ما أغمد العضب حتى جرد الذكر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما أغمد العضب حتى جرد الذكر لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة ما أغمد العضب حتى جرد الذكر لـ ابن حمديس

ما أُغْمِدَ العَضْبُ حتّى جُرِّدَ الذكرُ

ولا اختفَى قَمَرٌ حتى بدا قَمَرُ

قد ماتَ يحيَى فماتَ الناسُ كُلّهُمُ

حتى إذا ما عليٌّ جاءهم نُشِروا

إنْ يُبْعَثُوا بسُرورٍ مِنْ تملُّكهِ

فَمنْ مَنيّة يحيَى بالأسَى قُبِروا

أَوفى عليٌّ فَسِنُّ المَلكِ ضاحِكَةٌ

وعينُهُ من أبيه دَمْعُها هَمِرُ

يا يَومَ وَلَّى عنِ الدُّنيا بِهِ طُمِسَتْ

بِظُلمَةِ الرزءِ مِن أَنواركَ الغُررَ

ومادَتِ الأَرضُ من فُقدانِها جَبلاً

ينابِعُ الجودِ من سفحَيهِ تَنفَجِرُ

لَم تُغْنِ عَنهُ غِياضٌ مِن قَناً وظُبىً

حمرُ الحماليق فيها أُسْدُها الهُصُرُ

يَرَونَ زُرْقَ ذِئابٍ ما ثَعالِبها

إلَّا عَوامِلُ في أيمانها سُمُرُ

ويَترُكونَ إِذا جَيشَا الوَغى انتَظَما

سَلخاً كَساه حديداً حَيّةٌ ذَكرُ

وديعةُ السّيلِ في البطحاءِ غَادرها

تقري الرِّماحِ بها الآصالُ والبكرُ

لَم يُغْنِيَا عَنهُ لا عِزٌّ يُدِلُّ بِهِ

مَن كانَ بِالكِبرِ في عِرنِينِهِ أَشَرُ

ولا مهابَةُ محجوبٍ تَبَرَّجَها

كَأنّهُ عِندَ أبصارِ الورى خَفَرُ

شُقَّت جُيوبُ المعالي بالأسى وبكَتْ

في الخافقَينِ عليه الأنجمُ الزُّهرُ

إِذِ السَّماءُ بِصَوتِ الرَّعدِ صَرْختُها

يكادُ منها فؤادُ الأرضِ يَنفَطِرُ

والجَوُّ مُتَّقِدُ الأحشاءِ مُكتَئِبٌ

كَأَنَّما البرقُ فيها لِلأَسى سُعُرُ

وقَلَّ لابنِ تَميمٍ حُزْنُ مَأتَمِها

فَكلّ حُزنٍ عظيمٍ فيه مُحتَقَرُ

قامَ الدّليلُ ويَحيَى لا حياةَ لهُ

إِنَّ المنِيَّةَ لا تُبقي ولا تَذرُ

أمسى دفيناً ولم تُدْفَنْ مفاخرُهُ

كالمِسْكِ يُطوى ونشْرٌ مِنهُ يَنتَشرُ

قد كنتُ أحسبُ أن أُعطَى مُنايَ به

وأن يطولَ على عمري لهُ عمرُ

وها أنا اليومَ أرثيهِ وكنتُ لهُ

أُنَقّحُ المدحَ والدنيا لها غِيَرُ

يا وَيْحَ طارِقِ لَيلٍ يَستَقِلُّ بِهِ

سامي التليلِ براهُ الأيْنُ والضُّمُرُ

في سرجه من طُيورِ الخيلِ مُبتْدِرٌ

وما جناحاهُ إلّا العُنقُ والخَصِرُ

يطوي الضَّميرَ على سِرٍّ يُكِنُّ به

بُشْرَى ونَعْيٍ حَيارَى منهما البَشَرُ

لَولا حَديثُ عَلِيٍّ قلتُ من أسَفٍ

بِفيكَ يا مَن نَعى يَحيَى لَنا العَفَرُ

إِن هُدَّ طَوْدٌ فذا طَوْدٌ يُعَادِلُهُ

ظِلٌّ تُؤَمَّنُ في أفيائِهِ الجدُرُ

أَو غيضَ بَحرٌ فَذا بَحرٌ بِمَوضِعِهِ

لِوارِديهِ نَميرٌ ماؤُهُ خَصِرُ

يا واحِداً جُمِعَتْ فيهِ الكرامُ ومَنْ

بِسَيفه مِلَّةٌ التَّوحيدِ تَنتَصِرُ

أوجَفْتَ طِرْفَكَ والإِيجافُ عادتُهُ

والصُّبحُ مُحتَجِبٌ واللَّيلُ مُعتَكِرُ

لَمّا سَرَيتَ بِجَيشٍ كُنتَ جُملَتَهُ

وما رَفيقاكَ إلّا النَّصرُ والظَّفَرُ

طوى له اللَّه سَهباً بِتَّ قاطِعَهُ

كأنّما بُعْدُهُ بالقُرْبِ يُخْتَصِرُ

وَقَصَّرَ السَّعدُ لَيلاً فالتَقى عَجلاً

مِنهُ العِشاءُ على كَفَّيكَ والسَّحَرُ

وفي ضُلوعِكَ قَلبٌ حَشوُهُ هِمَمٌ

وبَينَ عَينَيكَ عَزمٌ نَوْمُهُ سَهَرُ

حَتّى كَسَوْتَ حياةً جِسْمَ مَملكةٍ

بِرَدّ روحٍ إليهِ منكَ يَنْتَظرُ

هنئتَ بالملكِ إذْ عُزّيتَ في ملكٍ

لِمَوْتهِ كانَ منكَ العيش يذَّخِرُ

جَلَستَ في الدستِ بالتَّوفيقِ وابتَهَجَتْ

بِكَ المَنابِرُ وَالتِّيجانُ والسُّرُرُ

أَضحَتْ عُلاكَ على التَّمكينِ ثابِتَةً

فَطيبُ ذِكرِكَ في الدُّنيا له سَفَرُ

تناوَلَ القَوْسَ باريها فأسْهُمُهُ

نَوافِذٌ في العدى أَغراضُها الثُّغَرُ

وقامَ بالأمرِ سهْمٌ منكَ مُعْتَزِمٌ

يجري منَ اللَّه في إِسعادِهِ القَدَرُ

وأصبَحَتْ هِمَمُ الآمالِ سانِيةً

عَنِ العَطايا الَّتي عُنوانُها البِدَرُ

وَأَنتَ سَمحٌ بِطَبعٍ غَيرِ مُنتَقِلٍ

سِيّانِ في المحلِ مِنكَ الجَوْدُ وَالمَطَرُ

واسلَمْ لِعِزِّ بني الإِسلامِ ما سَجَعَتْ

سَوامِرُ الطَّيرِ وانآدت بِها السَّمُرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما أغمد العضب حتى جرد الذكر

قصيدة ما أغمد العضب حتى جرد الذكر لـ ابن حمديس وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي