ما للهداية في العواصم من سبيل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما للهداية في العواصم من سبيل لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة ما للهداية في العواصم من سبيل لـ سليم عنحوري

ما للهداية في العواصم من سبيل

إلا إذا لجأ الغريب إلى دليل

عبثاً يبدّد مالهُ وزمانهُ

من سار آونةَ السياحة كالضليل

لا سيما في مثل هذا القطر من

بعد احتلالٍ حكَّم الضيف الدخيل

روح الحضارة في الكنانة قد سرت

كالبرق تقطع بالدقيقة ألف ميل

وثبت بها في رُبع جيلٍ وثبةً

قامت مقام مسيرها في ألف جيل

فالحقُّ يعلو والعدالة أرهفت

عضباً به الظلم القديم غدا قتيل

والخير يطفح والغنى متدفقٌ

والأمن يرفع في ربى روضٍ ظليل

والأرض تُحرثُ والصنائع ترتقي

والتجر مدّ علائقاً مع كل جيل

والنيل يخزن ماؤهُ حتى إذا

شحَّ السحاب بفيضه كان البديل

ومنائر العمران ينطح روقها

رأس السماك ويزدري الهرم الجليل

والغاز يسطع والبخار مسخَّرٌ

والبرق يوحي والكهارب في السبيل

والخلق يهرج والعواجل ركَّضٌ

والجوّ يضحك والقواطر في عويل

وصحائف الاخبار تنقل للنهى

آثار أهل الأرض من قالٍ وقيل

ومعاهد الآداب بالعلم اغتدت

تهدي المواطن كل ذي فضل نبيل

من كل أروع ماجدٍ متفننٍ

سامي التصور زانهُ الخُلق الجميل

كبرت له نفسٌ به عرجت الى

فلك الفخار بمصعد التعب الجزيل

تحدو به نحو العظائم همةٌ

توحي العزائم من شبا الماضي الصقيل

والطرق تُصلحُ والمنازه جمَّةٌ

والغيد تمرح بالمحاسن تستميل

والزَهر زُهرٌ والورود مجامرٌ

والترَب تبرٌ والجداول سلسبيل

مصداحها يشدو على ادواحها

ورياحها تشجيه بالنسم البليل

فتزخرفت وتفوفت وتدبجت

كجنان عدنٍ قد ثوت بجوار نيل

امساؤها اصباحها وشتاؤها

كربيع جلَّق او بلاد الارخبيل

وكذلك السودان أوتي بعثهُ

من بعد ما اودى به الجهل الوبيل

فجرى على متن السراط وهمه

تعويض ما قد فات مذ عهدٍ طويل

فبدَت طلائعُ زهوه ونمائه

وسمت مطالعُ ذلك الشعب الذليل

ولوسف تنظر كيف يصبح ظافراً

بجميع ما يرجوه في زمنٍ قليل

متوقّلاً ذروات عزٍّ باذخٍ

تثوي بهِ في معقل المجد الاثيل

فالانكليز لقد خلا قاموسهم

من قولنا نحن الاعارب مستحيل

ولذاك انت اليومَ اكثر حاجةً

لشراء سِفرٍ لقَّبوه بالدليل

سفرٌ غدا في بابه كنزاً حوى

كل الغنى ولذاك عزَّ عن المثيل

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما للهداية في العواصم من سبيل

قصيدة ما للهداية في العواصم من سبيل لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها ثلاثون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي