ما أظلم الدهر في حكم وأعداه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما أظلم الدهر في حكم وأعداه لـ عبد الله فريج

اقتباس من قصيدة ما أظلم الدهر في حكم وأعداه لـ عبد الله فريج

ما أظلَم الدَهر في حُكم وَأَعداهُ

عَلى البَرايا كَأَن الناسَ أعداه

ما راقَ صَفو امرىءٍ الا وَكَدَّرَهُ

وَبَعد ذاكَ الصَفا بِالهَمِّ والاهُ

وَالمَوتُ فيهِ كَليث دار مُقتَنِصاً

اِرواحنا حينَ يَلقانا وَنَلقاهُ

مَوتُ تَوَلّى عَلى الاِعمارِ مِن قَدم

فَكُل اِحياءِ هذا الكَون مَوتاهُ

ما راشَ سَهم الرَدى مِنهُ إِلى احد

الا بِهِ في صَميم القَلبِ اصماه

لَقَد رَأى اليَومَ عَبد اللَهِ ضاءَ لَهُ

مِصباح فِكر فَوا وَيلاهُ اصفاه

عَبد لِمَولاهُ قَد طابَت سَريرَتُهُ

وَزينَتُهُ بِثَوب المَجد تَقواهُ

رَسم السُجودِ وَسيم فَوقَ جَبهَتِهِ

وَنِعمَة اللَهِ تَعلو فَوقَ سمياه

حَليف فَضل كَريم الاِصلِ ذو شَرَف

جَليل قَدر سَما في الفَخرِ اعلاه

لَو كانَ المُمجِد نطق عِندَ روئيته

لَكانَ ان مَر بِالتِرحابِ حياه

مُنذُ الصِبا قَد صَبا لِلعِلمِ مُعتَصِماً

بِعُروَة الدينِ لَم يَعباء بِدُنياهُ

في صَدرِهِ بَحر عِلمٍ كانَ مُنهَمِراً

ما امَّه ظامىءٌ الا وَارواهُ

طول المَدى لَم يُضَيَّع بِرهةَ عَبَثاً

فَالجُهدُ من شِدَّةِ الاتعابِ اضناهُ

فَكَم امات نَهاراً في مُثابَرة

وَطول لَيل بفَرط السَهد احياه

سحب البَلاغَة من اقلامه هَطَلَت

ان حركتها عَلى القرطاس

قَد لَقبوهُ بِفِكريٍّ وَما عَبَثوا

اِذ طابَق الاِسمُ في المَعنى مُسَمّاهُ

فكر اذا ما جَلاهُ عِندَ مُشكِلَة

يُراوِح البَرقُ فَخراً حالَ مَسَرَّاه

ما قَد سَعى قَط في امر يُحاوِلُه

الا وَفازَ بِحَول اللَهِ مَسعاهُ

فَكَم عَرائِس افكار بِهِ اِفتَخَرَت

في دُر نُظم يَروقُ السَمعَ مَعناهُ

وَكَم لَهُ خطط عَمَّت مَنافِعُها

جَزاهُ عَنّا جَزاءَ الخَيرِ مَولاهُ

سل المَعارِف فينا كَم بِهِ شَرفَت

وَكَم تَحَلَّت بِفَضل من مَزاياه

فَقُل لِمَن يَدعي اِدراكَ هِمَّتَهُ

انَّ البَراهينَ قامَت ضِدَّ دَعواهُ

بَدر هَوى لِلثَرى وَيَحيى وَفيهِ أَوى

أَفا الثَرى قَد يَكونُ البَدرُ مَأواهُ

تَبكي عَلَيهِ المَعالي وَهيَ لابِسَةٌ

ثَوبَ الحِدادِ وَاهل الفَضلِ تَنعاهُ

تَبكي عَلَيهِ عُلوم كانَ موئِلُها

حُزناً وَكُل كِتاب كانَ اِنشاهُ

نَبكيهِ ما ذكر الراوي مَناقِبه

وَما تارج فينا نَدّ ذِكراهُ

لَو ان رَضوى دَرى يَوماً بِمَصرَعِهِ

لَدكَّ في الحالِ وَانهَدَّت زَواياهُ

مَن ذا الَّذي لَم يَهِب لِلحُزن مُهجَته

عَلَيهِ او لَم تَفض بِالدَمعِ عَيناهُ

عَنّا مَضى اِنَّما لا زالَ صورَته

في كُل قَلب اقامَت في سوَيداه

فَاِصبِر اميناً عَلى حُكم القَضاءِ وَلا

تَجزَع لِخَطب بِهِ قَد خصَّنا اللَهُ

انتَ الخَبيرُ بِدَهر يا اخا ادَب

وَما عَلَيهِ اِنطَوَت غَدراً سَجاياهُ

لا تَبكِ روحاً اذا اغصانه ارتَفَعَت

تَزكو بِجاه سَما ما مِثلُهُ جاه

وَكَيفَ يَبكي عَلى من لِلعُلى كَرَماً

دَعاهُ مَولاهُ من فَضل فَلَبّاهُ

لَقَد تَزَوَّدَ من دُنياهُ مُرتَحِلاً

بِفِعلِ خَير تَوَخّاهُ لاخراهُ

وَاذ بِرِضوان رَب فَاِذ في نِعم

وَحازَ ما كانَ مِن رَبِّ تَمَنّاهُ

سَميه الآن لِلنَجلِ الاِمينِ اتى

يَسعى وَفي نُظم تاريخَينِ عَزّاهُ

ابشِر بِفَوزِ لِعَبد اللَهِ عَن ثِقَةٍ

بِسَعدِهِ لاحَ في الجناتِ مَثواهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما أظلم الدهر في حكم وأعداه

قصيدة ما أظلم الدهر في حكم وأعداه لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن عبد الله فريج

عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي