ما للركائب لا تحل حلالها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للركائب لا تحل حلالها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة ما للركائب لا تحل حلالها لـ ابن فركون

ما للرّكائِبِ لا تحُلُّ حِلالَها

وتُطيل في تلك الرُّبوعِ سُؤالَها

كَلَفاً بمَن طلَعَتْ بأفْقِ خيامِها

كالشّمْسِ تتَّخِذُ السّحابَ حِجالَها

كمْ مُغْرمٍ تَصلَى جوانِحُه الجوَى

صالَتْ عليْهِ ولمْ تُنِلْهُ وصالَها

يُبْدي الحنينَ إذا سَرَى برْقُ الحِمى

وإذا صَبا نجْدٍ تَهُبُّ صَبا لَها

يهْوَى شمائِلَها فَهلّا أوْدَعَتْ

منها القَبول قَبولَها وشمالَها

ظنّ النّواسِمَ إذْ تهبُّ بَلِيلَةً

تشْفِي النفوسَ فهيَّجَتْ بَلْبالَها

تَهْدي خبالَ الوجْدِ نارُ غرامِه

ليْلاً وما تهْدِي إليه خيالَها

عجباً لهُ ما بالُه لا يهْتدي

بجوانحٍ يُذْكي الغرامُ ذُبالَها

للهِ كمْ نَفْسٍ شَعاعٍ أُتْلِفَتْ

حتّى تلافاها ونعّمَ بالَها

رِفْقاً بنفْسِكَ يا حَليفَ غرامِه

فهِيَ الصّبابَة قدْ أحالَتْ حالَها

هَذي منازِلُها فحَيِّ رُبوعَها

وأنِخْ جِمالَك تسْتَفِدْ إجمالَها

وانْظُرْ سَنا أقمارِها واسْتَجْلِ منْ

هالاتِ هاتيكَ القِباب كَمالَها

فلَكَمْ لَها الرُّكْبانُ واصلتِ السُّرى

والعزْمُ منها يَقْتَضي اسْتعجالَها

تُزْجِي المَطايا والهواجرُ تَلتَظي

حتّى تشكّتْ أينها وكَلالَها

حَنّتْ إلى كَثَبِ المنازِل فارْتَمَتْ

تَطْوي بها كثبانَها ورِمالَها

لِمْ لا تحِنُّ لها الرّكابُ وطالَما

حَمِدت على بُعْدِ المَدى تَرْحالَها

كمْ أُصْدِرَتْ عَنها نواهِلَ بعْدَما

قدْ أُورِدَتْ وهِيَ الظّماءُ زُلالَها

فأسِلْ دُموعَكَ في مَعاهِدِها إذا

عهْدُ الغمائِمِ لمْ يجُدْ أطْلالَها

كمْ مُرسِلٍ فيها مَدامِعَهُ انْثَنَى

مُتولِّياً للظِّلِّ حينَ سَقى لَها

ولكَمْ تمايَلَتِ الغُصونُ بدَوحِها

لمّا أدارَتْ سُحْبُها جرْيالَها

ما لاحَتِ الغُدْرانُ فيه مَدارِعاً

حتّى أرَتْك الذّارِياتُ صِقالَها

شقّ النّسيمُ جيوبَهُ فيها ومِنْ

وشْيِ الرّبيعِ قدِ اكْتَسَتْ سِرْبالَها

فهيَ الرّبوعُ نَزيلُها مُتَوسِّدٌ

أو وارِدٌ أنهارَها وظِلالَها

للمُجْتَنى إن شئْتَ أو للمُجْتَلَى

عرّسْ تَنَلْ أحْمالَها وجمالَها

وإذا العُفاةُ اسْتَقْبَلتْها قِبْلَةً

وفّتْ صَلاةُ صِلاتِها آمالَها

هي حضْرةُ المُلْكِ التي قد أصبحَتْ

غيْثاً وغَوثاً إن حللَتْ حِلالَها

مَثْوَى إمامٍ حلّ أفْقَ خِلافةٍ

تجْلُو عليْهِ جَمالَها وجَلالَها

هوَ ناصِرُ الدّين الخليفةُ يوسُفٌ

مَلكٌ غَدا كهفَ المُلوكِ ثِمالَها

ملِكٌ كأنّ الشمسَ غُرَّةُ وجْهِهِ

تهْدي إلى سُبُلِ الهُدى ضُلّالَها

ملِكٌ كأنّ الغيثَ جودُ يَمينِه

مهْما أنالَ القاصدِين نَوالَها

ولِيَ الخلافَة فاسْتقلّ بعبْئِها

فعُفاتُهُ لا تشتكي إقلالَها

يا مَنْ يشبِّهُ بالغمائِمِ كفَّهُ

ما ساجلتْ سُحُبُ الغمامِ سِجالَها

لوْ أُلْفِيت بالشُّهْبِ عارفَةُ النّدى

لأنالَها كَرماً وقال أنا لَها

فمشارِقُ الأنوارِ منهُ قدْ أتَتْ

بشِهابِ هَدْيٍ موضِحٍ إكْمالها

أضْحَى بأوْطان الجهادِ مؤمَّلاً

لِعُفاتِها ومؤمّناً أعْمالَها

ما جابَ آفاقَ البلادِ بقُطْرِها

أو جالَها إلا شَفَى أوْجالَها

تُلفِي لديْه عُفاتُه وعُداتُهُ

سَلْماً وحَرْباً نُزْلَها ونِزالَها

فالعزْمُ يفْضَحُ في المَضاءِ صِفاحَها

والحِلْمُ يرجحُ في الوَقارِ جبالَها

يرْتاحُ في حرْبِ العِدَى خَطِّيُّهُ

ليكُفَّ إن أهْوَى لَها أهْوالَها

وسُيوفُهُ هامَتْ بصُحبَةِ هامِها

فغَدَتْ لذلِكَ تشتكي إكْمالَها

وقِسيُّهُ من غيْر رمْيٍ طالَما

رامَتْ لِتُثبتَ في العُداةِ نِبالها

من ذا يُضاهِي في المكارِمِ أسْرَةً

في الذّكرِ قد ذكر الإلَهُ خِلالَها

قومٌ إذا لبسُوا الدّروعَ حَسِبْتَهُم

أُسُداً حَمَتْ في غِيلِها أشبالَها

وإذا نضوْها عنهُمُ فأراقِمٌ

أبْقَتْ على أجسامِهِمْ أشكالَها

وتهُزُّهُمْ أمْداحُهُمْ فكأنّما

جالَ النّسيمُ بدَوْحَةٍ فأمالَها

هذِي العساكِرُ والمنابِرُ إن بَدَتْ

ألْفيْتَهمْ فُرسانها ورجالَها

أَوَ ليْسَ والدُكَ المنيفُ بصوْلة

حمِدَ الكماةُ دفاعَها وصيالَها

خضَعَتْ رِقابُ الكافِرينَ لمُلْكِه

فاللهُ شاءَ بعِزِّه إذْلالَها

وكفى بموْلانا الغنيِّ برَبِّهِ

أسَداً يُجدِّلُ في الوَغَى أبْطالَها

كمْ أُسْرَةٍ للكُفْرِ شدَّ وَثاقَها

ومعاقِلٍ للشِّرْكِ حلَّ عِقالَها

كمْ شيّدتْ من مَعقِل حتى أتَى

فوهَى لها ما قد بَنَتْهُ وَهالَها

قَسَماً بقومِك في مَعالِمِ مكّةٍ

ما رُتْبةٌ إلا وجَدُّك نالَها

قيْسُ بن سعدٍ مَنْ علِمْتَ خِلاله

بالخَيْلِ خيْل الله جاسَ خِلالَها

كانتْ بها العُزَّى تُنيفُ بعِزّةٍ

فأذلّها دينُ الهُدَى وأزالَها

والنّصْرُ للأنْصارِ والخَلَفِ الذي

لو شاءَ زُهْرَ سمائِها لَسَما لَها

كم من جُموعٍ للضلالِ وحِزبهِ

جاءتْ لأمرٍ قاطِعٍ آجالَها

ما أمّلتْ لو لمْ يكنْ لكَ إرْثُها

إبْقاءها لمَدىً ولا إمْهالَها

فالنّصرُ يقْدُمُ إن أرَدت لقاءَها

والسّعْدُ يرْمي إن أبَيْتَ قِتالَها

للهِ نِيّتُكَ التي قد أخْلَصَتْ

لقَبول رَبِّكَ حالها ومآلَها

أهْدَتْ لك الدنْيا تَباشيرَ السّنا

لتَنالَ في أفُقِ السّناءِ مَنالَها

حيثُ الأهِلّةُ ما ارْتقتْ واسْتشْرفَتْ

إلا لِتُطلِعَ بالمُنى إهْلالَها

وبَنو مَرينٍ والتّجلّةُ شأنُها

أبْدَتْ لدَيْكَ وُفودُها إجْلالَها

تبغي الهِدايَةَ منْ خليفةِ ربّها

وترى القبولَ أجلّ ما أهْدَى لَها

لمْ يدْرِ كُنْهَ صفاتِه متمثِّلٌ

منْها إذا ضربَتْ بهِ أمْثالَها

هلْ بَدْرُ مَمْساها وشمْسُ صباحِها

أمْ وجْهُهُ مُستقبلٌ أرْسالَها

أهلاً بهمْ من وافِدين ركابُهُمْ

حطّتْ بمَثْواكَ الكَريمِ رِحالَها

قد أقْبلُوا مُتيَمّنينَ بدوْلَةٍ

أحْزابَها نصَرَ الإلَهُ وآلَها

وقد اقْتَفَوْا من وُدِّك النّهْجَ الذي

نالَتْ عُداتُكَ منْ هُداه ضلالَها

هذا وقد وافَى صنيعُك للوَرَى

فمواهِبَ الصُّنعِ الجميلِ أنالَها

واستَقْبلَتْهُ أوْجُهُ البشرَى التي

بالبِشْرِ أبدَتْ والرّضَى استِقْبالَها

فغدَتْ يمينُك فيه ديمَةَ رحْمةٍ

كُلّ الوُجودِ يؤمّل اسْتهلالَها

هَيْهاتَ يظْمأُ وارِدٌ من بعْدِ ما

أوردت كُلَّ مُؤمّلٍ سَلسالَها

لكَ حكمَةُ الوهّابِ سابقُ حُكْمِها

نادَى بخيْلِكَ أن تجُولَ مَجالَها

أعْرافُها فيها لمُلكِكَ آيةٌ

مَتْلوّةٌ أنْ سوّغَتْ أنفالَها

للهِ منها والذّوابِلُ شُرَّعٌ

خيْلٌ تُريكَ من النّجيع نِعالَها

حَمَلتْ كُماةً لو أزَرْتَ جَميعَهم

أرْض العُداةِ لزُلزِلت زِلزالَها

من كُلّ أرْوَعَ باسِلٍ يوْمَ الوَغَى

لبِسَ العجاجَةَ ساحِباً أذْيالَها

قد أرسلَ الغرَّ السّوابِقَ للمَدَى

والنّصْرُ يَقدُمُ دائِماً إرْسالَها

ثَبَتَتْ قوائمُها به ولقَدْ مَحَتْ

آجالَ أهْلِ الشِّرْكِ حينَ أجالَها

ستخِفُّ طوْعاً نحْوَهمْ والأرضُ منْ

أنفالِهِمْ قد أخرَجت أثقالَها

فترى الكتائِب للعِدَى أو في النّدى

إنْهادَها في اللهِ أو إنْهالَها

هَذي السّبيكةُ مَلعَبُ الخيْل التي

ألْقَتْ بأفئِدَةِ العُداةِ خَبالَها

إن جُرّدتْ بيضُ السّيوف لغارةٍ

لبِسَتْ من النّقْعِ المُثارِ جِلالَها

فإذا المواكِبُ في مَداها استشْرفتْ

ما للكواكِبِ في السّماءِ وما لَها

يا حُسْنَهُ حَطَباً ويا عَجَباً إذا

جالتْ بهِ خيْلُ السِّباقِ مجالَها

يُذْكي قُلوبَ الحاسِدين مَشاعِلاً

والنارُ ما أبْدَتْ بهِ إشعالَها

للهِ كمْ صُوَرٍ به مَجْلوّةٍ

كادَتْ تُحقّقُ في العُيونِ مثالَها

لو أفْصحتْ أشكالُها بخِطابِها

للمُبْصرينَ لأوْضَحَتْ إشكالَها

يا مَلْجَأ القُصّادِ كَفُّكَ كُلّما

وكفَتْ غَمائِمُها كَفَتْ أُمّالَها

للخطّ والخَطّيِّ فيها آيةٌ

مَهْما أرَتْكَ جِلادَها وجدالَها

ولقد فرَعْتَ من الخِلافة مَرْقَباً

أطْلَعْتَ فيه للعُيونِ هِلالَها

فَلَيهْنِها لمّا حَللتَ بأُفْقِها

شمْسُ اهْتداءٍ لا نخافُ زوالَها

واهنأ به إمْلاكَ عِزٍّ لم تزَلْ

تبْغي سعودُكَ نَحْوَهُ إقبالَها

وليَهْنِ تاليَكَ الذي أوْلَيْتَهُ

من أنعُمٍ مدّتْ عليهِ ظِلالَها

حتّى تُجرّدَ في رِضاكَ صِفاحَها

يدُهُ وترْسِلَ في الوَغَى آسالَها

للعبْدِ أيُّ مدائحٍ تُتْلَى فما

يخْشَى تناسِيَها ولا إغْفالَها

ولمُلْككَ الأعلى مَواهِبُ رحْمَةٍ

ومَكارِمٌ لا تَقْتَضي إهْمالَها

فلقَدْ كَفَفْتُ بها زماناً راعَني

بزمانةٍ شرَعَتْ إليّ نِصالَها

أوْلَيْتَني ما لا أقوم بشكرِهِ

منْ أنعُمٍ أجْمَلْتَ لي إجْزالَها

وصَف العبيدُ وقد عطَفْتَ مُوكّداً

أسْبابَ رفْدِكَ مانِعاً إبْدالَها

فإليْكَ من حُسْنِ الثّناءِ عَقيلةً

حلّ البيانُ إلى المديحِ عِقالَها

جاءَتْ تُريكَ من النّظامِ لآلئاً

جيدَ اللّيالي طوّقَتْ مُنثالَها

جادَتْ حدائِقها غمائِمُ للنّدى

لا تشتكي من بَعْدِها إمْحالَها

ودَعَتْ قَوافيها مَدائِحَك التي

فكْري لدَيْكَ أطاعَها وأطالَها

ولأنت خيْرُ مؤمَّلٍ أصْغَى لَها

وأقامَ مائِلَ دَوْحِها وأقالها

أعْظِمْ بدَوْلتِكَ التي أنا ناظِمٌ

أوْصافَها والكلُّ قدْ أصْغَى لَها

لازلتَ يا شرَفَ المُلوك مخلَّداً

فبِعِزِّ نصْركَ بُلّغَتْ آمالَها

سألَتْ لك اللهَ البريّةُ كُلُّها

طول البَقاءِ وقد أجابَ سؤالَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للركائب لا تحل حلالها

قصيدة ما للركائب لا تحل حلالها لـ ابن فركون وعدد أبياتها مائة و ثمانية.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي