ما للدسوت وللسروج تسائل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للدسوت وللسروج تسائل لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة ما للدسوت وللسروج تسائل لـ مهيار الديلمي

ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ

مَن قائمٌ عنهنّ أو مَن نازلُ

لِمَ سُدَّ بابُ الملك وهو مواكبٌ

وخلَتْ مجالسُه وهنَّ محَافلُ

ما للجياد صوافناً وصوامتاً

نَكْساً وهنّ سوابقٌ وصواهلُ

من قطَّرَ الشجعانَ عن صهواتها

وهُمُ بها تحت الرماح أجادلُ

ما للسماء عليلةٌ أنوارُها

لِمَنَ السماء من الكواكب ثاكلُ

مَن لجلج الناعي يحدِّث أنه

أودَى فقيل أقائلٌ أم قاتلُ

المجد في جَدثٍ ثوى أم كوكبُ ال

دنيا هوى أم ركن ضبَّةَ مائلُ

ما كنتُ فيه خائفاً أن الردى

من عزِّ جانبهِ إليه واصلُ

أدرَى الحِمام بمن وأُقسم ما درى

تلتفُّ كُفّاتٌ له وحبائلُ

خطبٌ أخلَّ الدهرُ فيه بعقلهِ

والدهرُ في بعض المواطنِ جاهلُ

يا غيثُ أرضَى الأرض سَقياً واحتبى

بالروض يشكره المحلُّ الماحلُ

ينهلُّ منحلَّ المَزادة موقناً

أنّ الثرى الظمآنَ منه ناهلُ

يسِمُ الصخورَ كأنّ كلَّ مجودَةٍ

لحظَ العليقَ بها حِصانٌ ناعلُ

تَمريه غبراءُ الإهاب كأنما

قادت خزائمَها النّعام الجافلُ

حلفتْ لأفواهِ الربَى أخلافُها

أَيْمانَ صِدق أنهنَّ حوافلُ

وليتْ سيوفُ البرق قطعَ عروقها

فبكلِّ فجٍّ شاريانٌ سائلُ

أبلغ أبا العباس أنك فاحصٌ

حتى تبُلَّ جَوَى ثراه فواغلُ

مني وأطباقُ الصعيد حجابُهُ

عني فكيفَ تخاطُبٌ وتراسُلُ

سعَدتْ جنادلُ ألحفتك على البلى

لا مثلَ ما شقيَتْ عليك جنادلُ

أبكيك لي ولمرملين بنوهم ال

أيتامُ بعدك والنساءُ أراملُ

ولمستجيرٍ والخطوبُ تنوشه

مستطعمٌ والدهر فيه آكلُ

متلوّم العزماتِ لا هو قاطنٌ

في داره قفراً ولا هو راحلُ

أودى به التَّطوافُ ينشُدُ ناصراً

فيضِلّ أن يلقاه إلا خاذلُ

حتى إذا الإقبال منك دنا به

أنساه عندك عامُ بؤسٍ قابلُ

ولمعشرٍ طَرْقُ العلوم ذنوبُهم

في الناس وهي لهم إليك وسائلُ

كانوا عن الطلب الذليل بمعزِلٍ

ثقةً وأنت بما كفاهم كافلُ

قطَعَ الجدَا بهمُ وقد قطَع الردى

بك أن يُظنَّ تزاوُرٌ وتواصُلُ

وعصائب هي إن ركبت مواكبٌ

تسَعُ العيون وإن غضِبتَ جحافلُ

تفرِي بأذرعها الكعوبُ كأنّها

تحت الرماح على الرماح عواملُ

لو كان في ثُعَلٍ بموتك ثأرُها

ما عاش من ثُعَلٍ عليكَ مناضلُ

نَكِروا حلومَك والمنونُ تسوقها

حقّا وأنت مدافعٌ متثاقلُ

قعد البعيدُ وقام عنك متاركاً

ما جاء يقضيك القريبُ الواصلُ

وَلَجَ الحِمامُ اليك باباً ما شكا

غيرَ الزحامِ عليك فيه داخلُ

مستبشراً بالوفد لم يُجبَهْ به

ردّ ولم يُنهَرْ عليه سائلُ

لم يُغنك الكرمُ العتيدُ ولا حَمَى

عنك السماحُ ولا كفاك النائلُ

كنت الذي مُرُّ الزمان وحُلُوه

فيمن يصابر عيشَه ويعاسلُ

فغدوتَ مالَك في عدوّك حيلةٌ

تُغني ولا لك من صديقك طائلُ

والموتُ أجورُ حاكمٍ وكأنه

في الناس قِسماً بالسويّة عادلُ

لا اغترّ بعدك بالحياة مجرّبٌ

عرفَ الحقوقَ فلم يرُقْه الباطلُ

يا ثاوياً لم تقض حقَّ مصابه

كِبدٌ محرّقة وجفنٌ هاملُ

أفديك لو أن الردى بك قابل

من مهجتي وذويَّ ما أنا باذلُ

ما بال أوقاتي بفقدك هَجَّرتْ

ولقد تكون لديك وهي أصائلُ

قد كنتُ ملتحفاً بمدحك حُلَّةً

فخراً تُجَرُّ لها عليَّ ذلاذلُ

فاليومَ أشكرك الصنيعَ مراثياً

خَرِسَ المشبِّبُ عندها والغازلُ

تصف الغليل بناتها أبياتُها ال

أيتامُ وهي عليك أمٌّ ثاكلُ

مما طربتَ له الطويلَ وشاغلٌ

عنه يسدّ اليومَ سمعَك شاغلُ

هل يُرضيَنَّك جَهدُ ما أنا قائل

إذ لا غناءَ بجهد ما أنا فاعلُ

يا ليثُ لا يبعُدْ حِماك وإن خلا

منك العرينُ فإن شِبلَك باسلُ

لكفاك يحفظ ما بنيت من العلا

سامٍ إلى غاياتها متطاولُ

يقظانُ تُعرَف فيه مبتدئاً كما

قال ابن حُجرٍ من أبيه شمائلُ

طِبْ في الثرى نفساً فوفدُك حولَه

زُمَر الثناءِ ورَبعُ مجدك آهلُ

لا تحسبنَّ وسعدٌ ابنك طالعٌ

يحتلّ برجَك أن سعدك آفلُ

ما أنكر الزوَّارُ بعدك وجهَه

في البدر من شمس النهار مخايلُ

أجمِل له يا سعدُ واحمل وِزْره

ما طال باعٌ أو أطاعك كاهلُ

وأنا الذي يرضيك فيه باكياً

ويسرُّه بك في الذي هو قائلُ

موليكما الشكرَ الذي لا لفظُهُ

خلَقٌ ولا معناه رثٌّ حائلُ

يتشاهدون له بأنْ ما فيه لي

يومَ المقالِ مُناسبٌ ومُساجلُ

بان المصيبُ من المريب وكُشِّفتْ

شُبَهٌ وقام على الصباح دلائلُ

والشعرُ أصلفُ أن تُغازَلَ عُذرةٌ

فيه فتَخجَلَ أو تُساحَرَ بابلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للدسوت وللسروج تسائل

قصيدة ما للدسوت وللسروج تسائل لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي