ما لأرواحنا بلغن التراقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لأرواحنا بلغن التراقي لـ عمر الرافعي

اقتباس من قصيدة ما لأرواحنا بلغن التراقي لـ عمر الرافعي

ما لأَرواحنا بَلَغنَ التَراقي

من زَمانٍ مُستَمسِكٍ بِالخَناقٍ

ما أَرى غيرَ لسعةٍ بعدَ أُخرى

منهُ تَأتي وَلَيسَ من تِرياقِ

ما كَفى الناسَ منهُ ضنك معاشٍ

كادَ يودي بِالكُلّ من إِملاقِ

ما كَفى الناسَ ما الَّذي حَلَّ فيهِم

من شقاقٍ أَدّى لكلّ اِفتِراقِ

ما كَفى الناس قطعُ كلّ صِلاتٍ

بَينَهُم في الإِخاءِ وَالأعراقِ

لَست تَلقى أَخاً بجَنبِ أخيهِ

ظاهِراً باطِناً بكلِّ اتِّفاقِ

لا وَلا مُخلِصاً وَفِيّاً بِعَهدٍ

من رِفاقٍ تَرعى حُقوقَ الرِفاقِ

تَعِس الحظّ إِن عدمنا وِفاقاً

وَفَقَدنا منّا دُعاةَ الوِفاقِ

يا ربوع الفَيحاء جادَك غَيثٌ

هاتنٌ من مَحاسِن الأَخلاقِ

قَصّرت عَنك كُلُّ مصرٍ بِفضلٍ

حزت فيه بِالسَبق قصبَ السِباقِ

أَنتِ كَالنَجمِ رفعَةً وَأتلاقاً

لا بَرِحت في رِفعَةٍ وَأتلاقِ

ما الَّذي قَد عَراكِ عوفيتِ مِمّا

يَعتَري البَدرَ من سرارِ المحاقِ

ما لنور الأَخلاقِ هَل غَشيتهُ

ظُلُماتٌ أَودَت بكلّ خَلاقِ

أَم عدى العربَ عجمةٌ أحرَقَتهم

يالنارٍ تَمتَدُّ في الإِحراقِ

لَيتَ شعري ماذا عراكِ وَماذا

قَد دَهاكِ أوّاهُ مِمّا تلاقي

كَم تنادي بيروتُ خوف شِقاقٍ

يا بنيَّ اِحذَروا دعاةَ الشِقاقِ

كَيفَ حالي إِذا هرقتم دِماءاً

فَوقَ صَدري كَمَدمَعي المهراقِ

كَيفَ أَنتُم وَما شُفيتُم صُدوراً

بَل مَلَأتُم حِجري دَماً وَنِطاقي

كَيفَ حالُ المجدِ الرَفيعِ إذا ما

خَرَّ ميناهُ من رَفيعِ الطِباقِ

أتلَبّي العلياءُ مِنكُم نِداءً

إِذا تنادونَها بِغَير اِشتِياقِ

وَحَرامٌ عَلى العُلى أَن تلبّي

دَعوةً غَير دعوةِ العُشّاقِ

يا بَني أحمدٍ جَميعاً تَآخوا

كَتَآخي النَهرين وَسطَ العِراقِ

وَأَفيقوا من سكرةٍ وَغُرورٍ

وَاِسلكوا نهجَ كُلّ شَعبٍ راقِ

تِلكَ أوطانكم وَأَنتُم بِنورها

فَاِفتَدوها بِأَنفسِ الأعلاقِ

وَاِتَّقوا اللَهَ وَاِجهَدوا أَن تفكّوا

كلَّ غِلٍّ يُشَدُّ بِالأَعناقِ

ضُربت ذِلَّةٌ عَلَيكُم جَميعاً

بِاِختِلافٍ ما بَينَكُم وَاِنشِقاقِ

هاكُمُ لِلخِلافِ ألف مِثالٍ

لَيسَ لِلإِئتِلافِ أدنى اِنبِثاقِ

ذاكَ نُصحي أورَدته بِمثالٍ

حَسَنٍ قَد أَتى بِحُسنِ سِياقِ

كانَ لي في القَضاءِ مقعَدُ صِدقٍ

لاِحتِفاظي بِالعَهدِ وَالميثاقِ

فَرَماني الظَلومُ مِنهُ بِسَهمٍ

وَاِنتحاني مُشَمِّراً عَن ساقِ

ثُمَّ ظَنّ السكوتَ عَنهُ لإشفا

قٍ عَلَيهِ قَد كان من إِشفاق

ربَّ جفنٍ إِطباقُهُ كانَ حِلماً

فَإِذا اِهتَزَّ هَزَّ سَبعَ الطباقِ

وَمقالٍ حقٍّ إِذا ما تَجَلّى

أَخفَقَ البَطلُ أَيّما إِخفاقِ

وَيراعٍ وُقيت وَخز يراعٍ

فاقَ وَقعَ الحُسامِ وَالمِزراقِ

كُلُّ هذا وَالحَمدُ لِلَّهِ عِندي

لِرجومٍ كَالنجمِ في الآفاقِ

كلّ هذا وَلم أَمِل لاِنتِقامٍ

بَل تَرَكت الجزا لِيَوم التَلاقي

فَليكُ الصَفحُ وَالتَسامُحُ عَمّا

كانَ مِنكُم من فِريَةٍ وَاِختِلاقِ

إِن فَعَلتُم هذا يَكون اِتفاقٌ

وَحَياة الشُعوب بِالاتفاقِ

يا وُلاةَ الأمورِ في الناسِ عَدلاً

فَرضا الخَلقِ فيهِ وَالخَلّاقِ

وَسّدوا الأَمرَ أَهلَهُ لا تُعيروا

أُذناً لِلحسودِ خِدنِ النِفاقِ

كَرِّموا السَمعَ عن سَماعِ مَقالِ الز

زورِ فَالزورُ من دَواعي المحاقِ

وَأَعيروا المُحقّ سَمعاً لِقَولٍ

قَد تَبَدّى كَالشَمسِ في الأَشواقِ

إنَّما العَدلُ لِلبِناء أَساسٌ

وَعَلى العَدلِ ما بُني فَهو باقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لأرواحنا بلغن التراقي

قصيدة ما لأرواحنا بلغن التراقي لـ عمر الرافعي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عمر الرافعي

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام. قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله: مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب. انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.[١]

تعريف عمر الرافعي في ويكيبيديا

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (17 أغسطس 1882 - 1964) (3 شوال 1299 - 1384) فقيه مسلم وقاضي ومتصوف نقشبندي وصحفي وشاعر عربي لبناني. ولد في مدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسًا لمحكمة استئناف الحقوق. تلقى دروسه الأولى بطرابلس ثم بيروت. ثم أكمل دراساته الحقوقية في أسطنبول والقاهرة. من مشايخه المصريين محمد عبده، حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي. مارس المحاماة بمدينة طرابلس. تنقل في محاكم عدة مدن في بلاد الشام. كما مارس التدريس في عدة مدارس وكليات. سجن مدة سنتين أثناء الحرب العالمية الأولى. ثم أطلق سراحه بعد الحرب ليتولي قضاء في عدة مدن لبنانية. سلك النقشبندية في المدرسة الشمسية بطرابلس. توفي بها. له مؤلفات في الأدب وديوان مديح نبوي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمر الرافعي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي