ما بال دمعك لا يمازجه دم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بال دمعك لا يمازجه دم لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ما بال دمعك لا يمازجه دم لـ شرف الدين الحلي

ما بال دمعك لا يمازجه دم

هل بعد ذا خطب يُلِمُّ فيؤلم

فعلام تستبقي الدموع ذخيرة

ألحادث بعد المعظم يَعْظُم

هذا هو الرُّزء الذي ما بعده

من روعة لحلول خطب يدهم

لبست له الدنيا ثياب حدادها

فشعارها هذا الصباح المظلم

طُويت لمصرعه السماوات العلا

فانظر بعينك كيف تهوي الأنجم

فالبرق منشور الذوائب خافق

طرباً ووجه سحابه متجهم

فكأنما شرقت عليه رعوده

حُلَلاً وللأنواء دمع يُسْجَم

أين الذي كانت عتاق جياده

في السلم تسرج للعدو وتلجم

أين الذي قد كان يرضى سمره

مع أنها تشقى به وتحطم

أين الذي وقعاته مشهورة

في الروع حيث البيض حليتها دم

أين الرواق المشمخرّ ببابه

لبني الأماني كلَّ يوم موسم

سكنت فِرِنْجَةُ بعد ما ملئت به

رعباً بِبَتِّ الجيش وهو مسوم

يا خيبة الدنيا وفجعتها بمن

هي بعده من كل بعل أيم

غاضت ينابيع السماح وقد جرى

نوء الندى والعام أغبر أقتم

فلمن تصان الصافنات وتقتنى

سمر القنا والسابري المحكم

ما تم أعظم من تحمل عبئه

رُزْءٌ له في كل أرض مأتم

من للخطوب النُّكْب يا عيسى إذا

طرقت ومن للأمر بعدك يبرم

نكبت كتائبها لفقدك نكبة

لقسيها في كل قلب أسهم

إن كان حسن الصبر فيه مثوبة

فالحُزن في هذي الرزية أحزم

وهي الليالي كم بصدمة بأسها

قد ثُلَّ من عرشٍ وفُلَّ عرمرم

علقت بأسباب العماليق الأولى

فَهَوَتْ وأسلمها القضاء المبرم

لا تُخْدَعَنْ في هذه الدنيا التي

أَوْدَتْ جديسُ بها وبادت جُرهُم

ما أطبقت عن آل جفنة جفنها

إلا وهم بصروفها قد هوّموا

عصفت فراح مزيقيا برياحها

مزقاً وضلَّ عن النجاة الأيهم

وجذيمة استعلى الزحام به إلى

شماء لا يسمو إليها القشعم

لم ينفع النعمان يوماً بؤسه

ونعيمه ولمن تدوم الأنعم

فلئن مضيت كما مضى صوب الحيا

فغديرك العذب الموارد مفعم

فلقد رمى عن قوس رأيك عالم

يردي العدا فحمى العرين الضيغم

شِيدَتْ بداودٍ مبانِي دولة

تتهدَّم الدنيا ولا تتهدم

ما نالها إلا ليأمن خائف

ويُغَاثَ ملهوف ويُثْرِيَ مُعْدم

بالناصر انتصرت فليس لملكها

يثني عزيمته ولا يتندَّم

في حيث تزدحم المنى وأمامها

نعم مقسمة وأرض تلثم

والملك مقتبل الشبيبة كافل

بدوامه دهر يشيب ويهرم

يا وارث الملك الذي قد أحكمت

أسبابه فعراه ليست تفصم

أسراره محمية وسواره

ما رَاقَهُ في كفّ غيرك مِعْصَم

فاشدد بعمك أزر دولتك التي

أمنت به فهي الحطيم وزمزم

واضرب بسيف سعادة شاهية

بيديك لا ينبو ولا يتثلم

هو دونك البحر الخضم يحوط ما

أوتيت والطود الأشم الأيهم

فاسل بعظم مصابه لرزية

شنعاء طعم الصبر فيها علقم

فقد العزاء لها فماء دموعه

تجري ونار ضلوعه تتضرم

فلقد أُعِدَّ لما تسود به العدا

عزم يُنَبِّه والحوادث نوّم

فالملك ممنوع المعاقل دونه

أعمامك الغرّ الذين هم هم

فابذخ بطلعة دولة ميمونة

بادٍ عليها للسعادة مَيْسَم

سفرت عن الوجه الضويّ وأصبحت

لما ملكت ثغورها تتبسم

يا ابن الملوك السامقين مناقباً

ليست على غير السماح تخيم

أنا عبد دولتكم وغرسكم الذي

ما خانني في مدحكم يوماً فم

لا أشتكي دهري ويقظتك التي

أوتيتها بخفيِّ أمري أعلم

فبقيت مرجوّاً لكل عظيمة

فسعادة الإسلام أنك تسلم

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بال دمعك لا يمازجه دم

قصيدة ما بال دمعك لا يمازجه دم لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي