ما عبقر بقدير أن يصوغ هوى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما عبقر بقدير أن يصوغ هوى لـ زكي مبارك

اقتباس من قصيدة ما عبقر بقدير أن يصوغ هوى لـ زكي مبارك

ما عبقرٌ بقدير أن يصوغ هوى

كمثل روحك يا بلبال أحلامي

طابت لقلبي الليالي بعد ما عصفت

وأزهرت بك في الأيام أيامي

عيناك ترسل بالأقباس صافية

كالزهر يشرق في آصال نيسان

إن السننا من سناها قد أثار دمي

عيناك يا فاتني بالحسن عينان

كأس الرحيق صدعته

وللربيع وهبتُه

رحيق روحي عرفتهُ

صهباء ذاك الرضاب

معايب هذا الزهر أن فنونهُ

صبايا غرامٍ لا يقمن على عهدِ

لكل فتىً منه نصيبٌ كأنه

وليد تناجيه النواظر في المهد

يحوم عليه العاشقون وإنهم

لأمهر خلق اللَه في صنعة الصيد

أتيت لهذا الزهر أبغى وصاله

فأظهر ما عند الحرائر من كيدِ

ومن أنت يا زهر الربيع ولم تكن

سوى وجنة مقبوسة النار من وجدى

صباياك يا زهر الربيع كثيرةٌ

وأفتكها ما يؤذن العين بالسهد

تمنيت لو أني اعتصرت خدودها

جميعا لأحيا بالعصير من الورد

وهل في حياة المرء إلا لحيظةٌ

إذا لطفت كانت شراباً من الخد

سلوا زهرة التفاح عما تريده

ستنجب مولوداً له صورة النهد

سلوا الأقحوان الغض عما يرومه

فإن لم يجب طوعاً فأخباره عندي

شقائق بيض باكيات من الندى

لها عند أهل العشق حظ من الود

يعدّونها عدّا عساهم يرونها

تخبرهم أن الحبيب على وعد

سلوا زهرات يجهل الناس وسمها

وينسون ما تسديه للنيل عن عمد

أزاهير مصر لا تعدّ وإنها

لأخطر من أن يشتارها المرء بالعد

سلوا شعراء النيل عما أصابهم

من الحقد في عصر يعيش على الحقد

يريد دسوقي أن ينوه باسمهم

بحفل كزهر الغار في ساحة المجد

أديبٌ أباظيّ كريمٌ سميذعٌ

يجنّ من الآداب أضعاف ما يبدى

ولكننا من عبقر إن عبقراً

له في مغازيه الوف من الجند

إذا الوزراء استحمدوا الناس فضلهم

فإن جمال الشعر غان عن الحمد

ملكنا بأسرار البيان وسحره

ممالك منها جبهة الأسد الورد

خلعنا على الدنيا الجمال فأصبحت

طرائف من نسج اليمانين للبرد

وصلنا فصيرّنا الوجود كريهةً

تشبّ لظاها في الوغى اسيف الهند

إني إلى الورد عدت

وفي حماه نزلت

أصليته نار قلبي

فراعهُ ما صنعتُ

فالجمر في وجنتيه

مما عليه خلعتُ

من اللظى بات يشكو

يا ليتني ما فعلت

قد يقفر القلب والروض المحيط به

يزدان بالورد والسوسان والآس

لا يزهر القلب إلا يوم يحرسه

روح جميل لأجراح الجوى آسى

ما قيمة الزهر ترنو لي لواحظه

إن لم يجد بلماه ذلك القاسى

أراه في كل حسن يستهام به

بين الخلائق من جنّ ومن ناس

متى تعود وللأكواب وسوسةٌ

من فورة الراح يا وسواس وسواسى

هذا مثالك في يوم من دون ضحى

وأنت أجمل خطّار وميّاس

تهيم بالروض تجنى من أطايبه

وأنت في الروض أسنى من سنا الماس

شحرورةٌ تلك أم روحٌ معطّرةٌ

كأنها في شذاها نفحة الكاس

زاد الظباء من الأعشاب يانعةٌ

وزاد روحك من شعري وأنفاسي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما عبقر بقدير أن يصوغ هوى

قصيدة ما عبقر بقدير أن يصوغ هوى لـ زكي مبارك وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن زكي مبارك

زكي بن عبد السلام بن مبارك. أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون) ، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس. له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع-ط) ، و (البدائع -ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و (حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط) . وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك) .[١]

تعريف زكي مبارك في ويكيبيديا

محمد زكي عبد السلام مبارك (5 أغسطس 1892 - 23 يناير 1952) هو أديب وشاعر وصحفي وأكاديمي عربي مصري، حصل على ثلاث درجات دكتوراه متتالية فلقبه البعض إثر ذلك بالدكاترة زكي مبارك. درّس في الجامعة المصرية لعدة سنوات وعمل مفتشا عاما للغة العربية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. زكي مبارك - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي