ما أنت بعد البين من أوطاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما أنت بعد البين من أوطاني لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة ما أنت بعد البين من أوطاني لـ مهيار الديلمي

ما أنتِ بعد البين من أوطاني

دارَ الهوى والدارُ بالجيرانِ

كنتِ المنى من قبل طارقةِ النوى

والشملُ شملي والزمانُ زماني

ولئن خلوتِ فليس أوّل حادثٍ

خلَت الكناسُ له من الغزلانِ

طرَبُ الحمامِ بطبعهنّ وإنما اس

تَملَين فيكِ النوحَ من أحزاني

أمخيّمون على اللوى من عالج

أم لاحقون الماء في ماوانِ

دعهم وقلبي ما وفَوا بضمانه

ودع البكاء لهم يفي بضمانِ

رحلوا بأحلامي فقلتُ لمقلتي

إن النهى حجرٌ على الأجفانِ

بيضاءُ في الغادين يومي أسودٌ

من بعدها وبكايَ أحمرُ قاني

عطف الفؤادَ على الحدائق أنها

خلعتْ تعطُّفَها على الأغصانِ

يا شمسُ طال الليل بعدَ فراقها

طالَ الصباحُ وأنتِ في الأظعانِ

إن النميرَ لِواردي فتعلّما

يا صاحبيَّ من الذي ترِدانِ

يتعاورُ الحسَّادُ أخذِي طائعا

بيدٍ لحقِّ الله من شيطاني

هي فِطرةٌ ما زلتُ من ثقتي بها

قِدْما أشُمُّ العزَّ من أرداني

وقناعةٌ بالعفو تؤذن أنها

للفضل إن الحرص للنقصانِ

ما ضرَّ من أفقرتُ فيه خواطري

وهو الغنيّ لوَ انه أغناني

ليت البخيلَ القابلِي والباخسي

حقيِّ كما هو مانعي ياباني

ما سرَّني منه وفي أفعالِهِ

سخطُ المكارم أنه يرضاني

لا شيءَ في ميزان شعري عنده

وأخفّ شيء في الجَدا ميزاني

في الناسِ من يَرضَى بجُبن يمينه

إن عُدّ يومَ الرَّوْع غيرَ جبانِ

ولقد تكون يدُ الكميِّ قصيرةً

بالبخل وهي مع السماح يدانِ

كثرُ الحديثث عن الكرام وكلُّ من

جرّبتُ ألفاظٌ بغير معاني

إلا بسعدٍ من تنبّه للعلا

هيهات نُوَّمُهمُ من اليقظانِ

مهلا بني الحسد الدخيلِ فإنها

لا تُدْرَك العلياءُ بالأضغانِ

سعدُ بن أحمدَ أبيضٌ من أبيضٍ

في المجد فانتسِبوا بني الألوانِ

بين الجبال الصُّمّ بحرٌ ثامنٌ

يحوي جلامدَها وبدرٌ ثاني

من معشرٍ سبقوا إلى حاجاتهم

شوطَ الرياح وقد جرتْ لرِهانِ

قوم إذا وزَروا الملوكَ برأيهم

أمرتْ عمائمُهم على التيجانِ

ضربوا بمدرَجة السبيلِ قِبابَهم

يتقارعون بها على الضِّيفانِ

ويكاد مُوقدهم يجود بنفسه

حبَّ القِرى حطباً على النيرانِ

أبناء ضبَّةَ واسعون وفي الوغى

يتضايقون تضايق الأسنانِ

يا راكبا زُهرُ الكواكب قصدُه

قرِّب لعلّك عندها تلقاني

قف نادِ يا سعدَ الملوك رسالةً

من عبدك القاصي بحبٍّ داني

غالطتُ شوقي فيك قبلَ لقائنا

والقربُ ظنٌّ والمزارُ أماني

حتى إذا ما الوصل أطفأ غُلَّتي

بك كان أعطشَ لي من الهجرانِ

ولربَّ وجدِ تواصُفٍ ناهضتُه

وضعُفتُ لما صار وجدَ عِيانِ

ولقد عكستَ عليّ ذاك لأنني

كنتُ الحبيبَ إليك قبلَ تراني

ومن العجائب والزمانُ ملوَّنٌ

أن الدنُوَّ هو الذي أقصاني

خُبِّرتُكم تتناقلون محاسني

قبلَ اللقاء تناقل الرَّيحانِ

حتى اغتررتُ فزرتُكم وكأنني

كَلٌّ طَرقتُ بمنكِبَيْ ثهلانِ

وعرائسٍ لك عذرُها مهجورة

من عاتقٍ أهديتُها وعَوانِ

ما أُنشِدتْ كانت أشدَّ تعلُّقا

أبدا من الأقراط بالآذانِ

لو أُنِصفتْ لازداد ضِعفا حسنُها

ما أجلبَ الإحسانَ للإحسانِ

فتَلافَيَنْ فرطَ الجفاء فبعد ما

بُلَّتْ رُبايَ إذ السحابُ جفاني

جُدْ غائبا لي مثل جودك حاضرا

إني أراك على البعاد تراني

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما أنت بعد البين من أوطاني

قصيدة ما أنت بعد البين من أوطاني لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي