ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
أبيات قصيدة ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا لـ محمد سعيد الحبوبي

ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
كلا ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسمت رسماً في منازلهم
ولا تطلعت برقاً بالغضا لمحا
أني وقد بت والآمال طوق يدى
أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطما
فليست الشهب إلا لؤلؤاً طفاحا
والبدر زورق تبر راح يحمله
نهر المجرة ينحو فيه حيث نحا
ترى الشقائق فيها وهي جمر غضا
يزيده الماء وقداً كلما سفحا
فاعجب لجمر يذكي الماء شعلته
والماء يطفي لهيب الجمر ما نضجا
يحمر خد ثراها من شقائقه
كأنما قبلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه
للنرجس الغض طرف كلما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج
مهفهف القد في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق
في وجنة الورد من بدر السما رشحا
أما تراه لآل بات ينظمها مسرى
الصبا وبها غصن النقا اتشحا
فيا لها روضة لو كان يرمقها
طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
فلست أدري أأملي فيهم غزلاً
لما رأيتهم أم أنشئ المدحا
محمد الحسن الزاكي عميدهم
أكرم بذي حسب كالشمس رأد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا
ومدرقى متنها اهتزت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته
بها يرد جماح الدهر ماجمحا
فليهنئ الكرخ من علياه في ملك
غلامه الدهر يجري حسبما اقترح
مخائل الجود لم تخلب ببارقة
وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه مادمت فهو فتى
كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيها القمر المرخي أشعته
تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك در قصيد رصفته يدا
فكر بغير رياض الود ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى
مسرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلاً لفوزي في مديحكم
لكنني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأفق أجمعها
مدائحاً لك لاستقللها مدحاً
فهاكها جملاً أعيت مفصلها
فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علاً لكن لتبلغني
منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه
للناظرين له عن مدح من مدحا
شرح ومعاني كلمات قصيدة ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
قصيدة ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن محمد سعيد الحبوبي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]
تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا
السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد سعيد الحبوبي - ويكيبيديا