ما لي بعادية الأيام من قبل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ما لي بعادية الأيام من قبل لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة ما لي بعادية الأيام من قبل لـ أبو تمام

ما لي بِعادِيَةِ الأَيّامِ مِن قِبَلِ

لَم يَثنِ كَيدَ النَوى كَيدي وَلا حِيَلي

لا شَيءَ إِلّا أَباتَتهُ عَلى وَجَلٍ

وَلَم تَبِت قَطُّ مِن شَيءٍ عَلى وَجَلِ

قَد قَلقَلَ الدَمعَ دَهرٌ مِن خَلائِقِهِ

طولُ الفِراقِ وَلا طولٌ مِنَ الأَجَلِ

سَلني عَنِ الدينِ وَالدُنيا أُجِبكَ وَعَن

أَبي سَعيدٍ وَفِقدَيهِ فَلا تَسَلِ

مَن كانَ حَليَ الأَماني قَبلَ ظَعنَتِهِ

فَصِرتُ مُذ سارَ ذا أُمنِيَّةٍ عُطُلِ

نَأيُ النَدى لا ثَنائي خُلَّةً وَهَوىً

وَالفَجعُ بِالمَجدِ غَيرُ الفَجعِ بِالغَزَلِ

لَئِن غَدا شاحِباً تَخدي القِلاصُ بِهِ

لَقَد تَخَلَّفتُ عَنهُ شاحِبَ الأَمَلِ

مُلقى الرَجاءِ وَمُلقى الرَحلِ في نَفَرٍ

الجودُ عِندَهُمُ قَولٌ بِلا عَمَلِ

أَضحَوا بِمُستَنِّ سَيلِ الذَمِّ وَاِرتَفَعَت

أَموالُهُم في هِضابِ المَطلِ وَالعِلَلِ

مِن كُلِّ أَظمى الثَرى وَالأَرضُ قَد نَهِلَت

وَمُقشَعِرِّ الرُبا وَالشَمسُ في الحَمَلِ

وَأَخرَسِ الجودِ تَلقى الدَهرَ سائِلَهُ

كَأَنَّهُ واقِفٌ مِنهُ عَلى طَلَلِ

قَد كانَ وَعدُكَ لي بَحراً فَصَيَّرَني

يَومُ الزِماعِ إِلى الضَحضاحِ وَالوَشَلِ

وَبَيَّنَ اللَهُ هَذا مِن بَرِيَّتِهِ

في قَولِهِ خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ

لِلَّهِ وَخدُ المَهاري أَيَّ مَكرُمَةٍ

هَزَّت وَأَيَّ غَمامٍ قَلقَلَت خَضِلِ

خَيرُ الأَخِلّاءِ خَيرُ الأَرضِ هِمَّتُهُ

وَأَفضَلُ الرَكبِ يَقرو أَفضَلَ السُبُلِ

حُطَّت إِلى عُمدَةِ الإِسلامِ أَرحُلُهُ

وَالشَمسُ قَد نَفَضَت وَرساً عَلى الأُصُلِ

مُلَبِّياً طالَما لَبّى مُنادِيَهُ

إِلى الوَغى غَيرَ رِعديدٍ وَلا وَكَلِ

وَمُحرِماً أَحرَمَت أَرضُ العِراقِ لَهُ

مِنَ النَدى وَاِكتَسَت ثَوباً مِنَ البَخَلِ

وَسافِكاً لِدِماءِ البُدنِ قَد سُفِكَت

بِهِ دِماءُ ذَوي الإِلحادِ وَالنِحَلِ

وَرامِياً جَمَراتِ الحَجِّ في سَنَةٍ

رَمى بِها جَمَراتِ اليَومِ ذي الشُعَلِ

يَردي وَيُرقِلُ نَحوَ المَروَتَينِ كَما

يَردي وَيُرقِلُ نَحوَ الفارِسِ البَطَلِ

تُقَبِّلُ الرُكنَ رُكنَ البَيتِ نافِلَةً

وَظَهرُ كَفِّكَ مَعمورٌ مِنَ القُبَلِ

لَمّا تَرَكتَ بُيوتَ الكُفرِ خاوِيَةً

بِالغَزوِ آثَرتَ بَيتَ اللَهِ بِالقَفَلِ

وَالحَجُّ وَالغَزوُ مَقرونانِ في قَرَنٍ

فَاِذهَب فَأَنتَ زُعافُ الخَيلِ وَالإِبِلِ

نَفسي فِداؤُكَ إِن كانَت فِداءَكَ مِن

صَرفِ الحَوادِثِ وَالأَيّامِ وَالدُوَلِ

لا مُلبِسٌ مالَهُ مِن دونِ سائِلِهِ

سِتراً وَلا ناصِبُ المَعروفِ لِلعَذَلِ

لا شَمسُهُ جَمرَةٌ تُشوى الوُجوهُ بِها

يَوماً وَلا ظِلُّهُ عَنّا بِمُنتَقِلِ

تَحولُ أَموالُهُ عَن عَهدِها أَبَداً

وَلَم يَزُل قَطُّ عَن عَهدٍ وَلَم يَحُلِ

ساري الهُمومِ طَموحُ العَزمِ صادِقُهُ

كَأَنَّ آراءَهُ تَنحَطُّ مِن جَبَلِ

أَبقى عَلى جَولَةِ الأَيّامِ مِن كَنَفَي

رَضوى وَأَسيَرُ في الآفاقِ مِن مَثَلِ

نَبَّهتَ نَبهانَ بَعدَ النَومِ وَاِنسَكَبَت

بِكَ الحَياةُ عَلى الأَحياءِ مِن ثُعَلِ

كَم قَد دَعَت لَكَ بِالإِخلاصِ مِن مَرَةٍ

فيهِم وَفَدّاكَ بِالآباءِ مِن رَجُلِ

إِن حَنَّ نَجدٌ وَأَهلوهُ إِلَيكَ فَقَد

مَرَرتَ فيهِ مُرورَ العارِضِ الهَطِلِ

وَأَيُّ أَرضٍ بِهِ لَم تُكسَ زَهرَتَها

وَأَيُّ وادٍ بِهِ ظَمآنُ لَم يَسِلِ

مازالَ لِلصارِخِ المُعلي عِقيرَتَهُ

غَوثٌ مِنَ الغَوثِ تَحتَ الحادِثِ الجَلَلِ

مِن كُلِّ أَبيَضَ يَجلو مِنهُ سائِلُهُ

خَدّاً أَسيلاً بِهِ خَدٌّ مِنَ الأَسَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ما لي بعادية الأيام من قبل

قصيدة ما لي بعادية الأيام من قبل لـ أبو تمام وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي