ما جد السعي أتاه ما سعى له

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما جد السعي أتاه ما سعى له لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة ما جد السعي أتاه ما سعى له لـ مهيار الديلمي

ما جدُ السعي أتاه ما سعى لَهْ

ومُعانٍ طلبَ العزَّ فنالَهْ

وجوادٌ أطلقتْ أرساغَهُ

هممٌ تُبدِلُ بالريثِ العجالَهْ

فجري لم تَثنه دونَ المدى

سعةٌ الشوطِ ولا ضيقُ المجالَهْ

كلّما طال به ميدانُهُ

تمّ بالبعد وأجرَى في الإطالَهْ

ناشداً من حقّه عازبةً

ردّها اللهُ على طول الضلالَهْ

فانتهى والريحُ في أعقابه

حَيرَةً تسألُ مُجريها الإقالَهْ

يا بني أيوبَ بُشرَى أعظمٍ

لكُمُ من فوقها الأرضُ مُهالَهْ

وهَنَا أسلافَكم ما أعقبتْ

تلكم الأصلابُ من هذي السلالَهْ

بعميدِ الرؤساءِ اعتدلتْ

لكُمُ أعمدةُ المجد الممالَهْ

لم تزل مُديتُه حافرةً

في الكُدَى حتى صفَت هذي الزَّلالَهْ

رجعَ الحقُّ إلى أربابه

واحتبى في داره يعرفُ آلَهْ

يشكر الأقدارَ في أوبته

ويذمُّ البعدَ فيما كان عالَهْ

أنحلتْه بعدكم كلُّ يدٍ

لم تكن تُحسن في الغصب انتحالَهْ

جهلَت قدرَ معانيه فقد

رضِيتْ منه بأسماءٍ مُحالَهْ

أبصر القادرُ لمّا ردَّها

فيكُمُ أنّ الهدى فيما بدا لَهْ

ورأى أنوارَها من ظلِّكمْ

بعدَ بيت الجوْر في بيت العدالَهْ

والإمام المجتلَى من قبله

كنتُمُ أولى به ممن عنا لَهْ

لم تكونوا كالذي دبّ له

خَمَراً في مُلكه حتى أزالَهْ

ورأى القائمُ بالأمر غداً

أنكم أنصر أعضاداً وآلَهْ

عجمَ الناسَ فكنتم دونهم

يدَه تحمِلُ سيفاً ورِحالَهْ

فاجتبى منكم فتىً أيَّ فتىً

شفع الأصلَ بحزمٍ وأصالَهْ

لحِقَ العرقَ وزادت خطوةٌ

منه أعطتْ فوق ما تُعطي الفُضالَهْ

بأبي طالبَ ترتاحُ غداً

دولةٌ من ظاهرِ الجورِ مذالَهْ

يا وزير الخلفاء انهض بها

مثلما تنهض بالسيف الحِمالَهْ

كيف لا يشتاق أن تملأه

مجلسٌ وجهُك بدرٌ وهو هالَهْ

موقفٌ أنت أخوه وابنه

غلبَ الناسُ عليه بالجهالَهْ

رتبةٌ لم تقتعدْها غَلطاً

ومُقامٌ لم ترثْه عن كَلالَهْ

تجمُلُ الدنيا ومن فيها به

وعلى ذاك لقد كنت جمالَهْ

وهنيئاً لبسةٌ فضفاضةٌ

ذيّلوها لك من غير إذالَهْ

لبِسةٌ سوداءُ عباسيّة

تنطِق الروعةُ منها والبسالَهْ

من أديم الليل قُدّتْ هيبةً

لا ظلاماً ووقاراً لا ضلالَهْ

أطلع الأفقُ على دَيجورِها

شمسَه وجهَك والتبرَ هلالَهْ

خُلقتْ لونَ الشبابِ المشتهَى

وحكت خَطرتَه فيك وخالَهْ

وأعزّوها بأخرى وصَفتْ

روضَ وعساءَ جرى الماءُ خِلالَهْ

ترجِع الأبصارُ من أوطارها

حَيرةً عن قبَسٍ أو عن ذُبالَهْ

يمتريك الشكُّ في راصعها

أجْمدَ العسجدَ فيها أم أسالَهْ

ومنيفٌ لاحقيّ لو عطا

عُنْقَه يمسح بالطود لطالَهْ

نفضَ الرَّوسُ على أعطافه

صِبغةً لم تتعقّبها استحالَهْ

لا يَمسُّ الأرضَ إلا غلطاً

غيرَ أن يُعلِقَ بالترب نعالَهْ

نصَحَتْه مقلتَا جازئة

آنستْ بالرمل سهماً وحِبالَهْ

ومصيخان على نائية

بخفيّ الجَرْسِ حتى يوضِحا لَهْ

عجِبَ الناسُ وقد أُمطِيتَهُ

من غزالٍ فوقه وجهُ الغزالَهْ

مَنِحٌ كنتُ أرى آثارَها

بخفيّ الحدْسِ أو وحي الدلالَهْ

وانسكاب المزن من حيث انبرت

شقق البرق خِطافاً ومَخالَهْ

فتملّ العزّ واسحب ذيلَهْ

وارتبع روضتَه واسكن ظِلالَهْ

خطوةٌ ما للمنى من بعدها

مرتقىً يعطى سموّاً واستطالَهْ

وإذا لم يك أمر زائداً

فأدام الله هذا وأطالَهْ

وانطوى الدهر على أعقابه

والقضايا وهي لم تقض انتقالَهْ

وانتحال المدح يسرِي راكباً

كلَّ فتلاء ضمورٍ في الرحَالَهْ

دقّ فاستصعب ما تحملُهُ

وهي تحت الحِمل بزلاءُ جُلالَهْ

فاتت القولَ وزادت قدرةً

وقُوىً أن وجدت فيك مقالَهْ

للتهاني كلّ يومٍ فوقها

طارقٌ يوسع للشعر مجالَهْ

يجتليها منك كفءٌ عارفٌ

يأخذ القولَ ويعطينا فعالَهْ

يُسمِنُ العِرضَ ويُضوِي كفَّه

وحبيبُ العِرض من أبغضَ مالَهْ

فتغنَّمها وخذ من رزقه

حُلوَهُ المأكولَ عفواً وحلالَهْ

واحتمل من هذه تقصيرَها

ربّما كانت مع الطَّوْل الإطالَهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما جد السعي أتاه ما سعى له

قصيدة ما جد السعي أتاه ما سعى له لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي