ما على أحسنكم لو أحسنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما على أحسنكم لو أحسنا لـ ابن سنان الخفاجي

اقتباس من قصيدة ما على أحسنكم لو أحسنا لـ ابن سنان الخفاجي

ما عَلى أَحسَنكُم لَو أَحسَنا

إِنَّما نَسأَلُ شَيئاً هَيِّنا

قَد شَجانا اليَأسُ مِن بَعدِكُمُ

فَغَدَونا بِأَحاديثِ المُنى

وَعَدوا بِالوَصلِ مِن طَيفِكُمُ

مُقلَةٌ لَم تَدرِ فيكُم وَسَنا

لا وَسِحرٌ بَينَ أَجفانِكُم

فَتَنَ الحُبُّ بِهِ مَن فَتَنا

وَحَديثٍ مِن مَواعيدِكُم

تَحسُدُ العَينُ عَلَيهِ الأذُنا

ما رَحَلت العيسَ عَن أَرضِكُم

فَرَأَت عَينايَ شَيئاً حَسَنا

يا بَني عُذرَةَ إِن ضِفناكُم

فَدَم الهِرماسِ مِنكُم عِندَنا

أَخَذَت سُمرُكُمُ الثّأرَ بِهِ

لَستُ أَعني لَكُمُ سُمرَ القَنا

وَسَلَلتُم فيهِ أَلحاظَكُم

فَعَرَفنا بِالسُّيوفِ اليَمَنا

هَل لَنا نَحوَكُم مِن عَودَةٍ

وَمِنَ التَّعليلِ قَولي هَل لَنا

كَم أُسَلّي النَّفسَ عَن حُبِّكُم

وَهيَ لا تَزدادُ إِلّا حَزَنا

وَلَعَمري لَو وَجَدنا راحَةً

مِن هَواكُم لَطَلَبنا شَجَنا

يا نَديميَّ عَلى ذِكرِهِم

وَحَديثُ الشَّوقِ قَد أَسكَرَنا

بَينَ بصرَى وَضُمَير عَرَب

يَأمَنُ الخائِفُ فيهِم ما جَنى

كُلَّما شُنَّت عَلَيهم غارَة

أَغمَدوا البيضَ وَسَلوا الأَعيُنا

طَلَعَت لِلحُسنِ فيهِم مُزنَةٌ

أَنبَتَت في كُلِّ حِقفٍ غُصنا

ما لِقَلبي لَيسَ يَشفى داؤهُ

كُلَّما زالَ ضَنىً عادَ ضَنا

كُلُّ يَوم صَبوَة عُذرِيَّةٌ

مِن هَواكُم تَتَلاقى الدِّمَنا

لَو سَلِمنا مِن تَباريحِ الهَوى

لَذَكَرنا جُملَةً مِن أَمرِنا

وَشَكَرنا لابنِ نَصرٍ مِنَّةً

أَنطَقَت بِالمَدحِ فيهِ الأَلسُنا

مُغرَمٌ بِالجودِ ما يَحمِلُهُ

نَصَبُ الفَقرِ عَلى حُبِّ الغِنى

كُلَّما عَرَّضَ بِالحَمدِ لَهُ

أَكثَرَ السَّومَ وَأَغلى الثَّمَنا

ما تَراهُ كَيفَ ما مالَت بِهِ

عِقَبُ الأَيّام إِلّا مُحسِنا

وَقَريبٌ بَعُدَت هِمَّتُه

رُبَّ أَمرٍ ما نأَى حَتّى دَنا

وَإِذا ما أَقبَلَت غائِرَة

كَقَنا الخَطِّ خِفافاً لَدُنا

صاحَ مَحمودٌ عَلى فُرّاطِها

لا فَتىً يَعطِفُها إِلّا أَنا

خُلِقَت لِلجودِ مِنهُ راحَةٌ

عَلَّمتنا أَن نَذُمَّ المُزنا

يا عِمادَ الحَزم نَعتاً صادِقاً

وَمِنَ الأَلقابِ مَينٌ وَالكُنى

لا أَرى عَتبكَ إِلّا ظاهِراً

خَيرُ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

كُنتَ تَرمي زَمَني دوني فَقَد

صِرتُ أَخشى أَن يَكونَ الزَّمَنا

ما تَعامَلنا بِحَمدِ اللَّهِ في

سَبَبٍ يُوجِبُ خُلفاً بَيِّنا

غَيرَ شِعرٍ رُبَّما أَهدَيتُهُ

لَكَ إِذ صادَفَ وَقتاً مُمكِنا

لَيسَ في الأَعداءِ مَن يَفهَمُه

فَيَقولوا إِنَّهُ ما أَحسَنا

وَلَعَمري إِنَّ في حُبِّهِمُ

ما يرى سَحبانُ إِلّا أَلكَنا

كُلَّ يَوم لِيَ مِنهُم نَوبَةٌ

تَذَرُ الحُرَّ بِهِم مُمتَحَنا

وَعَلى العِلات لا زِلتُ بِما

أَكرَهُ التَّصريحَ فيهِ فَطِنا

أَنكَروا حِرصي عَلى السّلمِ وَما

أَدَّعي أَنّي أُحِبُّ الفِتَنا

كَيفَ يَهوى الحَرب مَن إِن فُزتُمُ

لَم يَكُن بِالخَيرِ مِنكُم قَمِنا

وَإِذا ضاقَت عَلَيكُم خُطَّةٌ

عَدِمَ المال بِها وَالوَطَنا

لَيسَ في المَعقولِ أَن يؤثِرَها

غَيرَ مَن إِن خِفتُ فيها أَمِنا

فَتَنَبَّه لِمَخارِيقِهِمُ

ما عَهِدنا مِنكَ هَذا الوَسَنا

وَاحمِلِ النّاسَ عَلى حُبِّهِمُ

لَيسَ مِن دينِ العُلى أَن تُغبَنا

إِنَّ مَن أَحرَزَ عَنكُم مَذهَباً

غَيرَ مَن أَنتُم لَهُ كُلُّ الدُّنا

لَيسَ مَن يَعبُدُ رَبّاً واحِداً

مِثلَ مَن يُشرِكُ فيهِ الوَثَنا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما على أحسنكم لو أحسنا

قصيدة ما على أحسنكم لو أحسنا لـ ابن سنان الخفاجي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن سنان الخفاجي

عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي. شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي