مالي الدهر بالآفات يلقاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مالي الدهر بالآفات يلقاني لـ عبد الله فريج

اقتباس من قصيدة مالي الدهر بالآفات يلقاني لـ عبد الله فريج

مالِيَ الدَهر بِالآفاتِ يَلقاني

في كُل يَوم فَيَجري دَمعيَ القاني

تُباله من خؤون لا امان لَهُ

يَأتي بِما لَيسَ في ظَن وَحُسبان

وَالمَوتُ فيهِ كَداءٍ لا دَواءَ لَهُ

اضحى الاطبا بِفِكر فيهِ حَيران

لا يَشفقنَّ عَلى طِفل وَلا هَرم

عِندَ المُصابِ وَلا يرثي لِوَلهان

لَم يَرعَ في الحُكم سادات وَلا خَدماً

لَدَيهِ يَومَ القَضا فَالكُل سيان

اينَ المُلوك الأولى كانَت لِدَولَتِهِم

تُدين أُسد وَتَعنو هامَ شُجعان

بَل اينَ من دوخوا الدنيا بِسَطوَتِهِم

وَاخصعوها بِاِنصارِ وَاِعوان

اينَ العَرانين مَن فاقوا العُلا شَرَفاً

وَتَوجوا هامَة العليا بِتيجان

الكُل اضحوا هباءَ في الثَرى رِمَما

وَقَد تَلاشوا فَاِضحى ذِكرُهُم فاني

دُنيا غُرور فَلَو دامَت إلى أحد

يَوماً لَدامَت لِرَب المَجد عريان

بيك همام فَلَو فَلو دامَت انصِفوهُ لما

يَموه جَهلاً بِبيك بَل بِسُلطان

فَهو الامير الَّذي كانَت لِهيبَتِهِ

تَعنو وُجوهُ باكرام وَاِذعان

رَب البَراعَةِ من كانَت يَراعَتُهُ

تَعنو لَها في مَاها هام مرّان

ان هَزَّها كفه فاضَت بَلاغَتِها

كَالبَحر تَجري بِاِنهارِ وَخُلجانِ

سريُّ قَوم حَليف المَجدِ ذو نَسَب

نَقِيُّ قَلب اخو تَقوى وَايمانِ

ذو ذِمَّة بِالوَفا وافَت فَكانَ بِها

يَفي عُهوداً او يرعى حَق جيران

صَفت بود وَاِخلاصِ سَريرَته

لِلَّهِ وَالناسُ في سِر وَاِعلانِ

ما خِلتُهُ قَط الا قُلت مُندَهِشاً

هذا ملاك اتى في جسم اِنسانِ

كَأَن مَولاهُ لما شاءَ صَوَّرَهُ

من روح لُطف وَحَلّاهُ بِعُرفان

حَليم طَبع لَطيف الخلقِ مُتَّضع

لَم يَعرِف الحِقد في قَلب عَلى الجاني

نَدِيُّ كُفّ كَري الاِصل ذَوادِب

لِفِعل خير تَبَدّى خَير مِعوانِ

فَما لَهُ غَيرُ فِعل الخَيرِ من ارب

وَلا مُراد سِوى بِر وَاِحسان

كَأَنَّهُ كَعبَة وَالناسِ قاصِدَة

من كُل فَج فَتَأتيهِ بِاِظعان

فَلَو رَأى حاتِم جَدوى مَكارِمه

لَراح حَتما بِوَجه مِنهُ خَجلان

فَقُل لِمَن قاسَه يَوماً بِهِ عَبَثاً

أَسَأت ظَنّاً فَمَهلاً أَيُّها الغاني

هذا الَّذي في الوَرى عزَّ النَظيرُ لَهُ

وَالدَهرُ هَيهات ان ابدى لَنا ثاني

شَهم بِهِ اِزدانَت العَلياءُ حَيثُ غَدا

في صَدر عَصر لَعمري خَير نيشان

وَحَسبُنا انَّ أراءَ الملا اختَلَفَت

وَالفَرقُ ما بَينَها في الخَلقِ شَتّان

لكِن عَلى مَدحِهِ في ذا الوَرى اِتَّفَقَت

لَم يَختَلِف فيهِ ما بَينَ الوَرى اثنان

وَيلاهُ عَنّا مَضى يَسعى عَلى عَجَل

وَقَد رَمانا النَوى مِنهُ بِهِجرانِ

لَو كانَ يفدى بِاِرواح لَكُنت تَرى

كُلّاً فِداه بِارواح وَاِبدان

كَنزٌ فَقَدناهُ لابدع عَلَيهِ اِذا

حُزناً بَكينا مَدى دَهر وَاِزمان

فَأَي قَلبٍ عَلَيهِ لَم يَذُب اسقا

او أي دَمع عَلَيهِ غَير هَتّانِ

مَضى وَذكراهُ طول الدَهر باقِيَة

بِها يَطيبُ لَنا تَرديد اِحزانِ

وَاليَوم لا شَكَّ ذياك العز يزغدا

مَعَ الملائِك في نُعماء رُحمان

وَاِذ تَبَدّى بِجَنّات مُخَلَّدَة

مِن كُل فاكِهَة فيهِنَّ زَوجان

اوحى الالهُ لِجِبريل فَقالَ لَهُ

في نُظم تاريخِهِ المُزري بِعُقبان

بشر ذَويه بِاِسعاف العلاءِ لَهُ

عَريان لاقى بِجود مِلءَ غُفرانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مالي الدهر بالآفات يلقاني

قصيدة مالي الدهر بالآفات يلقاني لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن عبد الله فريج

عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي