ما سره أن ذاع من أسراره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما سره أن ذاع من أسراره لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ما سره أن ذاع من أسراره لـ السري الرفاء

ما سَرَّهُ أن ذاعَ من أسرارِه

ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه

تأبى العبارةُ عن هواه فينبري

جفنٌ يعبِّرُ عنه في إستعبارِه

أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به

حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه

أنَّى يكونُ القصْدُ شيمةَ وَجْدِه

يومَ النَّوى والجَورُ شيمةُ جارِه

هل يُنْجِدَنَّ فريقُ نجدٍ بعدَما

غارَتْ نجومُ الحُسنِ في أغوارِه

نُهدي التحيَّةَ منهمُ لمحجَّبٍ

عَبَراتُنا أبداً تَحيَّةُ دارِه

وضعيفِ عَقدِ الخَصرِ رابٍ ردفُهُ

ظَلَمَ الجمالَ نِطاقُه لإِزارِه

ومُوَدِّعٍ ظَفِرَتْ يَداه بمهجتي

فمضَى ونَضْحُ دمي على أظفارِه

أقصرْتُ عن ذِكْرِ السُّلُوِّ وقصَّرَت

هِمَمُ العذولِ فَزَادَ في إقصارِه

وغَنِيتُ بالساقي الأَغَنِّ لأنه

وِزْرٌ يَزيدُ الصبَّ من أَوزارِه

ظَفِرَتْ يَداهُ بمُهجَةِ الدَّنِّ الذي

غَبَرَتْ وديعةُ صدرِه وصِدارِه

فصباحُها من ليلِه ونسيمُها

من تُرِبه وعقيقُها من قارِه

قلْ للعذولِ إليكَ عن ذي عُدَّةٍ

ما ثارَ إلا نالَ أبعدَ ثارِه

صِلُّ القَريضِ إذَا ارْتَوَتْ أَنْيَابُه

من سُمِّه قَطَرَتْ على أشفارِه

لو أنَّه جارى عتيقَي طَئِّ

في الحلْبَتَيْنِ تَبرقَعا بغُبارِه

ما زالَ يُنجِدُهُ ابنُ فِهدٍ ناصراً

حتى أعادَ الدَّهرَ من أنصارِه

جاورْتُ منه غَزيرَ جَمَّاتِ النَّدى

والبحرُ يُغْني جارَه بِجوارِه

وأغرَّ ما طَلَعَتْ أسِرَّةُ وَجْهِه

إلا استسرَّ البدرُ قبلَ سَرارِه

مثلَ الشِّهابِ محرِّقاً أو كاسفاً

ظُلَمَ الخُطوبِ بنُورِه أو نارِه

أو كالحُسامِ إذا مضَى في مَشهَدٍ

شَهِدَتْ مَضارِبُه بعُتْقِ نِجارِه

أو كالرَّبيعِ الطَّلْقِ واجهَ قَطْرُه

وجهَ الثَّرى فاخضرَّ من أقطارِه

خُلْقٌ سهولُ المَكرُماتِ سهولُه

وتوعُّرُ الأيَّامِ من أوعارِه

إن لاحَ فهو الصُّبحُ في أثوابِه

أو فاحَ فهوَ الرَّوضُ في نُوَّارِه

نَزَلَتْ على حُكْمِ القَنا أعداؤُهُ

لمَّا أشارَ إليهمِ بِشَرارِه

وارتدَّ مَنْ جَاراه مُضمِرَ حسرةٍ

لمَّا جرَى للمَجدِ في مِضْمارِه

عَزْمٌ يَذُبُّ عن العُلا بذُبابِهِ

أبداً ويَحمي عِزَّها بغِرارِه

ومكارمٌ تُعْلي ذُرى أطوادِه

في الأزدِ أو تُذْكي سَنا أقمارِه

يا خِيرةَ المجدِ الذي وَرِثَ العُلى

من فَهْدٍ الأدنى ومن مُختارِه

بَكَرَ الثَّناءُ عليك فاخلَعْ عُونَه

والبَسْ جديدَ الحَلْيِ من أبكارِه

واسلَمْ فقد سَلِمَتْ خِلالُكَ كلُّها

من عُرِّ أخلاقِ اللئيمِ وعارِه

وتَحلَّها من عائذٍ بك واثقٍ

دهراً سهامُ الظُّلمِ في أوتارِه

ألبَسْتَه بُرْدَ الغِنى وسَلَلْتَه

من عُدْمِه فانسلَّ من أطمارِه

قد كان هِيضَ جَناحُه فجَبَرْتَه

بنَداكَ حتّى طارَ في أَوطارِه

فجفَى المَواطِنَ والأحِبَّةَ ناسياً

مَنْ لا يُفيقُ الدَّهْرَ من تَذْكارِه

لولا ربيعُ نَوالِكَ الغَمرِ النَّدى

ما كانَ يَذهَلُ عن ربيعِ ديارِه

نشرَ الثناءَ فكانَ من إعلانِه

وطوَى الودادَ فكان من أَسرارِه

كالنَّخلِ يُبْدي الطَّلْعَ من أثمارِه

حيناً ويُخفي الغَضَّ من جُمَّارِه

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما سره أن ذاع من أسراره

قصيدة ما سره أن ذاع من أسراره لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي