ما ضره يوم النوى لو ودعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما ضره يوم النوى لو ودعا لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

اقتباس من قصيدة ما ضره يوم النوى لو ودعا لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

ما ضَرَّهُ يَومَ النَّوى لَو وَدَّعا

وَأَزاحَ عَن ذاكَ الجمالِ البُرقُعا

بل ما عَلَيهِ لو سَقى مِن ريقِهِ

ذا غُلَّةٍ بسِوى اللمى لَن تُنقَعا

يا هَل تُرَاهُ رَأى التَّحَجُّبَ خَشيَةً

مِن أَن أَراهُ لَدى الفِراقِ فَأَجزَعا

تفديهِ مُهجَتِيَ العزيزةُ إِذ غَدا

حَذَراً مِنَ الرُّقبا يُفيضُ الأَدمُعا

إِذ قُلتُ ما أَقساكَ قَلباً قالَ دَع

هَذا فَقَلبي لِلفِراقِ تَصَدَّعا

واهاً لهُ مِن ظَبيِ إِنسٍ لَم يَزَل

قَلبي لهُ دُونَ الجَآذِرِ مَرتَعا

حفِظَ الإِلهُ عُهُودَهُ مِن شادِنٍ

لِلعَهدِ مُنذُ عُلِّقتُهُ ما ضَيَّعا

وَسَقى معاهِدَة الغمام وَعَهدَهُ

غَيثُ السُّرورِ المُرجَحِنُّ فَأمرَعا

قُم يا رَفِيقي وَاسقِنِي يَمَنِيَّةً

أَزكَى مِن الوَردِ الذَّكِيِّ وَأَضوَعا

وَأَدِر عَلَينا مِن جَناها قَهوَةً

حَمراء تَستَصبِي العَفِيفَ الأَورَعا

بِكراً تُعِيرُ الكأسَ لَونَ مُتَيَّم

فَتَخالهُ بِجَمالِها مُتَوَلِّعا

وَتَعال غَنِّ لَنا بِسُكّانِ الحِسا

وَأَعِد لَنا ذِكرَ الفَريقِ مُرَجِّعا

لَهفِي عَلَيهِ مَربَعاً فَلَكَم حَوَى

بَدراً بِلَيلِ الشعرِ ظَلَّ مُقَنَّعا

وَلَكَم بِهِ مِن غادَةٍ وَهنَانَةٍ

كَالشَّمسِ لَكن لِلوَرَى لن تَطلُعا

مَحجُوبَةٌ بِظُبا المَواضِي وَالقَنا

تَقِفُ الأَمَاني عَن هَواها ظُلَّعا

حَوراءُ واضِحَةُ الجَبينِ خَريدَةٌ

يَغدُو الحلِيمُ بِها مُعَنّى مُولَعا

لَميَاءُ تبسَمُ عن جُمَانٍ واضِحٍ

مِن حولِهِ وَردُ الشَّبِيبَةِ أَينَعا

هَيفاءُ تَعثُر إِن مشَت في مِرطِها

خجَلاً وَتَبخَلُ بِالسَّلامِ تَمَنُّعا

أغلَت عَلى غَيري الوصالَ وَإِنَّني

عاطَيتُها كأسَ التَّواصُلِ مُترَعا

يا صاحِبَيَّ ذَرا المَلامَ وَخَلِّيا

عَينَيَّ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ تَدمعَا

إِنّي عَقدتُ مَعَ الغَوَانِي في الهَوى

عَهداً وَلَستُ لِعَهدِهِنَّ مُضَيِّعا

يا راكِباً خَلِّ الأَراكةَ يمنَةً

وجُزِ الفَلاةِ وجُز سلاماً مُسرِعا

وَإِذا وَصلتَ إِلى الهُفُوفِ فبَلِّغَن

عنِّي التَحِيَّةَ ساكِنِيهِ أَجمَعا

وَاعدِل لربعِ الرِّفعَةِ الغَرّا وَقِف

فِي سُوحِها مُتَذَلِّلا مُتَخَضِّعا

وَاقرَ السَّلامَ بدُورَ تِمٍّ أَوطنُوا

عَرَصاتِهِ فَغَدا بِهِم مُتَرَفِّعا

وَاختَصَّ مِنهُم بِالتَّحِيَّةِ ماجِداً

فاقَ الكرامَ تَفَضُّلا وَتَوَرُّعا

ذا الفَضلِ راشداً الهُمامَ أَبا الثَّنا

العالمَ الحَبرَ البَليغَ المِصقَعا

الأَوحَد النَّدبَ الأَجَلَّ فَتى العُلا

الحازِمَ اليَقِظَ الهِزَبرَ الأَدرَعا

طِرفٌ كَرِيمُ الوالِدَينِ مُقابلاً

مِن دَوحَةِ الشَّرَفِ الجَليلِ تَفَرَّعا

حُلوُ الشَّمائِلِ أَريَحِيٌّ سيِّدٌ

نالَ العُلا في الدينِ وَالدُّنيا مَعا

ذُو هِمَّةٍ سَمَتِ السِّماكَ وَسُؤدَدٍ

لبَّتهُ أَبكارُ المَعالِي إِذ دَعا

وَمَهابَةٍ تُغنِيهِ عَن أَنصارِهِ

وَجَلالَةٍ قَد أَذكَرَتنا تُبَّعا

وَإِذا تَصَدَّرَ في النَّدِيِّ رأيتَهُ

بَدراً وبَحراً لِلجَواهِرِ مَجمَعا

ذاكَ الَّذي إِن قالَ أَنهَلَ نطقُهُ

لُبّاً وشنَّفَ بِاللآلي مَسمَعا

وَاذكُر لهُ عَنِّي غَراماً بَعضُهُ

لَو كانَ يَحمِلُهُ ثَبيرٌ ضُعضِعا

فارقتُهُ مُتَوَجِّعاً لِفِراقِهِ

ورَحلتُ عنهُ باكِياً مُتَفَجِّعا

وَمِنَ العَجائِبِ نَصِّيَ القُلُصَ الَّتي

تَنأَى بِنا عَنهُم وَتُقصِي الموضِعا

هَيهاتَ ما اختَرتُ الرَّحيلَ وإِنَّما

نادَى بِنا داعِي القَضاء فأَسمَعَا

وَأَزِمَّةُ المَقدُورِ تَقتادُ الفَتى

وَلذاكَ مَحتُومُ القَضا لَن يُدفَعا

فَعَسَى مِن اللطفِ الإِلَهِي نَفحَةٌ

أُضحِي بِها بِجمالِكُم مُتَمَتِّعا

وَعَسَى أُوَيقاتُ الفِراقِ قَصيرَةً

وَعَسى أُسَرُّ بجَمعِ شَملٍ صُدِّعا

وعَلَيكُمُ مِنّي سَلامٌ رائِقٌ

في طَيِّهِ سِرُّ الصَّبابَةِ أُودِعا

ما ناحَتِ الوَرقا سُحَيراً أو حَدا

حادِي الرِّكابِ وَما حَبيبٌ وَدَّعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما ضره يوم النوى لو ودعا

قصيدة ما ضره يوم النوى لو ودعا لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عبد العزيز بن حمد آل مبارك

عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم. ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء. حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة. وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت. توفي في الأحساء. له: تدريب السالك.[١]

تعريف عبد العزيز بن حمد آل مبارك في ويكيبيديا

عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940) فقيه مالكي ومدرس ديني وشاعر سعودي. ولد في الهفوف في الأحساء. أقام في مكة والمدينة‌ مدّة من الزمن، ثم اتصل بأعلام الأدب والسياسة في دول الخليج العربي. عيّن مدرساً بمدرسة الأحمدية في دبي بعد افتتاحه في 1912 وهو أول معلم لها. ثم زار البصرة وسكنها مدّة، واتّصل بأدبائها وتزوّج فيها، ثم زار الكويت بدعوة من أميرها، ودرّس في المدرسة المباركية. له كتاب في الفقه سمّاه تدريب السالك في فقه الإمام مالك وله مجموعة شعريّة زادت على ألف بيت.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي