ما مال قلبي إلى ما في الأباريق
أبيات قصيدة ما مال قلبي إلى ما في الأباريق لـ الغشري

ما مال قلبي إلى ما في الأباريق
وصحبةٍ بين ذي عِشْقٍ ومعشوقِ
ومجلسٍ للنَّدَى ما فيه قد بُسِطَتْ
حُمْرُ الزَّرَابي وأصنافُ النماريق
تَدَاوَلُوا خَمرةً كالشمسِ مشرقةً
قديمةَ العهدِ من دهر العماليق
فالبعضُ قد مُزِجَتْ والبعضُ خالصةٌ
شبيهةٌ بدَمِ العُشَّاقِ مَهْرُوقِ
راحٌ تُرِيحُ من الهَمِّ الشديدِ ومِنْ
كربٍ عظيمٍ وتُسْلِي كلَّ مَقْلُوقِ
ما ذاقَها باخلٌ إلا وقد سَمَحَتْ
فيها يداه بآلافِ الدوانيقِ
وكاعِباتٌ تُغَنِّي وهي راقِصَةٌ
بنغمةٍ تَوَقّتَتْهُمْ أنَّ تَتْوِيقِ
تُزْرِي بكل الغصونِ اللُّدْنِ مائِسَةً
لما تَثَنَّتْ بترجيعٍ وتصفيقِ
جَوْعَى الْخُصورِ لها الديباجُ أقبِيَةٌ
ذاتُ الدمالجِ بل ذاتُ القَراطيقِ
قَتَّالَةٌ بسيوفِ اللَّحْظِ فاتكةٌ
مستعبداتٌ لأصحابِ الرَّساتِيقِ
منهنَّ واحدةٌ تسعَى وقائلةٌ
إن شئتَ كاسياً وممَّا شئتَ مِن رِيقِ
فظلَّ يرشفُ طَوْراً من مجاجتِها
والكأسِ طوراً بمصبوحٍ ومَغْبُوقِ
لم تدر ما ساغَ شَهْداً أم يخالطُهُ
قَرَنْفُلٌ بِفَتِيتِ المسك مسحوقِ
حتى إذا حانَ سكرٌ في رؤوسهمُ
مالُوا جميعاً إلى ذات المخانيق
فيسَّرَتْ ما به شَجَتْ وطابَ لهمْ
كلُّ الملاهي وأنكاثُ المواثيقِ
دَعْني أُنافِسُ في العَلْيَا وخَلِّهُمُ
لواؤُهُم بِلِوا الشَّيطانِ موثوقِ
لعلَّ تبدو شموسُ العدلِ طالعةً
بلوذَعيٍّ ربيط الجأش فاروقِ
لعلَّ ربِّي بفَضْلٍ منه يجعلُني
مكثِّراً عصبةَ القومِ البطاريقِِ
أين الجحاجحةُ الشُّمُّ الدين عمُ
نورُ الإلهِ من الغرِّ المصاديقِ
أين الذين بهم كُشِفَ الغَمَّاءُ وهمْ
نورُ الدياجيرِ بل نورُ الغواسيق
أين الذين لهم صبرُ الحديد على
حَرِّ الوَغَى حين ما قامت على سوقِ
ماذا الثَّواءُ ودينُ اللهِ مُنْدَرِسٌ
والسيفُ مِن ذاتِه فَتْحُ المغَالِيقِ
إني أرى خطباء الحقِّ قد خَرَسَتْ
وكم خطيبٍ بجمعِ الحُورِ منطيقِِ
قوموا فلا بُدَّ إحدى الحُسنَيَيْنِ تَرَوْا
والفخر دأبُ الخريداتِ الفَوَانِيقِ
قوموا يُطالعُكم سعدٌ وينصرُكم
ربُّ العبادِ بتأْييدٍ وتوفيقِ
فالعزمُ والحزمُ فيهِ كشف غُمَّتِكم
وشمِّرُوا ودَعُوا كلَّ التعالِيقِ
فإنما أَسْهُمٌ قد يُمِّمَتْ لكمُ
فقوِّموها كراماً أي تعويقِ
هذا مقالي وإني منكمُ أبداً
قمتم قعدتم أتيتمْ بالمغَالِيقِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ما مال قلبي إلى ما في الأباريق
قصيدة ما مال قلبي إلى ما في الأباريق لـ الغشري وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن الغشري
سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي. من شعراء القرن الثاني عشر.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب