ما الموت وهو يلم بالأخلاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما الموت وهو يلم بالأخلاف لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة ما الموت وهو يلم بالأخلاف لـ جميل صدقي الزهاوي

ما الموت وَهوَ يلم بالأخلاف

إلا تراث جدودها الأسلاف

ما زالَ يسقينا دهاقاً كأَسه

دهر يكدِّر مرة وَيُصافي

شلت يد الساقي فقد دست لنا

سماً زعافاً في كؤوس سلاف

يا دهر إنك لَم تكن يوماً عَلى

طول اِصطِحاب بالخَليل الوافي

يا دهر أنت بقتل من أنجبتهم

أتلفت وُلْدك أَيما إتلاف

الكَون بحر تكثر الغَرقى به

من راسب في قعره أَو طافي

أمّا الَّذي عرف الحَكيم فإنه

سر عَلى رب الجهالة خافي

يَرجو بقاء حَياته في موته

وَالمَوت شيء للحياة ينافي

وَلَقَد رأَيت الدهر يرهف سيفه

فَعلمت ما يَبغي من الإرهاف

دنيا تناقض ما تجيء بنفسها

كَم مأتم تلقى بها وَزَفاف

وَالمَوت يأَتي هالكاً من نفسه

كالمَوت يأَتيه من الأطراف

المَوت لَيسَ بتارك أحدا وَقَد

يُبقي عليه وبعد ذاك يوافي

وَالقحف بعد المخّ قد أَبلى الثرى

أَجزاءه صدف من الأصداف

رام بقوس للقضاء تعددت

منها السهام تعدد الأهداف

وَهُناكَ نعمى لَو أَمُرُّ بفيضها

فأصيب منه للحياة كفافي

اللَيل يعقبه صباح مُثبتٌ

وَاليَوم يَتلوه مساء نافي

لَم يمنع الأقوام من إذعانهم

شمم من الأقوام في الآناف

المَوت من حق الحَياة لأهلها

ما فيه من ظلم ولا إجحاف

لكنما الرزء الملم بأمة

جلل لفقد الفذّ في الأوصاف

أخذت تعزي النيلَ فيه دجلةٌ

وَكِلاهُما ذو مدمع ذرّاف

أَيام إسماعيل لَم تكن اِنتهَت

بل إنه يحيا عَلى استئناف

ما المَوت للإِنسان إلا نقلة

وَحياة أَخلافٍ من الأسلاف

ما ماتَت الأسلاف موت حقيقة

بَل إِنَّها لتعيش في الأخلاف

الموت يوصلنا إِلى دار البلى

وَلَقَد تكون مقابر الأشراف

ما أَكثر الأشياع للنعش الَّذي

نَقلوه محمولاً عَلى الأكتاف

أَنا والأسى وَالشعر يوم وفاته

كنا معا كَثَلاثةٍ أَحلاف

وَلَقَد عددت القبر بعد نزوله

أحضانه من أَكرم الأكناف

يا قبر إسماعيل إنك كعبة

ما بالقَليل حجيجها لطواف

العَبقَريَّة فيك نازلةٌ فَهَل

بالعَبقَرية أَنت قل لي حافي

سيف بكف الدهر ماض غربه

من بعد سلٍّ رده لغلاف

قَد كنت تبصر فيه عند لقائه

ما شئت من أَدب زكا وَعَفاف

يا قبر إسماعيل حولك أُمَّة

تَبكي أديباً في ظلالك غافي

لَو كنت في مصر اِشتركت وإنما

بَيني وَبينك أبحر وَفيافي

كانَت بك الآداب تحكي جنة

غناء بعد تصوُّحٍ وَجَفاف

كنت الهزار لدوحها مترنماً

يَشدو عَلى اللَيمون والصفصاف

وَيح العنادِل إنها قد أعولت

في جنة الآداب بعد هتاف

الداء في كبرٍ أمضَّك نازِلاً

بصميم قلبٍ خافق وَشغاف

وَنضا عليك السيف يضرب مجهزاً

دهر فَلَم تجزع من السياف

إن كانَ داء المرء من أَيامه

عجز الطَبيب له عَن الإسعاف

بكت العيون عَلى مصابك غمة

وَبَكَت عليك فصاحة وَقوافي

كبر الَّذين قَد اِستخفوا بالردى

وَالحر أَجرأَهم عَلى اِستخفاف

طر للسماء فرب روح برة

طارَت بِغَير قوادم وَخوافي

فَهُناكَ قد تلقى فضاء واسعاً

فيه النجوم تعد بالآلاف

تتصعد الأرواح فَهي خَفيفة

لكنما الأجساد غير خفاف

يا نفس اسماعيل طيري وارفلي

فوق الأثير بثوبك الشفاف

وإذا وصلت إلى المَجرَّة فاضربي

فيها طرافاً فوق كل طراف

إني لآمل يا حمامة نفسه

أن لا تلاقي أَجدلاً فتخافي

فَهُناك أَقوام لغير تهضُّمٍ

وَهُناك أَحزاب لغير خلاف

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما الموت وهو يلم بالأخلاف

قصيدة ما الموت وهو يلم بالأخلاف لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي