ما دمت في سفن الهوى تجري بي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما دمت في سفن الهوى تجري بي لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة ما دمت في سفن الهوى تجري بي لـ ابن حجر العسقلاني

ما دُمتُ في سُفُنِ الهَوى تَجري بي

لا نافِعي عَقلي وَلا تَجريبي

بَرحَ الخَفاءُ بِحُبِّ مَن ولهي بِهِ

أَورى توقُّدَ مُهجَتي وَلَهيبي

يا عاذِلي أَوَ ما عَلِمتَ بِأَنَّني

لا أَسمَعُ المَكروهَ في المَحبوبِ

طرفي تَنَزَّه في الحَبيب وَمَسمَعي

عَن كُلِّ لَومٍ فيهِ أَو تأنيبِ

دَع عَنكَ ما تَهذي بِهِ عِندي فما

كُلِّفتَ إِصلاحي وَلا تَهذيبي

أَخطأتَ في عَذلي لأَنَّ مُصيبَتي

مِن سَهمِ طَرفٍ لِلفُؤادِ مصيبِ

ما كانَ أَعذبَ مُدَّةً مَرَّت لَنا

إِنّي لأَستَحلي بِها تَعذيبي

أَيّامَ لا رَوضُ الجَمالِ مُمنّعاً

عَنّي وَوردُ الخَدِّ كانَ نَصيبي

أَجني عَلَيهِ وَمِنهُ زَهر تَواصُل

لا أَختَشي مَعهُ دُنُوَّ مريبِ

عُوِّضتُ عَن قُرب نَوى وَعنِ الرِضى

سُخطاً وَما عَهدُ اللِقا بقَريبِ

يا مَن تَوَقَّفَ عَن زِيارَةِ صَبِّهِ

مِن خَوفِ واشٍ أَو حذارِ رَقيبِ

ماذا عَساهُم أَن يَقولوا بَعدَما

قَد أَبصَروا شَجني وَفرطَ نَحيبي

إِلّا إِشاعَتَهُم بِأَنَّكَ قاتِلي

صدقوا فَأَنتَ مُعَذّبي وَحَبيبي

فاِرفق بِمشتاقٍ بِحُبِّكَ مُفرَدٍ

يا صاحِبَ الحسنِ الغَريبِ غَريبِ

لَولاكَ ما قُلتُ اِسكُبي يا مُقلَتي

غَيثاً وَيا كبدي بِنارِكِ ذوبي

وَسقامُ جِسمي بِالبُكاءِ لَقَد نَما

من جريِ نَهرِ مَدامِعٍ وَصَبيبِ

وَضللتُ مَع عِلمي وَدَمعي ما هدا

وَطغى وَلَم تُطفِ الدُموعُ لَهيبي

دَمعي وَحَقِّكَ سائِلٌ قُربَ اللِقا

ماذا يُضرُّكَ أَن تَكونَ مُجيبي

بَيني وَبَينكَ في المَحَبَّةِ نسبَةٌ

فَاِحفَظ عهودَ تَغزّلٍ وَنسيبِ

ما أَنتَ في سعَةٍ وحِلٍّ إِن تَكُن

حَرَّمتَ وَصلَ المغرمِ المَكروبِ

قَد جُرتَ لمّا أَن عَدَلتَ لِغَيرِهِ

عَنهُ فَلَيتَ جَفاكَ بِالتَدريبِ

أَسرَفتَ في هَجري لِعلمِكَ أَنَّني

لَيسَ التَسَلّي عَنكَ مِن مطلوبي

وَاللَهِ ما لي مِن هَواكَ تَخَلُّصٌ

إِلّا بِمَدحِ المُصطَفى المَحبوبِ

الحاشِرِ الرَؤُوفِ الرَحيمِ العاقِبِ ال

ماحي رسومَ الشركِ وَالتَكذيبِ

ذي المُعجِزاتِ فَكُلّ ذي بصرٍ غَدا

لِصَوابها بِالعَينِ ذا تَصويبِ

كَالشَمسِ ضاءَت للأَنامِ وَأَشرَقَت

إِلّا عَن المَكفوفِ وَالمَحجوبِ

وَاِنشَقَّ بَدرُ التَمِّ معجزَةً لَهُ

وَبِهِ أَتاهُ النَصرُ قَبلَ مَغيبِ

وَبِفَتحِ مَكَّةَ قَد عَفا عمّن هَفا

فأتَوهُ بِالتَرغيبِ وَالتَرهيبِ

وَأَزالَ بالتَوحيدِ ما عبدوهُ مِن

صَنَمٍ بِرأيٍ ثابِتٍ وَصَليبِ

وَسَقى الطُغاةَ كؤوسَ حتفٍ عجّلَت

لِلمؤمِنينَ ذهابَ غَيظِ قُلوبِ

لَم يَحتموا مِن ميمِ طَعناتٍ وَلا

أَلِفاتِ ضرباتٍ بِلامِ حُروبِ

نَطَقَ الجَمادُ بِكَفِّهِ وَبِهِ جَرى

ماءٌ كَما يَنصَبُّ مِن أُنبوبِ

وَالعَينُ أَوردَها وَجادَ بِها كَما

قَد رَدَّها كالشَمسِ بَعدَ غُروبِ

وَلَكم مَناقِبُ أَعجَزَت عَن عَدِّها

مِن حافِظٍ واعٍ وَمِن حَيسوبِ

يا سَيّدَ الرُسلِ الَّذي مِنهاجُهُ

حاوٍ كَمالَ الفَضلِ وَالتَهذيبِ

أسرى بِجسمِكَ لِلسَماءِ فَبشَّرَت

أَملاكها وَحبَتكَ بِالتَرحيبِ

فَعَلَوتَ ثُمَّ دَنَوتَ ثُمَّ بَلَغتَ ما

لا يَنبَغي لِسواكَ مِن تَقريبِ

وَخُصصتَ فَضلاً بِالشَفاعَةِ في غَدٍ

وَمَقامِكَ المَحمودِ وَالمَحبوبِ

وَالأَنبياءُ وَقَد رُفِعتَ جَلالَةً

في الحَشرِ تَحتَ لِوائِكَ المَنصوبِ

يَحبوكَ رَبُّكَ مِن مَحامِدِهِ الَّتي

تُعطى بِها ما شِئتَ مِن مَطلوبِ

وَيَقولُ قُل تَسمَع وَسَل تُعطَ المُنى

واِشفَع تَشَفَّع في رَهينِ ذُنوبِ

فَاِشفَع لِمادِحِكَ الَّذي بِكَ يَتَّقي

أَهوالَ يَومِ الدينِ وَالتَعذيبِ

فلأَحمَدَ بنِ عَليٍّ الأثريّ في

مأهولِ مَدحِكَ نَظمُ كلّ غَريبِ

قَد صَحَّ أَنَّ ضَناهُ زادَ وَذنبهُ

أَصلُ السقامِ وَأَنتَ خَيرُ طَبيبِ

صَلّى عَلَيكَ وَسَلَّمَ اللَهُ الَّذي

أَعطاكَ فَضلاً لَيسَ بِالمَحسوبِ

وَعَلى القَرابَةِ وَالصَحابَةِ كلّهم

ما أُتبِعَ المَفروضُ بِالمَندوبِ

مِن كُلِّ بَحرٍ في الفَضائِل مُهتَدٍ

بِالحَقِّ بَرٍّ بالعفاةِ أَريبِ

ما أَطرَبَت أَمداحُهم مُدّاحَهُم

وَاِشتاقَ مَهجورٌ إِلى مَحبوبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما دمت في سفن الهوى تجري بي

قصيدة ما دمت في سفن الهوى تجري بي لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي