ما الذئب ما الصياد كانا قصدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما الذئب ما الصياد كانا قصدي لـ محمد عثمان جلال

اقتباس من قصيدة ما الذئب ما الصياد كانا قصدي لـ محمد عثمان جلال

ما الذئب ما الصَياد كانا قَصدي

وَما جَنَحتُ لَهُما بِودّي

وَإِنَّما البَخيلُ وَالطمّاع

بِالنَظم قَد ضَمَّتهُما الرقاع

وَكَم أَسوق القَول لابن آدم

في نصحهِ أَتعب قَلبي وَفَمي

وَهوَ عَلى جَمع الدُنى منكبُّ

كَأَنَّهُ بِها معنيّ صَبُّ

قُلت اِتئد وَأَنفق المَجموعا

وَأطفئِ اللَهيبَ وَالولوعا

وَاِسمَع نَصيحة هُنا مَرقومه

حرص النُفوس عادَةٌ مَذمومَه

حَتّى مَتى أَراك رُحتَ تجمع

وَبَعدها لا يُمكن التَمتُّع

إِن قُلت في غَدٍ فَرُبَ مَوتَه

تَأتيكَ مِن قَبل الغَداةِ بَغتَه

فَبادر اليَوم بِلا عِنادِ

وَاِسمَع حَديثَ الذئب وَالصَيّادِ

قَد خَرَج الصَيّاد ذاتَ يَوم

بَينَ نَخيلِ بَلَحٍ وَدَومِ

وَغابَ في الغابة نصف ساعَه

وَكانَ قَد أَحسَن في الصِناعَه

قابلَه فَحل مِن الغَزالِ

فَشَكَّهُ بِمفرد النبال

وَحالَما أَبصر فَحل الأَيِّلِ

أَوقَعَهُ بِالنَبل جَنبَ الأَوَّلِ

وَكانَ يَكفيهِ بِهَذا صَيدا

وَأَن يَقول مَهلاً أَو رُوَيدا

لَكن رَأى في سَيرِهِ خنزيرا

وَكانَ فَظّاً عاتِياً كَبيرا

أَنشب فيهِ نبلَةً مِن نبلِه

أَردَته لِلساعَةِ في مَحَلِّه

وَما اِكتَفى بِصَيدِه وَلا اِقتَنع

بَل شَرَهاً زادَ وَأَعماه الطَمَع

وَراحَ يَسعى فَرَأى حَمامَة

أَرادَ أَن يحرمها السَلامَه

وَرَكَّب النبلة في القَوسِ ضُحى

وَما دَرى الخنزير إِن كانَ صَحا

إِذ طَبعه إِذا أُصيب يُغشى

عَلَيهِ مِما ذاقَهُ في الأَحشا

ثُمَ يَفيقُ بَعد لِقواه

وَيَقتل القاتِل إِن رَآه

وَمُذ رَآه كرَّ مِثل الصاعِقَه

طَعَنه بِنابِهِ فَمَزَّقَه

وَماتَ فَوقَهُ وَقَد أَماتَه

وَبَلَغ المَقصود وَالشَماتَه

هَذا جَزاؤُهُ وَأَما الذيب

فَاِشتَدَّ مِن جوعٍ بِهِ اللَهيب

وَمَرَّ في هَذا المَحلِّ وَحدَه

يَرجو غَنيمَةً فَلاقى عِدَّه

وَقالَ ذي الأَربَعَة الكُلُّ لِيَه

وَلَيسَ كُلُّ وَقعَةٍ زَلابِيَه

آكل مِنها كُلَّ يَومٍ قِطعَه

وَلا يَصحُّ أَكلُ كلٍّ دفعَه

وَإِنَّما القَليل فَالقَليل

وَهَكَذا يَعتذر البَخيل

وَليَكُن اِبتِداء أَكلي في الوَتَر

لأَنَّ فيهِ أَثَرا مِن الزَفَر

وَهوَ مِن الأَمعاء لا مَحالَه

وَرُبَّما الأَمعاءُ مِن غَزالَه

وَأَمسك القَوس وَشَدَّ وَتَرَه

بِفَمِه وَالسَهمُ فيهِ لَم يَرَه

فَنَشَب السَهم وَقَلبه فَرى

وَلَم يَكُن يَنفَعُه ما وَفَّرا

وَهَكَذا في كُلِّ شَيءٍ تَمّا

إِن باتَ يَوماً اِستَحالَ سُمّا

عِندَ تَمام البَدر يَبدو نَقصُه

وَرُبَما ضَرَّ الحَريصَ حِرصُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما الذئب ما الصياد كانا قصدي

قصيدة ما الذئب ما الصياد كانا قصدي لـ محمد عثمان جلال وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن محمد عثمان جلال

محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي. شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده (1249 هـ 1833 م) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد. اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي. وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية، ثم عينه الخديوي توفيق (وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط. ولاقته المنية1898 م. له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.[١]

تعريف محمد عثمان جلال في ويكيبيديا

محمد عثمان يوسف جلال، شاعر ومترجم وأديب مصري من واضعي أساس القصة الحديثة والرواية المسرحية في مصر، وكان من ظرفاء عصره. ولد عام 1828 ببلدة «ونا القس» مركز الواسطى محافظة بني سويف بمصر، وتوفي بالقاهرة عام 1889م[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد عثمان جلال - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي