ما للمدامع فوق الخد تنسكب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للمدامع فوق الخد تنسكب لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة ما للمدامع فوق الخد تنسكب لـ ابن فركون

ما للمدامعِ فوقَ الخدِّ تنسَكبُ

وما لقَلبي بنارِ الوجْدِ يلتَهبُ

فلا تَسَل عنْ فؤادٍ حلّ ساحَتَهُ

جمْرُ الجَوى عندَما بانَتْ بها النُّجُبُ

يا لَيْتَ شِعْريَ والأيّامُ مُسْعِدةً

والبُعْدُ يُعْقِبُها منْ حَيِّها كَثَبُ

ورُبَّ لائِمةٍ تُلقي المَلامَ علَى

حُبِّ التي ودُّها طبْعٌ ومُكْتَسَبُ

قالتْ لما هِمْتَ منْ بعدِ السّلوِّ بها

فقلتُ كُلُّ فتًى قد هزّهُ الطّربُ

قالتْ تمتّعْ ببِدْعٍ من محاسِنها

فقلتُ قد سُدِلَتْ من دونِها الحُجُبُ

قالتْ أتَخفَى عن الأبصارِ بهْجَتُها

فقلتُ هيْهاتَ نورُ الشّمسِ يحْتَجِبُ

قالتْ فما تتمنّى بعْد رؤيتِها

فقلتُ لمْ يبْقَ لي في غيْرها أرَبُ

قالتْ لما أنتَ بالأوْصافِ ذو كَلَفٍ

فقلْتُ وصْفُ حُلاها للرِّضى سبَبُ

قالت فراسِل إذا عزّ اللقاءُ وصِفْ

فقُلْتُ ليسَ تَفي الأقلامُ والكتُبُ

قالتْ فمالَك إلا الطّيفُ ترقُبُهُ

فقلتُ مَن لي به والنّوْمُ مُسْتَلَبُ

عهْدي بها ورياضُ الأُنسِ يجْمَعُنا

والدّهْرُ طَلْقُ المُحيّا شأنه عَجبُ

والليلُ يُلْحِفُنا أسْتارَهُ وبِه

من عسْكَر الشهْبِ جمْعٌ ليسَ يُنتَهَبُ

أقولُ والبرْقُ يحْكي في مطالعِهِ

خفّاقَ قلْبٍ إذا جنّ الدُجَى يجبُ

يا بارِقاً بأعالي الرّقْمتَيْنِ بَدا

في سُدْفَةِ الليلَةِ الظلْما لهُ لَهَبُ

أرَدتَ تحكي ثغوراً راقَ مَبْسِمُها

لقدْ حكَيْتَ ولكنْ فاتكَ الشّنَبُ

وجئتَ بالبِشْرِ من وَجه الخَليفة إذْ

يُعْطي ولكنّ أينَ العِلْمُ والأدبُ

ورُمْتَ تحكي جيادَ العِزِّ مُرسَلَةٌ

لكنّ أين الشِّياتُ الغُرُّ والنّسَبُ

وكِدْتَ تُشبهُ سَيفَ النّصرِ منْصَلِتاً

لكنّ أينَ مَضاءُ الحدِّ والشُّطَبُ

إنْ هزّهُ يوسُفُ الأمْلاكِ يومَ وغىً

تهابُهُ ثمّ ترْجوهُ إذا يهَبُ

فيوسُفٌ ملِكُ الدُنيا وبهْجَتُها

وناصرُ الدين مهما راعَهُ رَهَبُ

مَن كابْن نَصْرٍ إذا عدّ الملوكُ بها

مَوْلىً لصحبِ رَسول اللهِ ينتَسِبُ

آباؤهُ النّفَرُ الغُرُّ الذين لهُمْ

مآثِرٌ عظّمَتْها العجْمُ والعرَبُ

هَذي الكتائبُ تُزْهى والكتابُ بهِمْ

في اللهِ ما كتّبوا في اللهِ ما كتَبوا

فأينَ مُستَنْصِرُ الأملاكِ منهُ ندىً

وسيْفُ دولَتهمْ تُزْهى به حَلَبُ

لعَبْدِه الرّاغِبِ الرّاجي برؤيَتِه

فوق السّحابِ ذيولَ الفخْر تنسَحِبُ

كلّمتَ عبْدَك يا موْلَى المُلوكِ فما

بالنّظمِ والنّثْر وفّى بعضَ ما يجِبُ

إذا رأيْتُ مُحيّاكَ الكريمَ فقدْ

بلغْتُ ما كنتُ أرجو وانْتَهى الطّلبُ

وإنّ أيْسرَ لحْظٍ منكَ يُقْنِعُني

دون العِناية عِندي المالُ والنّشَبُ

هذا ولم يكْفِ ما أوْلَيْتَ من نِعمٍ

ومن مَكارمَ تأتي دونَها السُّحُبُ

حتّى وهَبْتَ التي أضْحَتْ ملابِسُها

يَروقُ منهُ اللُّجَيْنُ البحْتُ والذّهَبُ

وهبْتَها فذّةً صَفْراءَ قد جُلِيَتْ

كأنها بعْضُ ما تَرْمي به الشُهُبُ

لا تعْجَبوا إنْ بَدا كالنّجْمِ ظاهِرُها

فإنّ باطِنَها للَّيْلِ ينْتَسبُ

دارَ الجُمانُ بأعْلاها يروقُ سناً

كأنّما هي كأسٌ فوقَها حَبَبُ

إنْ أخْفَتِ الحِبْرَ رهْنَ الصّدْرِ تحْجُبُهُ

لا تعجَبوا فَسوادُ القلْبِ محْتَجَبُ

إذا اليَراعةُ جالتْ عِنْدَها فعلتْ

ما ليْسَ تفعَلُهُ الهِنديّةُ القُضُبُ

مَولايَ هذا الذي قد كنتُ آمُلُهُ

هذا الزّمانُ الذي مازِلْتُ أرتَقِبُ

لازِلتَ يا ملِكَ الإسلامِ في دَعَةٍ

ومن عُلاكَ جميل الصُنْعِ مرْتَقَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للمدامع فوق الخد تنسكب

قصيدة ما للمدامع فوق الخد تنسكب لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي