ما ضر من ألف القطيعة لو شفى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما ضر من ألف القطيعة لو شفى لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ما ضر من ألف القطيعة لو شفى لـ شرف الدين الحلي

ما ضرَّ من ألف القطيعة لو شفى

صَبّاً يبيت من الغرام على شفا

يترى بلحظ بين هُدْب جفونه

نبل أظلّ لوقعه مستهدفا

وسنان ما طرف السنان كطرفه

فتكاً إذا هزّ القوامَ مثقفا

وَلِيَ القلوب فسار سيرة ظالم

فيها وخطّ له العذار ملطفا

هزت روادفه كثيباً أهيلاً

وثنت معاطفه قضيباً أهيفا

فاختال لما اغتال قلبي طرفه

هل كان إلا مثله مستضعفا

أنفقت كنز مدامعي في حبِّه

حتى غلا من لام فيه وعنفا

ولبست ثوب السقم أصفر مصمتاً

لما اكتسى برد الجمال مُفَوَّفا

أمذيب قلبي كفَّ عنه يد الأسى

فبه من الوجد المبرح ما كفى

أيسوغ عندك نهر سائل أدمعي

ولقد عهدتك راحماً متعطّفا

غادرت خدي بالدموع مخضّباً

وتركت قلبي بالهموم معنفا

أوما ترى جمع الغرام ومقلتي

ترمي الجمار ففيم قلبك كالصّفا

ولقد رأيت حطيم صبري لائذاً

بالعفو منك أما خشيت الموقفا

بالله لو أسعفتني بزيارة

ومآل أمرك أن ترقَّ وتسعفا

لجعلت ألزم معطفاً لا ينثني

يوماً إلى عطف وألثم مرشفا

وأرى دليل قبول صومي أنني

من فيك أرتشف الشَّمول القَرْقَفَا

مثل ارتشافي الترب شكراً للذي

أهدى إلى حلب المليك الأشرفا

ملك أتاها في اقتبال سعادة

أذنت لطرف معاند أن يُطرِفا

فلأجلها اكتست الأباطح والربا

وشياً من الروض الأريض مزخرفا

وسرى النسيم على الغصون معرضاً

فيها لوُرق حمامها أن يهتفا

فافترَّ ثغر البرق حتى خلته

ينضو على أعلام جوشر مرهفا

فكأنما كانت على بعد المدى

تبدي إليك تشوقاً وتشوفا

آنست يا موسى بها نار الهدى

فأتيت من شوق إليها موجفا

وحللت بالوادي المقدس قابساً

نور التلاقي والدنوّ فلا انطفا

والجوُّ أبلج قد تجلّى نوره

وانجاب من ظلم المنى ما أسدفا

فلك اليد البيضاء يَخْلُفُ جودها

وعد السحابة بالحيا أن أخلفا

وافيت عن شوق فذاك وقلَّ من

يجري مداك إذا سموت إلى الوفا

فتباشرت حلب بمقدمك الذي

هو مدّ ظلّ سرورنا حتى صفا

وغدا غياث الدين مبتهجاً بها

بشرى كأن الله أحيا يوسفا

ملك نضا من غمده سيفاً به

أعيا صروف الدهر أن تتصرفا

ذو عزمة نهضت وخَلَّتْ خلفها

من رام غاية شأوها متخلفا

أنى يخاف الدين زيغاً بعدما

نجد الحسام جليسه والمصحفا

يغشى الملوك على تباعد دارها

بيضاء مخضبة وسمراً نُحَّفا

فيعيد طرف النجم نقع جياده

والمشرعات السمر أكحل أَوْطَفَا

يا ابن الذي بجياده وجهاده

عادت بلاد الشرك قاعاً صفصفا

خلط الشجاعة بالندى فحسامه

لمن اعتدى وسماحه لمن اعتفى

اليوم كَفَّ عن الجدال منغصاً

من كان طَوَّلَ في المقام وسوفا

والملك قد قرت قواعده بكم

مذ غرتم بشموسه أن تُكْسَفَا

فبقيتم يرعى الرعية عدلكم

ويذبُّ عن دين النبيِّ المصطفى

ما غردت أَيْكِيَّة أو مَيَّدت

كفّ النسيم من الأراكة معطفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما ضر من ألف القطيعة لو شفى

قصيدة ما ضر من ألف القطيعة لو شفى لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي