ما حيلتي والنائبات عوادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما حيلتي والنائبات عوادي لـ أمين الجندي

اقتباس من قصيدة ما حيلتي والنائبات عوادي لـ أمين الجندي

ما حيلَتي وَالنائِبات عَوادي

وَالمُزعِجات رَوائح وَغَوادي

فَقَد الحَما بَعدَ الصَديق عَن الحِمى

وَتَحكُم الأَوغاد بِالأَمجاد

وَالغَدرُ مِن طَبع الزَمان فَلَم تَزَل

تَأتي عَجائِبُهُ بِضد مُرادي

قَلبي يُقلبه الغَرام عَلى لَظى

نارٍ وَطَرفي مكحل بِسُهاد

وَالدَمع يَضرم نارَ شَوقٍ بَثَها

في الصَدر فَقدُ تَصبرِ وَرُقاد

بَلغ الأَسا مني المَرام فَكُدتُ مِن

فَرط الضَنى أَخفى عَلى العَواد

مَن لَم يَصب أَحشاءَهُ سَهم النَوى

لَم يَدر كَيفَ تَقطَع الأَكباد

تَباً لِلَيلة بَيتنا فَكَأَنَّها

هِي وَالأَسى كانا عَلى ميعاد

حسد النَهار بِها الظَلام وَبازَها

حسد الغُراب وَكُلُ ذات سَواد

وَعَذرت وَرَقَ الحَي في تِذكارِها

لِلأَلف إِذ ناحَت عَلى الأَعواد

وَأَنا الَّذي مِن كُل نائِحَةٍ بَكَت

أَولى بِفَرط النَدب وَالتِعداد

عَهدي بِحمص حمص كُل مَحاسن

وَاليَوم حمص السوء وَالأَنكاد

عَهدي بِها وَالعَدلُ مَدَّ سَرادِقاً

لِلأَمن في أَكناف ذاكَ النادي

عَهدي بِمسجِها النَضير وَمائِهِ

وَعَبير طَيب هَوائِها المُتَهادي

أَرض زَكَت فَكَأن طينة تُربِها

عُجِنَت بِمسكٍ أَذفرٍ وَزباد

وَتُرابِها تبر وَفي حَصبائِها

دُرٌ بَدا لِمتاجرٍ ومهادي

وَبِفَضل ذياك الكَثيب وَأَهلِهِ

جاءَ الحَديث موضح الأَسنادِ

وَلِدَوحة المَيماس وَأَشوقي إِذا

لَعب النَسيم بِغُصنِها المياد

عَهدي بِأَهليها كَأَن وَجوهُهُم

مثل البُدور سَوافِراً بِبَواد

عَهدي بِها القُراء لا عَيبَ بِهُم

إِلّا فَصاحة نُطقِهم بِالضاد

عَهدي بِأَصحاب السُلوك تَحتَهُم

في السَير شدة شوقِهم لِلحادي

عَهدي بِأَهل اللَهِ في خَلواتهم

يَتَرَقيونَ عَواطف الجَواد

عَهدي بِجامِعِها الكَبير مَتى خَلا

مِن زُمرة العُلَماء وَالعِباد

وَخَطيبهُ عَبد الحَميد أَخو التُقى

وَالعلم وَالإِخلاص وَالإِرشاد

عَهدي بِها الطبيّ يَعبَق طيبُهُ

عَبد العِبادة مُصطَفى الزهاد

وَكِرامٌ أَشياخ شَغفت بِحِبِهُم

كانوا لِهَذا الدين خَير عِماد

أَغشى مَنازِلَهُم عَلى بُعد كَما

تَغشى الطُيور مَنازل الأَجواد

كانوا فَبانوا كَالبُدور شُروقهم

وَغُروبِهُم في ناظِري وَفوادي

لِلّه أَيّام مَضَت بِجوارهم

كانَت تَعد لَنا مِن الأَعيادِ

وَرَبيع عَيشي بِالمَسَرة أَخضَر

وَرِياض عُمري بِالشَبيبَةِ نادي

وَعَليَّ نعمٌ بِالتَودُد أَنعَمَت

لُطفاً وَسَعدي مسعد بِسُعادِ

إِذ سَلمت سَلمى القياد وَمَهَدَت

هِند المَحبة لي أَعَز مِهادِ

يا مَن تَولَتهُ العِناية فَاِغتَدى

ذا رَغبة في الدين وَاِستعداد

قُل لِلَّذين تَصيَدوا نسر الثَرى

تِاللَهِ ما نسر السَما بِمصادِ

وَالقائِدين بِمَكرِهُم أُسد الشَرى

هَيهات ما أُسدُ العُلا بِمقاد

إِن تَرصدوا بَدر الكَمال لِتمكروا

فيهِ فَإِنَّ اللَهَ بِالمِرصادِ

إِينَ الجَبابِرَة العُتاة وَمِن بَني

أَهرام مصر أَينَ ذو الأَوتاد

أَم أَين قارون وَما قَد حازَ مِن

مالَ وَأَين قَرى ثَمود وَعاد

أَينَ الَّذي قَد قالَ مِن طُغيانِهِ

الأَرض مُلكي وَالبِلاد بِلادي

أَم أَين عِنتَرة الشُجاع وَمالَهُ

في حَربِهِ مِن شِدَةِ وَجلاد

وَمَقالَهُ أَنا لا أَود أَخاً سِوى

درعي المَنيع وَصارِمي وَجَوادي

وَلَدَتهُم الدُنيا وَقَد أَكَلَتُهُم

فَمَضوا وَضَمتهُم بُطون وَهاد

فَعَلى اِبن آدم أَن يُحاسب نَفسَهُ

كَي يَستَعد لِهَول يَوم معاد

غَضب الإِلَه عَلى أُناس أَعلَنوا

في هَتك حُرمة عالم جَواد

حاوَلتُ نَفعَهُم هُناك فَحاوَلَوا

ضَري فَكُنتُ كَنافخ بِرَمادِ

وَأَطَلتُ في نُصحي لَهُم فاضلهم

رَب العِباد فَما لَهُم مِن هاد

مِن كُلِ غَمرٍ باحث في ظلفه

عَن حَتفِهِ مُتَنمردٍ مُتَماد

متلون كَتَلون الحِرباء في

أَبوابِهِ مِن كَثرة الأَحقادِ

وَحِمار قَوم حامل أَسفارِهم

قدامهم مِن غَير ما اِستنقاد

يُفتي بِلا علم وَلا عَقل وَلا

نَقل وَلا نَص وَلا اِستمداد

لا زالَ مَرفوع المَقام لِأَسفَل

بِتَقدمٍ نَحوَ الوَرى وَتحاد

حَتّى اِستَقَرَ بِهِ القَرار عَلى شفا

حَرفٍ مِن الإِضلال وَالإِلحاد

اللَهُ أَكبَر أَنَّها لِمُصيبَة

في الدين لا في المال وَالأَولادِ

يا مَن قَد اِشتَرو الضَلالة بِالهُدى

وَاِستَبدَلوا الإِصلاح بِالإِفساد

أَينَ الَّذي أَضحى يَبُث عُلومه

لِلنَفع متبعاً سَبيل رَشاد

مِن حامِلٍ ما جاوَزَت كَلِماتِهِ

شَفَتَيهِ بَل هِيَ مَحض سوء فَساد

هَل يَستوي بَحرٌ طَما وَقَلبيةٌ

شَحث وَريان الخَشى وَالصادي

أَم هَل تَقوم مَقام فصّالٍ عصا

أَم هَل يُقاس قُرنفلٌ يَقتاد

أَم هَل عَلى فَوق الأَسنة مركزٌ

أَم سابق الذَنب العنان الغادي

أَم كانَ إِبراهيم مفتينا يَرى

مُفتي حَليف سيادَةٍ وَسَداد

عَلّامة العُلماء دُرّة عقدهم

وَالطيب اِبن الطَيبِ المِيلاد

إِن قَالَ أَما بَعد تحسب أَنَّهُ

في دَرسِهِ العَلامة العبّادي

وَرِثَ الإِمام أَبا حَنيفة راوياً

ما قَد عَزاه لِشَيخِهِ حَمادي

فاقَ اِبن دِينارٍ تَقي وَديانة

حاشاه إِن يَخفى عَلى نقاد

يا عابد السنار رَب طَوارِقٍ

كانَت لاقبال السعود مبادي

لَم يَخرِجوك أَولو الضَلال عَن الحِما

بَل أَخرَجوا الدين الحَنيف البادي

هاجَرتُ مِن حمصٍ وَقَد خَلفتها

أَسَفاً تَعض بَنانَها وَتُنادي

ما فارَقَتكَ قلى وَلا زُهداً وَلا

بُغضاً وَلا لِمَخافة الحُساد

اللَهُ يَعلم إِنَّها مَرغومَةٌ

بِفُراق كَوكَب وَجهَك الوقاد

تَبكي الشَريعة لَوعةً وَتَحَسُراً

مِما تَخَلَلَها مِن الإِلحاد

وَالملة البَيضاء بَعدَ نَقائِها

وَصَفائِها لبست ثِياب حداد

وَالدَرس في دَرس وَأَعيُن طُرسِهِ

مَطموسة وَالدين في أَكماد

وَبِضاعة العُلَماء مِن فَرط العَمى

وَالجَهل مُلقاةٌ بِسوق كَساد

قَسَماً بِمَن وَلاك حُسن مَعارف

وَلَطائف جَلَت عَن التِعداد

لَو كانَ يَدفَع بِالتُراثِ عتوئهم

لَبَذلت دونك طارَ في وَتلادي

أَو كُنتُ لَو جاهدتَهُم وَخَرَجت عَن

نَفسي أَرد عِنادهم بِجهادِ

لَو أَن لي خِلّاً يَقوم بِنَصرَتي

لِأَريتُهُم باسي وَقَدح رنادي

لَكِنَّني بِاللَهِ أَدفَع شَرَّهُم

إِذ في يَديهِ قيادهم وَقيادي

كَم أَضرَمَت نار التَنَمرد قَبلَها

لايك إِبراهيم بِالإِيقاد

فَأَعادَها المَولى عَلَيك بِفَضلِهِ

بَرداً وَتَسليماً عَلى الأشهادِ

وَكَذاك خَير الخَلق جدك نالَهُ

هَذا العَنا وَالبوس غب تَنادِ

جحدت قُريشٌ شَرعَهُ لِعنادِها

كُفراً واصل الكُفر محض عِناد

وَلَقَد شَقوا بِخُروجهِ مِن مَكة

وَحِماهُ غارٌ خَصَ بِالإِسعاد

وَهُنالك الرَحمَن ظَفَّره بِهُم

وَأَعزَّه بِالنَصر وَالإِمداد

وَمِن السَعادة أَن تَرى لَكَ إِسوَة

بِجَنابِهِ فَهُوَ الرَسول الهادي

فَالجَوهَر المَكنون بِعدَ خُروجه

مِن بَحرِهِ يَفتَرُّ في الأَجياد

وَالبَدرُ يَكتَسب الجَمال بسيره

مِن غَربِهِ لِلشَرق يا اِبن وِدادي

وَكَذا القَواضب لَيسَ يَظهَر فَضلَها

إِلّا اِنتَضَت مِن الأَغماد

لَأَبدَع إِن أَسرى بِكَ المَولى إِلى

وادي الحُماةِ فَيا لَهُ مِن واد

فَكَأَنَّما ناداكَ في طَلَب العُلا

مِن حَضرَة الإِلهام خَير مُناد

يا غادياً يَبغي المَسير إِلى الحِمى

حَيَّتك سارية الحَيا مِن غاد

زُر بَيت باز الأَولياء فَإِنَّه

حرم الأَمان وَكَعبة القصاد

وَإِنزَل بِرَحبابي الشَريف المُرتَضى

شَيخ المَشايخ صاحب السجاد

وَاِخضَع لَدى اَعتاب حَضرة جَدِهِ

قطب الرِجال تَفز بِكُل مُراد

وَالثم يَداً بازية عُلوية

أَضحَت لَها فَوق السَماء أَياد

ذا الطاهر الآداب وَالأَثواب وَإِلّا

باء وَالأَبناء وَالأَجداد

وَأجلُّ مِن سنَّ التَواضع عَن عُلا

فَغَدا عَليَّ القَدر وَالإِسناد

عَن جَدِهِ مُذ نابَ في كَشف البَلا

نابَت حُماة الشام عَن بُغداد

يا مَن بِأَمر اللَهِ سرت لعكة

وَلَكَ التُقى وَالصُدق أَعظَم زاد

وَعَلَيكَ مِن حُسن التَوكل وَالرِضا

درعٌ تَقيك مَكايد الأَضداد

ضَحكت لِمقدمك السَعيد ثُغورها

تَرجو بِكَ اِستثمار غَرس وِداد

وَرَأى الوَزير بِكَ الدِراية وَالتُقى

فَغَدا لِرَبك مُعظَم اِستعقاد

وَحباكَ بِالتَقريب خَير مَكانَة

عَزَّت وَخَصَ عِداك بِالأَبعاد

وَلَقَد أَنالَك كُلَّما أَملَت مِن

عز وَتَأييد بِحُسن سَداد

وَأَعَزَ شَرع اللَهِ فيكَ وَأَنَّهُ

لَعَلى هُدىً مِن رَبِهِ وَرَشاد

وَرَجعت مَسرور الفواد تَميس في

خَلع الرِضا وَالعِز وَالإِمداد

فَلَنا البِشارة مَعشَر الإِسلام في

هَذا الجدي الباقي مَدى الآباد

فَاللَهُ أَعطى القَوس باريها الَّذي

يَرمي شَواظ الكُفر بِالإِخماد

وَأَعادَ فَوراً ماءَ عَين حَياتِنا

لِقَديم مَجراها التُركيّ النادي

وَمِن المُحتم أَن يَهني بَعضَنا

بَعضاً لِنَشكُر نِعمَة الجَواد

خُذها إَلَيك أَبا السَعيد بَديعةً

نالَت بِمدحك غاية الإِسعاد

شامية بَدَوية حَضَرية

تَهدي السُرور لِحاضر وَلباد

لَو شامَها قسٌ لَقس مِن الحَيا

وَغَدا يُدندن وَهُوَ مِن حُسادي

وَمِن القَليل لِمَدح ذاتك أَنَّهُ

بِالتَبر تَكتب ثُمَ لا بِمداد

لا يَحسَب المَغرور إِن كَلامَنا

شِعرٌ وَنَحنُ كَمَن يَهيمُ بِواد

بَل نَحنُ أَقوام نَصوغ مِن الهُدى

حكماً يَفوهُ بِها لِسان الشادي

وَأَمامَنا حنان قائِدُنا إِلى

جَنات عَدنٍ جاءَ بِالإِسناد

وَلَنا قَد اِستَثنى الإِلَه بِقَولِهِ

وَدَعا لَنا بِالنَصر أَكرَم هاد

وَالعَفو عَن كَعب أَجل كَرامة

إِذ خَصَهُ في بُردة الأَرفاد

وَأَنالَ نابِغَة المَديحِ بِقَولِهِ

السامي تمنّ عَلي كُل مُرادي

فَغَدا يَقول وَقَد أُجيز بِجَنة

بَلغ السَماءِ عَلاءُنا المُتَهادي

وَصَلوةُ مَولانا عَلى الروح الَّتي

حَلَت بِالطف أَشرَف الأَجساد

وَالآل وَالصَحب الكِرام جَميعَهُم

ما قَد صَبا رَكب الحِجاز الشادي

أَو ما أَمين الحُب صاحَ مِن النَوى

ما حيلَتي وَالنائِبات عَوادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما حيلتي والنائبات عوادي

قصيدة ما حيلتي والنائبات عوادي لـ أمين الجندي وعدد أبياتها مائة و أربعة و عشرون.

عن أمين الجندي

أمين بن خالد بن محمد بن أحمد الجندي. شاعر، من أعيان مدينة حمص، مولده ووفاته فيها، تردد كثيراً إلى دمشق فأخذ عن علمائها وعاشر أدباءها، ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة، فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين. له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي