ما في الطلول من الأحبة مخبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما في الطلول من الأحبة مخبر لـ ابن شهيد الأندلسي

اقتباس من قصيدة ما في الطلول من الأحبة مخبر لـ ابن شهيد الأندلسي

ما في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ

فَمَن الَّذِي عن حالِها نَسْتَخْبِرُ

لا تَسأَلنَّ سِوى الفراقِ فإِنَّهُ

يُنْبِيكَ عنهم أَنْجدُوا أَم أَغْوَرُوا

جارَ الزَّمانُ علَيْهِمُ فَتَفَرَّقُوا

في كُلِّ ناحِيّةٍ وبادَ الأَكْثرُ

جَرَتِ الخُطُوبُ على محلِّ دِيارِهِم

وعلَيْهِمُ فَتَغَيَّرَتْ وتَغَيّرُوا

فدَعِ الزَّمانَ يصوغُ في عرصاتِهِم

نُوراً تكادُ له القُلُوبُ تُنَوِّرُ

فلِمثْلِ قُرْطُبةٍ يقلُّ بُكاءُ مَن

يَبْكِي بعَيْنٍ دَمْعُها متَفَجِّرُ

دَارٌ أَقالَ اللَّهُ عَثْرةَ أَهْلِهَا

فَتَبَرْبَرُوا وتَغَرَّبُوا وتَمَصّرُوا

في كُلِّ ناحِيَةٍ فَرِيقٌ منهمُ

مُتَفَطِّرٌ لفراقِها مُتَحَيِّرُ

عَهْدي بها والشملُ فيها جامِعٌ

مِن أَهْلِها والعَيْشُ فيها أَخْضَرُ

ورِياحُ زَهْرَتِها تلوحُ علَيْهمُ

برَوائِحٍ يَفتَرُّ منها العَنْبرُ

والدارُ قد ضَربَ الكَمالُ رِواقَهُ

فيها وباعُ النقص فيها يَقْصُرُ

والقَوْمُ قد أَمنُوا تغيُّرَ حُسْنِها

فَتَعَمَّمُوا بجَمالِها وتأَزَّرُوا

يا طِيبَهُمْ بقُصُورِها وخُدُورِها

وبُدُورها بقُصُورِها تَتَخَدَّرُ

والقَصْرُ قَصْرُ بَني أُمَيّةَ وافِرٌ

من كُلِّ أَمْر والخِلافةُ أَوْفَرُ

والزاهِرِيَّةُ بالمَراكِبِ تُزْهِرُ

والعامِرِيّةُ بالكَواكِبِ تُعْمَرُ

والجامِعُ الأَعْلَى يغصُّ بكُلِّ مَن

يتلو ويَسْمَعُ ما يَشاءُ ويَنْظُرُ

ومسالِكُ الأَسْواقِ تشهد أَنَّها

لا يَستَقِلُّ بسالِكِيها المَحْشَرُ

يا جَنَّةً عَصفَتْ بها وبأَهْلِها

رِيحُ النَّوى فتَدَمَّرتْ وتَدَمَّرُوا

آسَى علَيْكِ مِن المَماتِ وَحقَّ لِي

إِذ لم نَزَلْ بكِ في حَياتِكِ نَفخَرُ

كانَتْ عراصُك للمُيَمِّمِ مَكَّةً

يأوِي إِلَيْها الخائِفُونَ فيُنْصَرُوا

يا مَنْزِلاً نَزَلَت به وبأَهْلِهِ

طَيْرُ النَّوى فَتَغَيَّرُوا وتَنَكَّرُوا

جادَ الفُراتُ بساحَتَيْك ودِجْلةٌ

والنّيلُ جادَ بها وجادَ الكَوْثَرُ

وسُقِيتَ مِن ماءِ الحَياةِ غمامةً

تحيا بها منكَ الرِّياضُ وتُزْهِرُ

أَسَفِي على دارٍ عَهدْتُ ربوعَها

وظباؤُها بفنائِها تَتَبَخْترُ

أَيّامَ كانَتْ عَيْنُ كُلِّ كَرامةٍ

مِن كُل ناحِيَةٍ إِليَهْا تَنظُرُ

أَيْامَ كانَ الأَمْرُ فيها واحِداً

لأَمِيرها وأَمِيرِ مَن يتَأَمَّرُ

أَيَّامَ كانَتْ كَفُّ كُلِّ سلامةٍ

تسمو إِلَيْها بالسّلامِ وتَبْدُرُ

حَزَني على سَرَواتِها ورُواتِها

وثِقاتِها وحُماتِها يَتَكَرَّرُ

نَفْسِي على آلائِها وصفائِها

وبَهائِها وسَنائِها تَتَحَسَّرُ

كَبِدِي على عُلَمائِها حُلَمائِها

أُدَبائِها ظُرَفائِها تَتَفَطَّرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما في الطلول من الأحبة مخبر

قصيدة ما في الطلول من الأحبة مخبر لـ ابن شهيد الأندلسي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن شهيد الأندلسي

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي أبو مروان. وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها. ولد ومات بقرطبة. له (تاريخ) كبير يزيد على مائة جزء، بدأه بعام الجماعة (40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين. وجمع ما وجد من شعره في (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن شهيد الأندلسي في ويكيبيديا

أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شُهَيْد (382 هـ - 426 هـ) وزير وشاعر أندلسي.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي