ما تم وشك البين حتى تيما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما تم وشك البين حتى تيما لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ما تم وشك البين حتى تيما لـ السري الرفاء

ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما

وأعادَ عِرفانَ السُّلُوِّ تَوَهُّما

فعَلامَ يَعْصِي الشَّوقَ مُشتاقٌ غَدا

طَوْعَ الصَّبابَةِ أو يُطيعَ اللُّوَّما

يا دارُ لو تَرَكوا الفؤادَ مُسَلَّماً

من حُبِّهِم ما عُجْتُ فيكِ مُسلِّما

بل لو أطاعَ اللَّومَ فيكِ مُتَيَّمٌ

ما كانَ فيكِ على الهَوى مُتَلَوِّما

لم يَبْكِ من حَذَرِ الوُشاةِ وطالما

وَشَّى بأَدْمُعِه رُباكِ ونَمنَما

أيامَ يَنأى القلبُ من حُرَقِ الهَوى

فإذا دَنَتْ منه خِيامُكِ خَيَّما

ما شيَّعَتْهُ بدَمْعِها مُقَلُ الدُّمَى

إلا وقد أبكَيْنَ مُقلَتَه دَما

قُضْبٌ تَميلُ فتستَميلُ متَيَّماً

ونواظِرٌ تَسجُو فتَشجُو مُغرَما

ومَهاً تُريكَ اللَّيلَ صُبْحاً مُشْرِقاً

بجمالِها والصُّبحَ ليلاً مُظْلِما

لمّا بَدا وجدي وكان مُكتَّماً

أَبْدَيْنَ وَجْداً كان فيَّ مُكَتَّما

ونَشَرْنَ مَطْوِيَّ المحاسنِ للنَّوى

فَأرَيْننا عُرْساً بذاك ومَأتَما

شرفاً بني فَهْدِ بنِ أحمَدَ إنَّكم

أوفى الملوكِ سماحةً وتكرُّما

حَكَّمْتُمُ المعروفَ في أموالِكُمْ

والخوفَ في أعدائِكُم فَتَحَكَّما

وعَلِمْتُمُ أنَّ المَكارِمَ رُتبَةٌ

مَن نالَها كانَ الكريمَ المُعلَما

فحذَتْ بها صِيدُ المُلوكِ وفاخَرتْ

بأبي الفوارسِ فانتَمَتْ حيثُ انتَمَى

بمُشَهَّرٍ في الجُودِ يَظْلِمُ مالَه

بنَوالِه فلو استطاعَ تَظَلَّما

ومُقَدَّمٍ جارَى الملوكَ إلى العُلى

فتأخَّرُوا عن شأوِهِ وتقدَّما

بأسٌ كَصَرْفِ الدَّهرِ أشرفَ فاعتدَى

وندىً كَصَوْبِ المُزْنِ صُوِّبَ فانهمَى

وإذا ارتدى بالسَّيفِ خَفَّ مَضاؤُه

وإذا ارتدى بالحِلمِ كان يَرَمْرَما

وإذا وَعى مدحاً تَبَسَّمَ ضاحِكاً

واهتزَّ كالرّمحِ انثَنى وتَقَوَّما

أَعدى الزَّمانَ صَنيعةً فأعادَه

جَذلانَ بعدَ عُبوسِه مُتَبَسِّما

وغدا أحقَّ بلُبْسِ أثوابِ العُلَى

والمَجدُ قد تركَ المُهنَّدَ مُحْرِما

فَلْيَهْنَه البُرْءُ الذي أبرى النَّدى

من دائِه وأراه سَعْداً مُنْجِما

وقَصائدٍ يُهدْي إليكَ بِقَصْدِها

فَرَحاً يَكونُ إلى السَّلامَةِ سُلَّما

يا أيها الملكُ الذي حازَ العُلى

لمّا تَقَسَّمَها الملوكُ تَقَسُّما

ألحقْتَ بي في الشِّعْرِ خِدْنَيْ لُكْنَةٍ

بَكَرا ورَاحا في البَلادَةِ تَوأَما

وأنا الذي دَبَّجْتُ لمّا ثَبَّجَا

وعُرِفْتُ بالإفْصاحِ لمّا استعجَما

أثريتُ في الشّرفِ القديمِ وأَعدَما

ونَطَقْتُ بالمَدْحِ الرَّصينِ وأُفْحِما

هذا ومَنْ أخَّرْتَ كان مُؤخَّراً

منا ومَنْ قدَّمْتَ كان مُقَدَّما

ما الناسُ إلا شاكراً لكَ نِعْمةً

جادَتْ يداك بها فجادَ وأنعَما

أو مادحاً وجدَ المديحَ مُسَيَّراً

ورأى الكلامَ مُصَدَّقاً فتكلَّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما تم وشك البين حتى تيما

قصيدة ما تم وشك البين حتى تيما لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي