ما قربوا إلا لبين نوقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما قربوا إلا لبين نوقا لـ الشريف المرتضى

اقتباس من قصيدة ما قربوا إلا لبين نوقا لـ الشريف المرتضى

ما قرّبوا إِلّا لبينٍ نوقا

فاِحبِسْ دموعاً قد أصَبْنَ طريقا

رحلوا فليس ترى على آثارهمْ

إلّا دُموعاً ذُرَّفاً وغريقا

وأسيرَ شَجْوٍ لا يُطيق فراقهمْ

يبكي وقد شَحَطَ الخليطُ طليقا

طَرَقَ الخيالُ ولم يكن قبل النّوى

هذا الخيالُ لنا هناك طَروقا

لم أدرِ ما هو غيرَ أنّ طُروقَه

أغرى بشائقةِ القلوبِ مشوقا

يا ضَرَّةَ القَمَرين لِمْ ذوّقْتِنِي

ما لم يكن لولا هواكِ مذوقا

لو كنتِ ريحاً كنتِ نَشْرَ لَطيمةٍ

أو كنتِ وقتاً كنتِ منه شُروقا

وعجبتُ من قلبٍ يودّك بعدما

أضرمتِ بالهجرانِ فيه حريقا

إنْ كنتِ آمنةَ الفراق فإنّنِي

ما زلتُ من يومِ الفراقِ فَروقا

رحنا نعلِّلُ بالوداعِ مطيقةً

ما لم أكن للثِّقْلِ منه مطيقا

وَرأيتُ مدمَعها يجود بلؤلؤٍ

فيعود من ورد الخدود عقيقا

ذهب الشّبابُ وكم مضى من فائتٍ

لا نستطيع له الغداةَ لحوقا

ما كانَ إلّا العيشَ قُضِّيَ فاِنقَضى

بالرّغمِ أو ماءَ الحياةِ أُريقا

فَلو اِنّني خُيِّرتُ يوماً خُلَّتِي

ما كنتُ إلّا للشّباب صديقا

ولقد ذكرتُ على تقادم عهده

عيشاً لنا بالأنْعَمين أنيقا

وإذا تراءَتْنِي عيونُ ظبائهمْ

كنتُ الفتى المرموقَ والمَوْموقا

ومرشّفِ الشّفتين زار مخاطراً

حتّى شقاني من يديه الرِّيقا

ما إِنْ يبالي مَنْ تذوّق عَذْبَهُ

وهوَ المُنى أنْ لا يذوق رحيقا

ومرنّحين من الكلالِ كأنّهمْ

كرعوا سُلافَ البابِليّ عتيقا

ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ

عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا

يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ

يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا

حتّى بدا وَضَحٌ كُغرّةِ شادِخٍ

أو بارقٌ يحدو إليك بُروقا

فكأنّه للمبصرين ذُبالةٌ

عَلِقَتْ ببادرةِ الزّنادِ علوقا

ولقد فخرتُ بمعشرٍ لمّا اِعتلَوْا

لم يرتَضوا النَّسْرين والعَيّوقا

ملكوا الفخارَ فما ترى مِن بعدهمْ

إلّا اِفتخاراً منهُمُ مسروقا

النّاحرين إذا الرّياحُ تناوحتْ

للنّازلين فنيقةً وفنيقا

أكل الضّيوفُ لحومَها ولطالما

أكل السُّرى دَمَكاً بها وعنيقا

والمُسبلين على الصّديق مَبَرَّةً

والممطرين على العدوّ عقوقا

والمُحرجين فضاءَ مَن ناواهُمُ

والمرحبين على الوليّ مضيقا

وإذا جروا طَلَقاً إلى شأْو العُلا

تركوا سَبوقَ معاشرٍ مسبوقا

قومٌ إذا شهدوا الوغى ملأوا الوغَى

بالضّرب هاماً للكماةِ فليقا

وإذا سرحتَ الطّرفَ لم تَرَ فيهمُ

إلّا نَجيعاً بالطّعانِ دفيقا

ومتى دعوتَهُمُ ليومِ عظيمةٍ

جاؤوا صباحاً مشرقاً وشُروقا

تركوا المعاذرَ للجبان وحلّقوا

في شامخٍ عالي الرَّجا تحليقا

وَإِذا الكرامُ لدَى فخارٍ خُصِّلوا

كانوا كرامَ ثرىً وكانوا النِّيقا

مِن كلِّ أبلجَ كالهلال تخاله

عَضْباً صقيلَ الطُّرَّتين ذَلوقا

قد قلتُ للمتولّعين ببأسهمْ

والفاتقين إلى البَوارِ فتوقا

إيّاكُمُ أنْ تركبوا من سخطهمْ

بحراً غزيرَ اللُّجَّتين عميقا

وَأَنا الّذي ما زلتُ من جَنَفِ الرّدى

رُكناً لأبناءِ الحِذار وثيقا

أقرِي الّذي ذادوه عن باب القِرى

وأعيدُ محرومَ الغِنى مرزوقا

والضّربُ يهتك جانباً متستّراً

والطّعْنُ يفتُقُ جانباً مرتوقا

واليومُ ليس ترى به متحكِّماً

إلّا حديدَ الشَّفرَتين رقيقا

يَفرِي الترائبَ والطُّلى وكأنّه

لَطَخَ الكميَّ بما أسال خَلوقا

وعصائبٌ دبّوا إلى خُططِ العُلا

فرأوا مجازَ اللَّهْدِ آنَ خَليقا

وتقوّضوا من غير أن يتلوّموا

مثلَ الغمامِ إذا أصاب خريقا

للمجدِ أجلابٌ وليس نراكُمُ

أبداً لأجلابِ الأماجد سوقا

لا مُدَّ فيه لكمْ فكيف أراكُمُ

كَذِبَ المُنى أن تأخذوه وُسُوقا

خلّوا الفخارَ لمعشرٍ ما فيهمُ

إلّا الّذي اِتَّخذ الحسامَ رفيقا

وَإِذا مَضى قُدُماً يُريغ عظيمةً

لَم تلقَه عمّا يروم مَعوقا

مُستَشهِدٌ أبداً لنَجْدة بأسه

ثَلْمَ الحسامِ وعاملاً مدقوقا

وجماجماً يهبطن عن نثر الظُّبا

خللَ العجاج وأذرُعاً أو سوقا

وله إذا جمد الكرامُ عن الندى

مالٌ يهانُ ندىً وعِرْضٌ يوقى

مَنْ مُنصِفِي من حكم أعوجَ جائرٍ

أَعْيَتْ نعوتُ خصاله المنطيقا

أعلاَ السّفيه وحطَّ أهلَ رزانةٍ

فكأنّه جعل اللِّبابةَ مُوقا

ما ضرّ مَنْ صحّتْ عهودُ حِفاظِهِ

أنْ كان بعضُ قميصِه مخروقا

فَدع اِمرءاً طلب الغِنى بمذلَّةٍ

سُلِبَ الرّشادَ وخُولِس التّوفيقا

جمع النُّضارَ إلى النُّضارِ ولم يخفْ

من دهره التّمزيقَ والتّفريقا

أين الأُلى طلعوا النِّجادَ مهابةً

وتسنّموا فلك النّجومِ سُموقا

الرّافعين مع السّماءِ رؤوسهمْ

والضاربين إلى البحور عروقا

بادوا كَما اِقترحَ الحِمامُ ومزّقَتْ

أيدي البلى أشلاءهمْ تمزيقا

فهُمُ بأجداثِ القبور كأنّهمْ

كلأٌ هشيما بالرّياح سحيقا

فَمتى أَردتَ العزَّ فَاِجعلْ رُسْلَه

إمّا سيوفاً أو رماحاً روقا

وَاِبسطْ إلى الإعطاءِ راحةَ واهبٍ

لا يعرف التّقتيرَ والتَّرنيقا

وَاِتركْ لِمَن طلب الغِنى دنياهُمُ

وحُطامَها وأُجاجَها المَطروقا

وَكُن الّذي تَرك السؤالَ لأهلِه

وأقامَ من سُكرِ الطِّلاب مُفيقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما قربوا إلا لبين نوقا

قصيدة ما قربوا إلا لبين نوقا لـ الشريف المرتضى وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن الشريف المرتضى

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين. له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.[١]

تعريف الشريف المرتضى في ويكيبيديا

الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف المرتضى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي