ما لي أرى ألحاظ عزة ساهره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لي أرى ألحاظ عزة ساهره لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة ما لي أرى ألحاظ عزة ساهره لـ سليم عنحوري

ما لي أرى أَلحاظ عزَّة ساهرَه

ترنو إلى زُهر الكواكب حائرَه

وجفونها بِنَدَى المُدامعِ ماطَره

يمشي الهُوينا للرياض الزاهرَه

وهناك في وَرد الحيا يتعثَّرُ

واهاً لها من ادمعٍ ككراتِ

قد مثَّلت بَرداً على جمراتِ

لَهَبُ الشقيقِ على ذرَى الوجناتِ

جمع اللظى والماءَ في الجنَّاتِ

ومن العجائب ان دمعكِ مطهرُ

أفدمعكِ المنهلُّ ذا ام جَوهُرُ

فوق الحدائق للخلائقِ يُنثَرُ

كالمَهرجان يقوم كِسرى الأكبرُ

يرمي النثارَ من النضار فيفخرُ

بين المجوس بأَعصرٍ لا تُشكَرُ

ام ذاك عِقدٌ من لآلٍ خانهُ

سِمطٌ بلي حتى ارثَّ زمانَهُ

فهوَت فرائدُهُ يسمنَ جمانهُ

هجراً وودَّع نثرُدُ عقيانهُ

والدرُّ ما بين الورود مُبعثَرُ

مالي ارى هذا البنانَ الأَحمرا

هَوَساً ينتفُ منكِ فَرعاً أشقَرا

أغرَيتهِ ليفتَّ مسكاً أذفَرا

او عنبراً بشدا البنانِ مكوفرا

أرج الخزام بنفحهِ يتعطَّرُ

ما بال ثغركِ وهو برقٌ قد سرى

فيهِ حبابٌ بالعقيق تَبلوَرا

بين اللهيبِ وبين خمرٍ اسكرا

يغري يواقيتاً لتحبس كوثَرا

وتصونُ نُورَ دراريءٍ لا يؤسَرُ

بجورهِ جمرٌ ولن يتألَّما

يحيي الوجودَ تألُّقاً وتبسُّما

أبداً يفيض ضياءَهُ متكرّما

الا بهذا اليوم صار مُطَسَما

سُخطاً فعقدُ نجومهِ لا يظهرُ

قد صار هذا اليوم سُراً مضمراً

في خاطر السُخط الأبيِّ تستَراً

من بعد ما كان الجليَّ الأظهرا

أفليسَ مَضحك سنهِ ما اسكرا

وهدى وأروى وهوزهٍ أَزهَرُ

وَضعَ الوجومُ عليهِ ختماً من لهيب

حرم الانامُ بهِ غناءَ العندليب

وبغامُ رِيمٍ راحَ يرتعُ مستريب

وهديلُ وِرقٍ فوق أَيكٍ في كثيب

اذ كلُّ ذلك عن كلامكِ يؤثرُ

ما بال قلبكِ خافقاً يتأثَّرُ

كالموج تزعجهُ رياحٌ صَرصَرُ

يعلو ويهوي لا يقرُّ فيظهرُ

طوراً وطوراً جمعهُ يتكسرُ

فيكنُّهُ جوفُ العبابِ الأَزخرُ

أو مثل قُرطٍ كاللهيب تألَّقا

في أُذن أَجيَد كالظباء تعلَّقا

لازل مضطرباً يهيمُ تعشُّقا

بجوار نحرٍ في الدجنَّة اشرقا

هو مَصدَرٌ للنيّرات ومَظهَرُ

كعمود نارٍ قد بدا في طورسين

لينيرَ قوماً في المفاوز هائمين

من خلفهِ ليلُ الغدائر يستعين

بشعاعهِ الذهبي مُهدي الكافرين

ولذاك شعركِ اشقرٌ ومُعَصفَرُ

مابال وجهكِ ساخطاً يصلي الورى

حرباً ويحشد للوقيعة عسكرا

فالجفن يرسل نبلهُ متغشمرا

والهدب يصقل ذابلاَ أو أَبترا

والعين يسطع من سناها خنجرُ

والخدُّ يقذف جمرهُ متأججاً

والنحرُ يبعث شهبَهُ متبلّجا

والثغر يومض برقهُ متوهَجا

واللحظ يخرق سهمهُ كبدَ الدجى

أفحانَ بعثٌ والعوالم تُحشرُ

هذي القلوب غدت هباءً يُنثرُ

يعلو فَيُعقدُ في الفضاءِ العِثيرُ

وعروش اقيال الجيوش تُدمَّرُ

وجيوش اقيال العروش تقهقرو

والكون اطرقَ واجفاً يتحيرُ

فبحقّ ربكِ ذوالجلال الاكمل

وبحقّ الف ني قومٍ مرسَلِ

وملائك العرش العليّ الافضلِ

والأولياءِ ذوي المقام الامثلِ

والجاثليق ومَن حواهُ المنبرُ

وبحق وجهٍ كنتِ فيهِ كقيصرا

وبرمح قدٍّ قد اصاركِ عنترا

اني عهدتكِ مذ عرفتك جؤذرا

انساً فكيف غدوتِ سُخطاً قسورَا

ايهٍ فقلبي رهبةً يتفطَّرُ

قالت وقد لاحت تباشيرُ الرضى

في وجهها لا تسألَن عما مضى

وهمٌ على اثر الفراق تعرَّضا

دفعتهُ فأبى ولجَّ وأَرمضا

فغدوتُ احسد مَن يموت ويُقبَرُ

يمَّمتَ مصرَ وغبتَ عني اشُهراً

وقطعت كُتبكَ عامداً لن يُعذَر

ونسيتَ عهداً بالدموع تسطَّرا

وسلوتَ ودَّكم غزوتَ بهِ الكرى

افصخرةٌ هذا الحشى ام مرمرُ

فحسبتُ أنك يا ابيّ خدعَتني

شأنَ الخؤونِ الجاهل الوَغد الدني

من بعد ما سُبُال الوفاءِ اريتني

وعلى الامانة في الهوى مرَّستني

ولأنتَ أُستاذ الغرام الأكبرُ

ولأنتَ مَن قالَ المحبة والولا

دَرَجانِ من يرقاهما الشعرى علا

ولأنتَ اول صادعٍ بين الملا

ان الفضائل والشمائل والعلى

خُلقت لقلبٍ للغرام يُسخَّرُ

وزعمت ان ظباءَ مَنفَ و لُقصُراً

صَرَفَت فؤادك عن غزالة عَنجَرَا

ولذاك قلتُ تخرُّصاً كان افتِرا

لا بِدعَ ذا الشاميُّ ان يتمصَّرَا

وظننت فيك خلاف ما تتصوَّرُ

فاَنفتُ من هذي الدناءة في الدُنى

وزَهدتُ عيشي وانصرَفتُ عن المنى

وندبتُ أياماً تقضَّت بيننا زهواً

ولهواً بالسرور وبالهنا

والدهرُ عنا نائمٌ لا يسهرُ

فاشتدَّ بي غضبٌ تعاظم وقعهُ

وألمَّ بي غيظٌ تعذَّر دفعُهُ

فشجبتُ حباً صار ضرًّا نفعهُ

وعدمتُ رشداً ما تمتَّن وضعهُ

الاَّ بعودكَ واللقآء مُقَدَّرُ

فعلمتُ انكَ مالكٌ عرش الهوى

واحقُّ مَن في الحُبِّ قد حَملَ اللوا

ترضى البليَّة والمنيَّة والطوى

عفواً ولا تلوي الفؤاد الى السوى

ولذاك ما ذكروا الحقيقَةَ تُذكرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لي أرى ألحاظ عزة ساهره

قصيدة ما لي أرى ألحاظ عزة ساهره لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها خمسة و سبعون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي