ما للمنون سطت على أسد الشرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للمنون سطت على أسد الشرى لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة ما للمنون سطت على أسد الشرى لـ اسماعيل صبري

ما للمَنُونِ سَطَت على أُسدِ الشَّرَى

ما للضياءِ غَدا ظلاماً أعكرا

خطبٌ دَهَى الأبطالَ في رحلاتها

بكت العيونُ لهُ نجيعاً أحمرا

رُزءٌ تفطَّرَت القلوبَ لهولِهِ

لَبِسَت عليه حدادَها أمُّ القرى

يا شَرقُ مالكَ كلَّما رُمتَ العُلا

حكم الزمانُ عليكَ أن تتقَهقَرَا

يا شَرقُ مالكَ كلما آن الشِّفا

خَلَعَ السَّقَامُ عليك ثوباً أصفَرَا

يا شرقُ كنت إلى المعالي كعبةً

وإلى المعارفِ كنتَ بدراً أزهَرا

يا شرقُ مالكَ والكرى أعشقَتهُ

هلا علمتَ بحالِ من عشق الكرى

يا شرقُ أهداك الزمانُ حسامَهُ

لما رآك بَلَغتَ هاماتِ الذُّرَى

خَلَّفتَهُ في غمدِهِ حتى انبرى

من فَرطِ ما لَعِبَ البِلَى وتَكَسَّرا

ماذا دهاكَ وهل منامٌ ما أرى

أم ذاك في عينيَّ حُلمٌ صُوِّرا

يا دولةَ الأسدِ البواسِلِ ليتنا

كنا الفداءَ لمن غَدَوا تحت الثَّرى

يا سائدينَ المُلكَ بالهِمَمِ التي

وقف السُّهَى يرنو لها مُتَحَيِّرا

يا مَن ترونَ دَمَ العدوِّ مُدامَةً

وشرابَ جيشهم الحديدَ الأخضرا

صعبٌ علينا كلَّ يومٍ نكبةٌ

صَعِقَ الفؤادُ لهولِها وتسعَّرَا

خطبٌ تلا خطباً فضاعف حُزنَهُ

أبكى ضريحَ المُصطَفى والمِنبرا

فلو استطعتُ قذفتُ حبَّةَ مُقلتي

نحو الشآمِ لكي تُشاهِدَ ما جرى

خاض الفضاءَ سَميدَعٌ في مُلكِهِ

شهدت به الرِّيحُ العصيبُ غَضَنفَرَا

قطع البحارَ وما ثناه عجاجُها

شَهمٌ يُماثِلُ في الجلالِ القَيصَرَا

وَعَلا رُبا لُبنانَ فوق هِضابِها

فَصَبا شَذا تكل الرُّبوعِ وأسكَرا

والتَفَّتِ الأقمارُ تسطَعُ حوله

كالخاتم الماسيِّ زانَ الخنصَرَا

هبطت سفينتُهُ الشَّآمِ فشاهدت

بالبِشرِ والتِّرحابِ عيداً أكبرا

أرضٌ حباها اللَه منه رعايةً

سحاتُها حَوَت المكانَ الأعطَرَا

تمشى الملائكُ حوله وأَديمُهُ

مِسكٌ يُخالِطُ في العَبيقِ العَنبَرَا

هتفت لرؤيَتهِ القلوبُ تقول يا

فتحي لقد جَدَّدتَ مجداً غابرا

حَمَلَتكَ أكنافُ الرِّياحِ مُطيعَةً

كَرهاً كما حملت أخاك الطارا

وقضى قصيرَ الوقتِ بين رُبوعِها

حتى انقضَى ما كان قبلُ مُقَدَّرا

سَلَّ الحِمامُ على الحمامِ حُسامَهُ

فَهَوى صَريعاً مُرغَماً فتحسَّرا

بكت النسورُ الجارحاتُ على الذي

عرضت مَنِيَّتهُ له فَتَعَثَّرَا

عَمَّ الأَسَى والحُزنُ جوَّ صفائنا

والدَّمعُ فاض من المحاجرِ أنهُرَا

ما كاد ينضُبُ دمعُ أولِ حادِثٍ

حتى فجعنا في هُمامٍ آخَرَا

إنا لنعجَبُ منك نُورى كيف قد

لاحظتَ أنَّ أخاك رامَ الكَوثَرا

فلحقتهُ وصديقَهُ مبتسِّماً

فَرِحاً لأنك قد طلبت الجَوهرا

وضممتَ جسمَهُما إليك وحَولَكُم

جيشُ السماءِ مُهَلِّلا ومُكَبِّرا

وسكنتمو بَيتاً تقادَمَ عَهدُهُ

نجداً حوىَ مُلكاً عظيماً أشهَرَا

هذا صلاحُ الدّينِ من غزواتهُ

أهدَت إلى العُربِ الكرامِ مَفاخِرا

يا أيها الشهداءُ هُنئتُم بما

نلتم من الفردوس فوزاً أكبرا

إنا سنذكر عهد رحلتِكُم فقد

ضمَّت إلى التاريخ ذِكراً عاطِرا

يا مُبدعَ الأكوانِ عَزِّز جيشنا

واحفَظ لنا تاجَ القيادةِ أنورَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للمنون سطت على أسد الشرى

قصيدة ما للمنون سطت على أسد الشرى لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي