِ نَصيحةَ مُرشِدِ

جُمَلٌ أتيتُ بها اعتِراضاً حيثُ لا

عمَلٌ فما قامت مَقامَ المُفرَدِ

قد كنتُ أرغَبُ أن أرى قلبي كما

أهوَى ولكن ليسَ قلبي في يَدي

والقلبُ مثل العِهنِ إنْ جارَيتَهُ

لكن إذا عاصَيتهُ كالجَلمَدِ

آهاً لهذا الموتِ لا يَرثي لِمَن

يبكي ولا يحنو على المُتَنهِّدِ

كم شَقَّ أكباداً وأبكى أعيُناً

ولكم يَشُقُّ على المَدَى من أكبُدِ

والموتُ ليس بجيِّدٍ لكنّما

لولاهُ كان الحالُ ليسَ بجيِّدِ

لولا قديمُ الموتِ لاصطَنَعَ الوَرَى

مَوتاً فماتَ النَّاسُ بالمُتَجدِّدِ

لو قامَ من قَتَلتْهُ سَطوةُ مِثلِهِ

ضاقت بكثرتِهمْ رِحابُ الفدْفَدِ

والقتلُ قبلَ الموتِ كان قَدِ ابتدا

إذ كان حَتفُ الأنفِ لمَّا يَبتدي

ولقد رأيتُ الأُسْدَ أحسَنَ خَلّةً

من جِنسِ هذا الناطقِ المُتَمرِّدِ

الناسُ تَقتُلُ كلَّ يومٍ بعضَها

والأُسدُ تَقتُلُ غيرَها إذ تَعتدِي

كلٌّ يخافُ من المَنُونِ لوَقتهِ

ونَراهُ يَجهَدُ في الغِنى كمخُلَّدِ

هذا على حُكم الجُنونِ وإنَّما

قد أصبحَ المجنونُ غيرَ مُقيَّد

يا صاحِ ذَرْ عنك التَغَفُّلَ وانتَبِهْ

لا تَنظُرِ الدُنيا بطَرْفٍ أرمَدِ

سَفَرٌ بعيدٌ في مفَاوِزِ قَفْرةٍ

فالوَيلُ إنْ سافَرتَ غيرَ مُزوَّدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مات الحبيب كأنه لم يولد

قصيدة مات الحبيب كأنه لم يولد لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي