ما للجبال الراسيات تسير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للجبال الراسيات تسير لـ صفي الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ما للجبال الراسيات تسير لـ صفي الدين الحلي

ما لِلجِبالِ الراسِياتِ تَسيرُ

أَفآنَ بَعثٌ لِلوَرى وَنُشورُ

أَم زالَتِ الدُنيا فَيَذبُلُ يَذبُلٌ

مِنها وَيَدعي بِالثَبورِ ثَبيرُ

أَم أَخبَرَت أَنَّ اِبنَ أَيّوبٍ قَضى

فَتَكادُ مِن حُزنٍ عَليهِ تَمورُ

الأَفضَلُ المَلِكُ الَّذي لِفَخارِهِ

ذَيلٌ عَلى هامِ السُهى مَجرورُ

ذو الرُتبَةِ العَلياءِ وَالوَجهِ الَّذي

مِنهُ البُدورُ تَغارُ ثُمَّ تَغورُ

يَسخو وَصَوبُ المُزنِ يَحبِسُ قَطرَهُ

عَنّا وَيَعدِلُ وَالزَمانُ يَجورُ

فَإِذا سَخا ذَلَّ النُضارُ بِكَفِّهِ

كَرَماً وَعَزَّ لَهُ الغَداةَ نَظيرُ

يَروي حَديثَ الجودِ عَنهُ مَعَنِّفاً

فَحَديثُهُ بَينَ الوَرى مَأثورُ

جَمَعَ الثَناءَ وَإِنَّهُ إِلّا عَلى

جَمعِ النُضارِ إِذا يَشاءُ قَديرُ

مِن مَعشَرٍ ما شَكَّ طالِبُ جودِهِم

أَنَّ الثَناءَ عَليهِمُ مَحصورُ

قَومٌ إِذا صَمَتَ الرُواةُ لِفَضلِهِم

أَثنى عَليهِم مِنبَرٌ وَسَريرُ

أَخَنَت عَلَينا الحَدِثاتُ بِرُزئِهِ

وَالرُزءُ بِالمَلِكِ الكَبيرِ كَبيرُ

وَعَلا النَعيَّ لَهُ وَكانَ إِذا بَدا

يَعلو لَهُ التَهليلُ وَالتَكبيرُ

عَمَّ الخَلائِقَ حُزنُهُ فَقُلوبُهُم

بِالحُزنِ مَوتى وَالجُسومُ قُبورُ

عَفُّ الإِزارِ فَلا يُلاثُ بِزَلَّةٍ

فَيُقالَ إِنَّ هِباتِهِ تَكفيرُ

طالَت إِلى الحُسنى يَداهُ وَخُطوُه

نَحوَ المَعاصي وَاللِسانُ قَصيرُ

يَتَطَهَّرُ الماءُ القَراحُ بِغَسلِهِ

وَبِطيبِهِ يَتَعَطَّرُ الكافورُ

أَينَ الَّذي كَسَبَ الثَناءَ بِسَعيِهِ

لِتِجارَةٍ في المَجدِ لَيسَ تَبورُ

أَينَ الَّذي ساسَ البِلادَ بِخاطِرٍ

كَالبَحرِ لَيسَ لِصَفوِهِ تَكديرُ

أَينَ الَّذي عَمَّ الأَنامَ بِأَنعُمٍ

يُطوى الزَمانُ وَذِكرُها مَنشورُ

يا غائِباً أَخفى التُرابُ جَمالَهُ

عَنّا وَأَنعُمُهُ لَدَيَّ حُضورُ

وَمُسافِراً وَلّى فَطَوَّلَ نَأيَهُ

وَنَرى المُسافِرَ فَرضُهُ التَقصيرُ

لَقَدِ اِستَقَمتَ كَما أُمِرتَ وَأَمرُكَ ال

عالي فَأَنتَ الآمِرُ المَأمورُ

رَأيٌ حَمَيتَ بِهِ حُماةَ وَأَهلَها

وَرَعى المَمالِكَ سَعيُكَ المَشكورُ

ما زالَ وَفرُكَ لِلعُفاةِ مُعَرَّضاً

أَبَداً وَعَرضُكَ بَينَهُم مَوفورُ

ما خِلتُ أَنَّ نَداكَ تُقلِعُ سُحبُهُ

عَنّا وَيَنضُبُ بَحرُهُ المَسجورُ

أَفَإِن أُصِمُّ صَداكَ عَنّي إِنَّ لي

مِنكَ الصَدى المَهموزُ وَالمَقصورُ

سَمِعَت بِمَقدِمِكَ الجِنانُ فَزَخرَفَت

وَتَباشَرَت وَلَدانُها وَالحورُ

لَم تَثنِ عَنكَ الغاسِلونَ عِنانَها

إِلّا أَتاكَ مُبَشِّرٌ وَبَشيرُ

وَغَدَت تَقولُ العالِمونَ وَقَد بَكَت

عِلماً بِلَذَّةِ ما إِلَيهِ تَصيرُ

تَبكي عَلَيهِ وَما اِستَقَرَّ قَرارُهُ

في اللَحدِ حَتّى صافَحَتهُ الحورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للجبال الراسيات تسير

قصيدة ما للجبال الراسيات تسير لـ صفي الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن صفي الدين الحلي

عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.[١]

تعريف صفي الدين الحلي في ويكيبيديا

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيء.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي