ما لك في ربة الغلائل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لك في ربة الغلائل لـ الشريف المرتضى

اقتباس من قصيدة ما لك في ربة الغلائل لـ الشريف المرتضى

ما لَكِ فيَّ ربّةَ الغَلائِلِ

والشّيبُ ضيفُ لِمَّتي من طائلِ

أما ترين في شَواتي نازلاً

لا مُتعةٌ لي بعده بنازلِ

محا غرامي بالغواني صبغُه

واِجتَثّ من أضالِعي بَلابِلي

ولاح في رأسِيَ منه قَبَسٌ

يَدُلُّ أيّامي على مَقاتِلي

كان شبابي في الدُّمى وسيلةً

ثمّ اِنقَضتْ لمّا اِنقَضتْ وسائلي

يا عائبي بباطلٍ ألِفْتَهُ

خذ بيديك مِنْ تَمَنٍّ باطلِ

لا تعذلنّي بَعدَها على الهوى

فقد كفاني شيبُ رأسي عاذلي

وقلْ لقومٍ فاخرونا ضَلَّةً

أين الحُصَيّاتُ من الجَراولِ

وأين قاماتٌ لكمْ دميمةٌ

من الرِّجال الشَّمَّخِ الأطاوِلِ

نحن الأعالي في الورى وأنتُمُ

ما بينهمْ أسافلُ الأسافِلِ

ما تستوي فلا تروموا مُعوِزاً

فضائلُ السّاداتِ بالرّذائلِ

ما فيكمُ إلّا دَنيُّ خاملٌ

وليس فينا كلّنا من خاملِ

دعوا النّباهاتِ على أهلٍ لها

وعرّسوا في أخفضِ المنازلِ

ولا تعوجوا بمهبٍّ عاصفٍ

ولا تقيموا في مصبِّ الوابلِ

أما ترى خيرَ الورى معاشري

ثمّ قبيلي أفضلَ القبائلِ

ما فيهمُ إن وُزِنوا من ناقصٍ

وَليسَ فيهم خبرةٌ من جاهِلِ

أقسمتُ بالبيتِ تطوف حولَهُ

أقدامُ حافٍ للتُّقى وناعِلِ

وما أراقوه على وادي مِنىً

عند الجِمارِ من نَجيعٍ سائلِ

وأذرُعٍ حاسرةٍ ترمي وقدْ

حان طلوعُ الشّمسِ بالجنادلِ

وَالمَوْقفين حطّ ما بينهما

عن ظهره الذُّنوبَ كلُّ حامِلِ

فإنْ يَخِبْ قومٌ على غيرهما

فلم يخِبْ عندهما من آملِ

لَقَد نَمَتنِي من قريشٍ فِتيَةٌ

ليسوا كمن تعهد في الفضائلِ

الورادين من عُلاً ومن تُقىً

دون المنايا صفوةَ المناهلِ

قومٌ إذا ما جُهِلوا في معركٍ

دَلّوا على الأعراق بالشّمَائلِ

لأنّهم أُسدُ الشّرى يوم الوغى

لكنّهمْ أهِلّةُ المحافلِ

إنْ ناضلوا فليس من مناضِلٍ

أو ساجلوا فليس من مساجِلِ

سلْ عنهمُ إنْ كنتَ لا تعرفُهمْ

سَلَّ الظُّبا وشُرَّعَ العواملِ

وكلَّ منبوذٍ على وجهِ الثَّرى

تسمع فيه رنّةَ الثّواكلِ

كأنّما أيديهمُ مناصِلٌ

يلعبن يوم الرَّوْعِ بالمناصلِ

من كلّ ممتدِّ القناةِ سامقٍ

يقصر عنه أطولُ الحمائلِ

ما ضرّني والعارُ لا يطورُ بي

أن لم أكن بالملك الحُلاحِلُ

ولم أكنْ ذا صامتٍ وناطقٍ

ولم أرُحْ بباقرٍ وجاملِ

خيرٌ من المالِ العتيدِ بذلُهُ

في طرقِ الإفضالِ والفواضلِ

والشّكرُ ممّنْ أنتَ مغنٍ فقرَه

خيرٌ إذا أحرزتَه من نائلِ

فلا تعرّضْ منك عِرْضاً أملساً

لخدشةِ اللُّوّامِ والقوائلِ

فليس فينا مقدمٌ كمُحجِمٍ

وليس منّا باذلٌ كباخِلِ

وما الغِنى إلّا حِبالاتُ الثَّنا

فاِنجُ إذا شئتَ من الحبائلِ

إلى متى أحملُ من ثِقْلِ الورى

ما لم يُطِقْه ظهرُ عَوْدٍ بازلِ

إنْ لم يزرني الهمُّ إصباحاً أتى

وَلم أعِره الشّوقَ في الأصائلِ

وكم مُقامٍ في عراصِ ذِلَّةٍ

وعَطَنٍ عن العَلاء سافلِ

وكم أظلُّ مُفَهقاً من الأذى

مُعَلَّلاً دهرِيَ بالأباطِلِ

كأنّني وقد كملتُ دونهمْ

رضِي بدون النَّصْفِ غيرُ كاملِ

محسودةٌ مضبوطةٌ ظواهري

لكنَّها مرحومةٌ دواخلي

كأنّني شِعبٌ جفاه قطرُه

أو منزلٌ أقفرُ غيرُ آهلِ

فقل لحسّادي أفيقوا فالّذي

أغضبكمْ منِّيَ غيرُ آفلِ

أنا الّذي فضحتُ قولاً مِصْقَعاً

مُقاولي وفي العُلا مطاولي

إنْ تبتنوا من العدا معاقلاً

فإنّ في ظلّ القنا معاقلي

لا تَستروا فضلِي الّذي أُوتيتُه

فالشّمسُ لا تحجبُ بالحوائلِ

فقد فررتمْ أبداً من سَطْوَتي

فرَّ القطا الكُدْرِ من الأجادلِ

ولا تذقْ أعينكم طعم الكرَى

وعندكم وفيكمُ طوائلي

تقوا الرّدى وحاذروا شرَّ الّذي

شبّ أُواري فَغَلَتْ مَراجلي

وجُنّ تيّارُ عُبابي واِشتَكتْ

خروقُ أسماعِكمُ صلاصلي

إنْ لم أطِرْ كمْ فَرَقاً تحملكمْ

نُكْبُ الأعاصير من القساطلِ

فلا أجبتُ من صريخٍ دعوةً

ولا أطعتُ يوم جودٍ سائلي

ولا أناخَ كُلُّ قومي كَلّهُمْ

في مَغْنَمٍ أو مَغْرَمٍ بكاهلي

وفي غدٍ تُبصرها مغيرةً

على المَوامِي كالنّعامِ الجافلِ

يخرجن من كلّ عجاجٍ كالدّجى

مثل الضّحى بالغُرَرِ السوائلِ

مَنْ يَرهنَّ قال مَن هذا الَّذي

سدّ المَلا بالنَّعَمِ المطافلِ

وفوقهنّ كلُّ مرهوبِ الشَّذا

يروي السّنانَ من دم الشّواكلِ

أبيضُ كالسّيف ولكنْ لم يعُجْ

صِقالُه على يمين صاقلِ

حيث ترى الموت الزُّؤام بالقنا

مستحبَ الأذيال والذَّلاذِلِ

وَالنَّقْعُ يغشى العينَ عن لِحاظها

والرَّكْضُ يرمي الأرضَ بالزَّلازِلِ

وبُزّتِ الأسلابُ أو تمَخّضَتْ

بلا تمامٍ بطنُ كلِّ حامِلِ

ولم يَجُزْ همُّ الفتى عن نفسه

وذُهِلَ الحيُّ عن العقائلِ

إنْ لم أنلْ في بابِلٍ مآربي

فلي إِذا ما شئتُ غيرُ بابِلِ

وإنْ أبِتْ في وطنٍ مُقَلْقَلاً

أبدلتُه بأَظهُرِ الرَّواحلِ

وإنْ تَضِقْ بي بلدةٌ واحدةٌ

فلم تضق في غيرها مَجاولي

وإنْ نبا عنّي خليلٌ وجفا

نَفَضتُ مِن ودّي له أناملي

خيرٌ من الخِصْبِ مع الذُّلِّ به

مَعَرَّسٌ على المكان الماحلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لك في ربة الغلائل

قصيدة ما لك في ربة الغلائل لـ الشريف المرتضى وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن الشريف المرتضى

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين. له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.[١]

تعريف الشريف المرتضى في ويكيبيديا

الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف المرتضى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي