ما بت بالدمع فيه أشرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما بت بالدمع فيه أشرق لـ محمد شهاب الدين

اقتباس من قصيدة ما بت بالدمع فيه أشرق لـ محمد شهاب الدين

ما بت بالدمع فيه أشرق

إلا لخد زها وأشرق

غصن رطيب حلا جناه

وعز مجناه منذ أورق

ما مر بين الرياض يخطو

إلا انزوى غصنها وأطرق

يا خائضاً في حديث عشقي

دعني ببحر الغرام أغرق

لا تمرق السهم يا عذولي

فأسهم اللحظ منه أمرق

خرقاً لا جماع كل لاح

يقول إذ همت أنت أخرق

هيهات هيهات للتصابي

وقد علا الشيب منك مفرق

في عشقه غربت عيوني

وجفنها بالدموع شرق

ظبي رخيم أغن أحوى

يسبي النهى صوته المرقرق

جفونه لا تزال وسنى

وجفن عشاقه مؤرق

ما أفتر عن ثغره بليل

إلا وللصبح لاح مبرق

دون ارتشاف اللمى بفيه

دماء بنت الكرم تهرق

نبض ثناياه من سناها

تحسب أن الجمان أرزق

تظل تندى بماء ورد

شقائق الخد حين يعرق

لحاله العنبري أمست

حبة قلب المحب تسرق

واهاً لذا السارق المفدى

كيف إلى الخد قد تطرق

ما خاف عماره وولا من

عقرب صدغيه كان يفرق

وإذا أتى روضة ليجني

لم يك من ناره ليحرق

بقتلتي في هواه ظلماً

أفتاه زنجيه المزبرق

لكنني قد فزعت أشكو

إلى الحبيشي وهو أوفق

شيخ همام أجل حبر

بحر مزاياه قد تدفق

تجمعت فيه وهو فرد

فضائل شملها تفرق

تمت له حجة المعالي

وإن سعى غيره وحلق

عين العنايات حيث راعت

راعت ولم ترع من تملق

دون الحمى هضبة كؤود

صاعدها في الطريق يزلق

من أمها طالب افتراع

وليس كفؤاً لها تزحلق

كعبة قد علت وعزت

أركانها بالسنا تحلق

تطوف من حولها الأماني

كل بأستارها تعلق

وكم نفوس سموا إليها

فصادفوا الباب وهو مغلق

يا ليت شعري أهم ترجوا

خلقاً لما لم يكن ليخلق

أم هم قد استعجلوا فردوا

ولم ينالوا وعز إلا بلق

كلا بل الدهر قد تصدى

يريد رمي النهى بأولق

يا دهر مهما استطعت أنصف

فليس كل القود يطلق

رب خليق لمكرمات

بها سواه يكون أخلق

وكم بصير رأي خيالاً

قام له ناهضاً وحملق

ما كل برق يليه قطر

يا طالما خلب تألق

قد ترزق الحظ ذات نوم

ويحرم القصد من تقلق

يا واحداً جل عن نظير

وماجداً مجده محقق

فر بالمنى واغنم التهاني

بمنصب قد علاه رونق

فالحظ وافى يقول أرخ

أولى الحبيشي بذا وأليق

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما بت بالدمع فيه أشرق

قصيدة ما بت بالدمع فيه أشرق لـ محمد شهاب الدين وعدد أبياتها أربعون.

عن محمد شهاب الدين

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين. أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي