ما أنت تفعل في رضا الغضبان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما أنت تفعل في رضا الغضبان لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة ما أنت تفعل في رضا الغضبان لـ ابن هتيمل

ما أنتَ تَفعَلُ في رِضا الغَضبانِ

وَغَداً حَقيقَةُ بَينِ أَهلٍ البانِ

نيةٌ أذاعَ بِها الفَريقُ فَأَذعُنُوا

بِتَفَرُّقِ الجيرانِ والجيرانِ

فافزَع إلَى تَوديعَ قَلبِكَ واستَعِر

قَلباُ لِجِسمِكَ ما لَهُ قَلبانِ

ناجِز بِنَفسِكَ واحتَسِبها واطَّرِح

في الحُبِّ لَومَ فُلانَةٍ وَفُلانِ

إن صَحَّ وُدُّكَ فالهَوانُ كَرامَةٌ

مِنهُم فَنِلتَ كَرامَةً بِهَوانِ

وإذا رَضيتَ بِبَيعِ رُوحِكَ مِنهُمُ

بِرِضا الحَبيبِ رَبِحتَ بِالخُسرانِ

ذُو الأراكَةِ ذُو الأراكَةِ بَعدَما

رَحَلُوا وَلا الحَنّانُ بِالحَنّانِ

فَقِفي مَعي أَعطِ المَنازِلَ حَقَّها

فَسَبيلُ شَأني أَن يَبُوحَ بِشاني

يا ذاكِرَ الرَّيانِ كَرِّر ذِكرَهُ

عِندي فَبي ظَمَأٌ إلَى الرَّيانِ

هَل سَرحَةُ الوادي عَلَى عَهدي بِها

مُخضَّرَةُ الثَّمَراتِ والاَفنانِ

وَهَلِ النَّسيمُ الرَّطب يَحمِلُ ذَيلُهُ

نَفَحِاتِ ذاكَ الشّيحِ والحُوذانِ

وَذَوائبُ الأَثلاثِ تَرقُصُ إن هَفَت

مَرضَى الرّياحِ بِها عَلَى الغُدرانِ

وَأنا الفِداءُ لِمُرهَفٍ متَعَتِبٌ

نَسَخَ الوِصالَ بِآيَةِ الهِجرانِ

صَنَمٌ مِنَ الأَصنامِ يَعسُلُ عِطفُهُ

في المَشيِ في غُصُنٍ مِنَ الأَغصانِ

مُتَعَصفِرُ الوَجَناتِ يَفتِنُ خَدُّهُ

بِمَحاسِنِ الأَمواهِ والنّيرانِ

أكرَمتُهُ فَأَهانَني وَحَفِظتُهُ

فَاضاعَني وَأطَعتُهُ فَعَصاني

خُذ رُقيَةً لَكَ مِن أَساوِدِ شَعرِهِ

مِن عَقرَبٍ فيهِ وَمِن ثُعبانِ

لا تَأسَيَنَّ لِغائِبٍ أَفنَيتَهُ

فيما تُحِبُّ فَكُلُّ شَيءٍ فانِ

فالمالُ رِزقُ الوارِثينَ وَرُبَّما

سَبَقَت عَلَيهِ نَوائِبُ الحَدَثانِ

واحذَر أَخاكَ فَإن إخوَةَ يُوسِفٍ

باعُوهُ بِالأدنَى مِنَ الأثمانِ

عُدمُ الصَّديقِ أحَلَّ بي ما حَل بي

مِن عَيلَةٍ وَخيانَةُ الإخوانِ

اللهُ أَكبَرُ ذا المُظَفَّرُ يُوسُفٌ

هَذا المُعَظَّمُ والعَظيمُ الشّانِ

هَذا الَّذي فيهِ الَّذي قَد كانَ مِن

سَيفِ بنِ ذي يَزُنٍ وَمِن نُعمانِ

مَلِكٌ إذا رَوَيتَ مِنهُ رَأيتَهُ

مُلَكاً يُرَى في صُورَةِ الإنسانِ

وَتَراهُ إنساناً وَفيهِ فَضائِلٌ

تُعليهِ عَن بَشَرَيَّةِ الإنسانِ

مُتَواضِعٌ يَتَفَكَّهُ الجُلاّسُ مِن

أَخلاقِهِ العَطِرِاتِ في بُستانِ

مُتَسَربِلٌ بُردَ الخَلافَةِ حامِلٌ

ما لَيسَ يَحمِلُ ثِقلَهُ الثَّقلانِ

ذَهَبَ الخَلائِفُ وانقَضَت أَحكامُهُم

في الأَرضِ وَهُوَ خَليفَةُ الرَّحمَنِ

وَأغرُّ أَعقَبَ مِن وَديعَةِ صُلبِهِ

غُراً تَشابَهُ مِن أَغَرَّ هِجانِ

يا شَمسُ يا مَلِكَ البَريّةِ يا أَبا ال

مَنصُورِ يا ذا الحُسنِ والإحسانِ

أصبَحتَ لِلإسلامِ رُكناً ثابِتاً

والبَيتُ مَبنيٌّ عَلَى الأَركانِ

فَنَسخت حَسّان بنَ تُبَّعَ والَّذي

لاقَت جَديسُ وَطَسمُ مِن حَسّان

وَوَرِثتَ مَملكَةَ الأَوائِلِ حِميَرٍ

وَمَمالِكَ العُظَماءِ من كَهلانِ

وَسَعيتَ حَتَّى سَعي ذي القَرنَينِ لَم

يَلحَق بِسَعيِكَ أَوهُما سيّانِ

وَكَسَوتَ بَيتَ اللهِ أشرَفَ كِسوَةٍ

نُشِرَت عَلَيهِ وَكانَ كالعُريانِ

وَبَثَثتَ في الحَرَمَينِ مِن صَدَقاتِك ال

حَسَناتِ ما يُغني عَنِ الحِرمانِ

وَصَنَعتَ في عُثمانَ خَيرَ صَنيعَةٍ

لَمّا أَتاكَ المُصحَفُ العُثماني

تَوَّجتَ رَأسَكَ مِنهُ حينَ لَقيتَهُ

تاجاً شَريفاً لَيسَ كالتّيجانِ

وَأَتاكَ مِن ياسينَ أَضعافُ الَّذي

قَد جاءَ مِن أَلمُوتَ أَو أَسوانِ

وَعَميدُ مِصرٍ مِنكَ يَطلُبُ نُصَرَةً

وَأُخوَّةً في السِّرِّ والإعلانِ

والبَرُّ والبَحرُ استَتَبَّ خَراجُهُ

بِضَمانِ والٍ أَو بِغَيرِ ضَمانِ

وَكَأَنَّني بِكَ قَد أتَتكَ رِسالةُ ال

تَّسليمِ مِن بَرَكاتِ أَو خاقانِ

وَأَنَلتَ إبراهيمَ عفواً ما جَرَى

من قَبلِ عَفوِكَ في أَسيرٍ عاني

ما نالَهُ آلُ النَّبيّ وَلا بَنُو ال

عَبّاسِ قَبلُ وَلا بَنُو مَروانِ

وَصَفَحتَ عَنهُ وَقَد أَساءَ وَلَم تَزَل

تَهَبُ الإساءَةَ لِلمُسيءِ الجاني

طَمسَت مَكارِمُكَ المَكارِمَ كُلَّها

وَأذَلَّ دينُكَ ساِرَ الأَديانِ

فاعطِف عَلَى الحَمزاتِ واعلَم أنَّهُم

أَعوانُ صِدقٍ أَيَّما أَعوانِ

واخفِض لِداوُودٍ جَناحَكَ واغتَفِر

ما كانَ يا ذا العَفوِ والغُفرانِ

وَأقِلهُ عَثرَتَهُ وَرِشهُ وَإن هَفا

في الرَّأي أو زَلَّت بِهِ القَدَمانِ

فالأَمرُ يَفسُدُ ثُمَّ يَصلُحُ بَعدَ ما

يَأسٍ وَقَد يَتَحارَبُ الأَخوانِ

فَغَداً يُثيبُكَ في فِعالِكَ فاطِمٌ

وَمُحَمَّدٌ وَعَليُّ وَألحسَنانِ

يَمضي الزَّمانُ وَما شُفِعتَ لِسَيِّدٍ

يَثني ثَناكَ وما ثُنيتَ بِثاني

وَلَقَد وَزَنتُ بِكَ المُلُوكَ فَلَم أَجِد

مَلِكاً أَراهُ سِواكَ في الميزانِ

يا مُوحِشي بِالبُعدِ كَيفَ أضاعَني

مَن كا،َ يَذكُرُني وَلا يَنساني

فانظُر إليَّ فَقَد تَبَلبَلَ خاطِري

مِن ظَنَّ أهلِ البُغضِ والشَّنَآنِ

فَإذا رَأيتُكَ يا مُظَفَّرُ عادَ لي

فَرَحي وأَضحَكَني الَّذي أَبكاني

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما أنت تفعل في رضا الغضبان

قصيدة ما أنت تفعل في رضا الغضبان لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي