مالكم لا تغضبون للهوى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مالكم لا تغضبون للهوى لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة مالكم لا تغضبون للهوى لـ مهيار الديلمي

مالكُمُ لا تغضبون للهوى

وتعرفون الغدرَ فيه والوفا

إن كنتُمُ من أهله فانتصروا

من ظالمي أو فاخرجوا منه بُراَ

أما تَرَوْن كيف نام وحَمَى

عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحِمى

وكيف خلاَّني بطيئا قَدَمِي

عنه ومرّ سابقا مع الوَنَى

غضبانُ يا لَهْفِيَ كم أرضيتُه

لو كان يَرضَي المتجنِّي بالرِّضا

ما لدليلٍ نَصَلَتْ ركابُهُ

من الدجى حاملةً شمسَ الضحى

ضلَّ ولو كان له قلبي أهتدَى

بناره أو شام جفنيَّ سَقى

قالوا الغضا ثم تنفّستُ لهم

فهم يدوسون الحصا جَمْرَ الغضا

بين الحُدوج مُترَفٌ يُزعِجُهُ

لينُ مِهادٍ ورفيقاتُ الخُطَا

عارضني يُذْكِرُني الغصنَ به

وأين منه ما أستقام وأنثنى

حيِّ وقَرِّبْ بالكثيب طارقا

من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى

عاتَبَ عنها واصفاً مودّةً

ما أسأرتْ إلا عُلالاتِ الكرى

أضمُّ جفنيَّ عليه فَرَقاً

من الصباح وعلى ذاك أنجلى

كأنني عُجْباً به وشَعَفاً

محبةُ العمدة في حُبِّ العلا

شَمَّرَ للمجدِ وما تشمَّرتْ

له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا

وقام بالرأي فكان أوّلٌ

من رأيه وآخرُ الحزمِ سَوَا

سما إلى الغاية حتى بَلَغَتْ

همّتُهُ به السماءَ وسما

فابن الملوك بالملوك يَقْتدِي

وأبن البحار بالبحار يُبْتَغَى

سكنتموها فاضحين جُودَها

مُبَخِّليها بالسماحِ والنَّدَى

نشلتم المُلكَ وقد تهجَّمتْ

سائلةٌ بَلَّغَت الماءَ الزُّبى

وأعترضت وجهَ الطريق حَيَّةٌ

صَمّاءُ لا تُصغي لِخدْعاتِ الرُّقَى

أنكر فيها المَلْكُ مجرى تاجِهِ

وقام عن سريره وقد نبا

لفَّتْ على العراق شطراً وأنثنت

لفارسِ فدبَّ سمٌّ وسرى

لم تدرِ أنَّ بعُمان حاوياً

ما خَرَزاتُ سحرِهِ إلاَ الظُّبا

يتركها تَفْحَصُ عن نيوبها

درداءَ تستافُ الترابَ باللَّها

سَبْقاً أتتك وحَمَتك حُسَّرا

عن هذه الدولة هاذاك العَشَا

مهلا بني مُكْرَمَ من سماحِكم

قد أثمر المصفرُّ وأخضرّ الثرى

إن كنتم الغيثَ تبارون به

فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا

يا نجمُ كانت مقلتي تنظرُهُ

حتى أستنار بدرَ تِمٍّ وأستوى

صحبتُهُ ريحانةً فلم يزل

دُعايَ حتى طال غصنا ونما

اُذْكُرْ ذَكَرتَ الخيرَ ما لم تنسَهُ

من صحبتي ذِكرَكَ أيامَ الصِّبا

وحُرمةً شروطُها مكتوبةٌ

على جبين المجدِ راعوا حقِّ ذا

ما نعمةٌ تَقِسمُها إلا أنا

بها أحقُّ من جميع مَنْ تَرى

أيُّ جمالٍ زِنتني اليومَ به

زانك بين الناس من مدحي غدا

لا تعدَم الأيامُ أو عبيدُكم

نعماءَ منكم تُحْتَذَى وتُجْتَدَى

ولا تزل أنتَ مدَى الدهر لنا

كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مَدَى

كلُّ صباحٍ واجهتْك شمسُهُ

عيدٌ وكلُّ ليلةٍ ليلُ مِنَي

إن نحروا فَرْضاً فقم نافلة

فأنحر عداك حَسَداً بلا مُدَى

وأبقَ على ما قد أحلَّ مُحرِمٌ

وما دعا عند الطوافِ وسعى

شرح ومعاني كلمات قصيدة مالكم لا تغضبون للهوى

قصيدة مالكم لا تغضبون للهوى لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي